الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

لافروف يحذّر واشنطن من الحديث مع روسيا من موقع القوة

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة من الحديث مع روسيا من موقع القوة، مشيراً إلى أن بلاده سترد على الخطوات غير الودية “بشدة وحزم”.

وتعليقاً على قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن في جنيف، قال لافروف في تصريح لصحيفة راكيات ميرديكا الإندونيسية: “القمة الروسية الأمريكية جرت في جو صريح وعملي، وتسنى لنا بحث الوضع في الشؤون الثنائية وتبادل الأفكار حول قضايا الأمن الاستراتيجي والرقابة على الأسلحة والنزاعات الإقليمية”، لافتاً إلى أن الجانبين تحدّثا عن مواقفهما المبدئية وأظهر كل منهما الرغبة في فهم الطرف الآخر، وأشار إلى أن النتيجة الرئيسية للقمة يمكن اعتبارها “خطوة ولو صغيرة إلى الأمام” نحو استعادة العلاقات الطبيعية بين روسيا وأمريكا، والتي لا يمكن أن تكون دون الاحترام المتبادل ومراعاة الطرف مصالح الطرف الآخر، موضحاً أن الرئيس الروسي أكد بوضوح أن تحقيق النتائج على كل الاتجاهات ممكن فقط عبر توازن في المصالح مقبول للجميع وعلى أساس من التكافؤ، ولم تكن هناك أي اعتراضات أثناء المباحثات.

وتابع قائلا: “في أعقاب المباحثات عاد المسؤولون الأمريكيون إلى الخطاب السابق، وطرح المطالب على روسيا وإطلاق تهديدات جديدة بالضغط عليها” وشدد على أن “محاولات مخاطبتنا من موقع القوة محكوم عليها بالفشل أصلاً، ونحن سنرد على الخطوات غير الودية بشدة وحزم”.

يذكر أن الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن عقدا أول لقاء ثنائي لهما بعد تولي بايدن منصب الرئاسة في جنيف يوم 16 حزيران الماضي.

وكان السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، قال إنه لم يحدث تقدّم كبير في العلاقات الروسية – الأميركية، منذ اجتماع الرئيس الروسي مع نظيره الأميركي، وأوضح أنّ قضية تبادل الأسرى بين البلدين، لا تزال قيد الدراسة.

على  صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي أن موسكو تدعم موقف بلدان آسيان من التسوية في ميانمار، ولا تقبل أي تدخل خارجي وفرض عقوبات لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة في هذا البلد، في إشارة لفرض الإدارة الأمريكية حزمة جديدة من العقوبات تطال أكثر من 20 شخصية وأربعة كيانات في ميانمار.

وقال لافروف: “تتمتع قيادة آسيان على مسار ميانمار بدعم غير مشروط من جانب روسيا. وتتفق بنود “التوافق المتكون من 5 نقاط” الذي تم اتخاذه بفضل الجهود الجماعية للشركاء في إطار آسيان مع الموقف الروسي. ونوافق بالكامل على البنود حول ضرورة وقف العنف وضبط النفس من جانب كل الأطراف المتنازعة وإطلاق حوار من أجل استقرار الوضع وتحقيق السلام المدني”، وأكد أيضاً أن مواقف روسيا وآسيان متفقة أيضا في عدم قبول أي عقوبات أحادية الجانب وخطاب التهديدات ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية لميانمار، وأوضح: “نتمسّك بالموقف المشترك من الطابع المدمر لمثل هذه السياسة التي تؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في المجتمع وتفاقم التناقضات الداخلية. ونقف موقفاً سلبياً من المحاولات الملحة لعدد من بلدان العالم لاستخدام المساحات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، لزيادة المواجهة في مناقشة قضية ميانمار”.

وفي سياق التحذير أيضاً، حذّرت روسيا مجدّداً من مغبة افتعال الاستفزازات في البحر الأسود، داعية إلى عدم الانجراف في انتهاك حدودها.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع مجلة الحياة الدولية: إن “موسكو تحذر لندن وغيرها من مغبة الاستفزازات في البحر الأسود وتدعو إلى عدم الانجراف في انتهاك حدود روسيا لأنها ستردّ بشدة على من سيغامر بذلك”، مضيفاً: “من الأفضل أن يبقى البحر الأسود منطقة سلام”. وتابع ريابكوف: يجب التحدث بشكل مباشر وصريح قدر الإمكان مع المستفزين والتوضيح بالتفصيل أنه من الأفضل لهم في المرة القادمة أن يتجنبوا الاستفزاز وعدم الدخول إلى هنا، مشدّداً على أن البحر الأسود “ليس المكان الذي يسمح فيه بهذا النوع من الألعاب”.

وشدّد على أن جوهر هذه المشكلة يكمن في رغبة بريطانيا والولايات المتحدة في التساهل مع سلطات كييف وتأييدها حتى في المواقف التي قد تؤدّي إلى نزاع.

وكانت قوات للجيش الروسي أطلقت الأسبوع الماضي طلقات تحذيرية باتجاه مدمّرة بريطانية بعد أن خرقت المياه الإقليمية الروسية قبالة القرم.

زاخاروفا: أين سخط الغرب إزاء خنق بريطانيا للحريات الإعلامية؟!

بالتوازي، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن خطط السلطات البريطانية للحد من عمل خدمات البث عبر الانترنت تمثل خنقاً للحريات الإعلامية وتقييداً لها بشكل منهجي.

وأشارت زاخاروفا في تعليق نشرته على موقع تيليغرام اليوم إلى أنها تنتظر رد فعل الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل صحيح على خطط هيئة الضبط الإعلامي البريطانية، وقالت: “أنتظر انفجار الأصوات الغاضبة الساخطة في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا وبالطبع دول البلطيق تحت شعار.. بريطانيا تخنق الحرية”.

وكان وزير التقنيات الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة البريطاني أوليفر دودن قال: إن حكومة بلاده تعمل على إعداد كتاب أبيض جديد حول البث التلفزيوني والإذاعي، وهي وثيقة خاصة تحدد كيف ستبني لندن علاقاتها مع مشغلي وسائل الإعلام في المستقبل.

ولفتت زاخاروفا إلى أن هيئة تنظيم وسائل الإعلام العامة “أفكوم”، التي تسيطر على التلفزيون البريطاني على مدى سنوات عديدة، تخطط لتوسيع ممارساتها لتشمل البث عبر الإنترنت، موضحة أن الصحف البريطانية، لاحظت على الفور هذه النية الجديدة، وأضافت: “وفورا قامت تلغراف وتايمز، وكأنها تلقت إيعازاً خفياً، بمحاولة تبرير هذا التصرّف، ونقلت عن مصدر لم تكشف هويته: هل يجب على مواقع البث البريطانية التنافس مع هؤلاء العمالقة ويدها مقيّدة خلف ظهرها؟!”، وشددت على أن “هذا التبرير جاء وفق أفضل تقاليد الدعاية الملكية البريطانية: جميلاً، وبغرور واضح وعديم المعنى”. وقالت: “كل الدلائل تشير إلى أن الحكومة البريطانية قرّرت مساواة مواقع الإنترنت في وضعها وبصفتها، مع وسائل الإعلام التناظرية وبدلاً من ضمان الحريات، فإنها ستقيّدها بشكل منهجي”.