دراساتصحيفة البعث

القوة الناعمة لن تعود للولايات المتحدة

تقرير إخباري

بعد محادثات ألاسكا الصينية الأمريكية في آذار الماضي، وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” زيارة عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الشرق الأوسط ولقاءه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها محاولة لتشكيل تحالف ضد الولايات المتحدة.

كانت لدى الولايات المتحدة دائماً عقلية الحرب الباردة، وقد أظهر بايدن ذلك بوضوح في أول مؤتمر صحفي رئاسي له في 25 آذار الماضي، ما يعني أن إستراتيجية بايدن هذه عزّزت كلاً من عقلية الحرب الباردة وأفعالها في الوقت نفسه، في محاولة لجعل العالم يعتقد أن الحرب الباردة حتمية.

“يكاد من المستحيل تقسيم العالم إلى معسكرين منفصلين، لأن العالم ليس الولايات المتحدة والصين فقط، هناك العديد من البلدان في العالم والعديد من المنظمات الدولية، ولديها وجهات نظر مختلفة حول النظام الدولي”، يقول لي هايدرنغ الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة “غلوبال تايمز”.

لذلك تثبت الحقيقة الموضوعية لانحدار القوة الناعمة للولايات المتحدة أن نظام الحرب الباردة الذي تريده الولايات المتحدة لن يصبح القيمة السائدة في العالم، وأن الفقر والتمييز العنصري وانهيار الديمقراطية والركود الاقتصادي الذي تواجهه الولايات المتحدة في الداخل لن يتمّ حلّه عن طريق تقسيم العالم إلى معسكرين.

علاوة على ذلك، لن يكون أيّ من حلفاء الولايات المتحدة على استعداد لاتباعها في كل قضية أو اتخاذ موقف ضد الصين. صحيح أن الولايات المتحدة لديها قوتها، بالتأكيد، لكن لا ينبغي أن تبالغ في تقدير قدرتها المطلقة.

كانت وراء عقلية الحرب الباردة فكرة محاولة حلّ الانقسامات الداخلية في المجتمع الغربي عن طريق إثارة التحديات الخارجية. والنتيجة هي أن واشنطن غير قادرة على التركيز على حلّ قضاياها الداخلية في مناخ يجعل من الصعب العمل مع الدول الأخرى في القضايا العالمية، وأشار هايدرنغ إلى أن الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع رغبة الولايات المتحدة في تقسيم العالم هو إقامة توازن متعدّد المستويات في اتجاهات مختلفة.

يبدو أن السياسيين الأمريكيين والغربيين الذين يعانون فقدان الذاكرة السياسية قد نسوا ما جلبه الانقسام الإيديولوجي في عام 1947 إلى العالم، والذي تسبّب في مواجهة طويلة الأمد بين الشرق والغرب، وأعاق التنمية المتكاملة للعالم، وتسبّب في انقسام ألمانيا وكوريا، ودول أخرى، وأثار حروباً محلية.

عناية ناصر