أخبارصحيفة البعث

نتنياهو يضع العصيّ في عجلات تشكيل الحكومة الجديدة

يسابق رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الزمن في محاولة منه لعرقلة تشكيل ما تسمّى “حكومة التغيير”، بذريعة أنها لن تكون قادرة على “مواجهة إيران وشنّ هجمات على غزة”، حسب تعبيره.

وعلى طريقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال نتنياهو، معلقاً على تشكيل حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد: إنها تشكّل “أكبر عملية تزوير للانتخابات في تاريخ إسرائيل”. وأضاف: “الناس يشعرون أنهم مخدوعون وهم محقون. لا يمكن أن نسدّ أفواههم ونُسكتهم”، مشيراً إلى أن الحكومة المرتقبة “لن تكون قادرة على التصدي للطلبات الأميركية بتجميد الاستيطان، ولن تجرؤ على تنفيذ عمليات في قلب إيران، ولا شنّ حملات عسكرية في غزة”.

نتنياهو صرح أنه لا يقف حقيقة وراء حملة التحريض التي تشنّ على أعضاء حزب “يمينا” منذ أن أعلنوا انضمامهم إلى “كتلة التغيير”، حيث أدان “كل تحريض وعنف يأتي من أي جانب كان”، داعماً “براءته” هذه بأنه تلقى هو وعائلته تهديدات بالقتل لفترة طويلة.

وكان نتنياهو دعا أعضاء الكنيست في “أجنحة اليمين” إلى معارضة الحكومة بوصفها “يسارية خطرة”، حاثاً النواب على حجب التصديق على الحكومة.

ولكن تحذير رئيس جهاز “الشاباك” نداف أرغمان، من حدوث اغتيالات سياسية على خلفية الانقسام، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك سعياً قوياً من التيار الذي يقوده نتنياهو لصناعة أحداث دموية تساعد على تعطيل إجراءات نيل حكومة التغيير الثقة في الكنيست، وخاصة عبر الاغتيالات السياسية التي لها سوابق واضحة في كيان الاحتلال، ومنها اغتيال اسحق رابين رئيس حكومة الاحتلال الأسبق على خلفية تعهّده بالانسحاب من مرتفعات الجولان السورية حتى حدود الرابع من حزيران فيما سمّي حينها “وديعة رابين”.

وفي السياق، أكدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أن نتنياهو “يُحاول إفشال تشكيل ما تُسمى حكومة التغيير عبر تفجير الأوضاع في القدس وتصعيد العدوان على مقدساتها”.

واتهمته بأنه “يحاول تكرار التجربة التي خاضها في جولة الصراع الأخيرة، من خلال تحريض خروج ما تسمّى مسيرة الأعلام الاستفزازية، واستمرار تشديد الحصار على حي الشيخ جراح، وتحويله إلى ثكنة عسكرية، وقمع المواطنين والمتضامنين والصحفيين”.

وكان يائير لابيد رئيس حزب “هناك مستقبل”، قد أعلن أن عضو الكنيست عن حزب “يمينا”، نير أورباخ، قد عرقل استبدال رئيس الكنيست، الأمر الذي من شأنه أن يؤدّي إلى تأجيل أداء الحكومة لـ “تصريح الولاء” أي نيل الثقة، ولذلك لا تتوفر الأغلبية اللازمة لاتخاذ هذه الخطوة.

ولكن الأمر الذي لا يستطيع نتنياهو إلى الآن فهمه، هو أن عجلة التغيير قد بدأت ليس على خلفية ما يسمّيه هو تنازلات لدى الحكومة الصهيونية القادمة، وإنما على خلفية أن المجتمع الصهيوني ذاته أدرك بعد العدوان الأخير على غزة أن جميع القادة الصهاينة كاذبون في مسألة قدرتهم على حمايته، وخاصة بعد تساقط الصواريخ بغزارة على المدن الفلسطينية المحتلة، وأنه لا بد من الوصول إلى هدنة مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، سواء أكان ذلك في أراضي 48، أم في الضفة والقدس وغزة، وأن كيان الاحتلال الآن يعيش أشد الأوقات ضعفاً بالفعل، ولم يعُد قادراً على فرض أيّ معادلة بالقوة.

طلال ياسر الزعبي