الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

وقفة في الحسكة تنديداً بجريمة المحتل التركي قطع مياه الشرب

الحسكة – إسماعيل مطر-سانا:

نفذت الفعاليات الاجتماعية والأهلية في مدينة الحسكة وقفة أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي احتجاجاً على جريمة المحتل التركي بقطع مياه الشرب عن مليون مواطن في المحافظة.

وحمل المشاركون في الوقفة لافتات تعبّر عن سخطهم وغضبهم إزاء هذه الجريمة الإنسانية، ومنددين بممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته، التي حرمت أكثر من ميلون مواطن من أبسط حقوقه، وهي شرب المياه، وطالب المشاركون الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالضغط على المحتل التركي من أجل إعادة ضخ المياه عبر محطة علوك.

وفي بيان سلّم لممثل اللجنة الدولية، عبر أبناء محافظة الحسكة عن إدانتهم واستنكارهم جريمة الحرب الموصوفة التي يقوم بها المحتل التركي ومرتزقته من إيقاف تشغيل محطة مياه علوك في ريف مدينة رأس العين المحتلة بالمحافظة، للمرة الخامسة والعشرين على التوالي منذ احتلاله أراضي في المحافظة، وأحدثها استمرار انقطاع المياه لليوم الرابع والثلاثين حتى تاريخه، وأضاف البيان: “أبناء المحافظة يؤكّدون أن هذه الجريمة النكراء اللاإنسانية تهدد حياة أكثر من مليون مواطن سوري موجودين في مدينة الحسكة وناحية تل تمر والريف الغربي، حيث لا مصدر لمياه الشرب لهم إلا ما يتم ضخه من محطة علوك”، موضحاً أن “تعمّد النظام التركي محاربة أبناء الشعب السوري في أبسط مقوّمات الحياة، ومنع تدفق مياه الشرب، في ظل الظروف المناخية القاسية وانتشار مرض كوفيد 19، يهدّد حياة المواطنين بشكل مباشر، حيث بدأت تظهر بعض الأمراض المعوية والجلدية وتنتشر نتيجة استخدام مياه الآبار السطحية للشرب والاستعمالات الأخرى إضافة إلى المعاناة الكبيرة التي أرهقت كاهل الأهالي لتأمين مياه الشرب بشكل يومي”.

وطالب أهالي محافظة الحسكة في بيانهم المنظمات الدولية والهيئات الأممية ومنها بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في المحافظة بالتدخل الفوري وتحمّل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية في مواجهة هذه الجريمة، والعمل مع من يلزم لإيجاد حل مستدام لاستمرار ضخ المياه من محطة علوك وعدم توقّفها، والسماح لعمال مؤسسة المياه بالدخول إلى المحطة وتشغيلها، وعدم التدخل بشؤونها مستقبلاً من أي جهة كانت، وإدانة جريمة قطع المياه التي يرتكبها المحتل التركي وأدواته، والتي ترقى إلى جريمة حرب.

وأكد محمد الخلف “مواطن” في تصريح لـ “البعث” أن ما يقوم به الاحتلال التركي ومرتزقته جريمة يندى لها الجبين بحرمان مواطني الحسكة من مياه الشرب ولاسيما في ظل الأجواء الحارة وانتشار وباء كورونا، فيما قال محمد عبد العزيز: إن الاحتلال التركي يمعن في سياسة تعطيش أهالي الحسكة وسط صمت دولي مخزي عما يجري في الحسكة.

من جانبها طالبت فطين العبد الله كل الشرفاء في العالم بمحاسبة المجرم أردوغان على جرائمه بحق أهله الحسكة وسورية، ولاسيما جريمته الأخيرة بحرمان الألاف من مياه الشرب، مطالبة أبناء العشائر بالوقوف صفاً واحداً لمقاومة المحتل التركي وأزلامه.

وقال مفتي الحسكة الشيخ عبد الحميد الكندح: “إن قطع المياه عن أبناء المدينة جريمة نكراء وترفضها القوانين الدولية والأممية لذلك يجب أن يحاسب المحتل التركي على هذه الجريمة التي ترتكب بحق مليون مواطن ليس لهم أي ذنب سوى أنهم يعتمدون هذه المحطة كمصدر وحيد لمياه الشرب”.

من جانبه قال مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس المطران موريس عمسيح: إن “أبناء الحسكة يعانون منذ نحو 35 يوماً جراء جريمة المحتل التركي الذي قطع المياه عنهم، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته” مشيراً إلى أن “وقفة اليوم هي لإيصال رسالة استنكار وتنديد بانتهاكات المحتل التركي والمطالبة بمحاسبة من يقطع المياه كمجرم حرب”. وطالب باسم الإنسانية كل المنظمات والدول والهيئات الإنسانية بالتدخل ووقف هذه الجريمة بحق أبناء الحسكة.

أمين سر مجلس شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر السورية الدكتور أحمد الدريس أشار إلى أن وقفة اليوم “جاءت لإيقاظ ضمير المجتمع الدولي تجاه جريمة حرب موصوفة يرتكبها المحتل التركي بحق مليون مواطن في الحسكة وإيصال رسالة بأن تتحول هذه القضية إلى منصة مجلس الأمن لحل المشكلة وإلزام المحتل التركي بتنفيذ بنود القانون الدولي التي تمنع وتجرم استخدام المياه في النزاعات وقطع المياه عن مليون مواطن يعانون العطش”.

رئيس فرع نقابة المحامين عبد العزيز جاويش قال إن “أهالي محافظة الحسكة ينقلون اليوم رسالة للمنظمات الدولية والهيئات الأممية وبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر احتجاجاً على جريمة قطع المياه التي تأتي في إطار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة والنظام التركي ودول غربية والكيان الصهيوني على الشعب السوري”.

يذكر أنه للشهر الثاني لا تزال محطة علوك متوقّفة عن العمل، رغم أنها المصدر الوحيد والرئيس الذي يزوّد أكثر من مليون مواطن في الحسكة والقرى والتجمعات السكانية بريفها بالمياه، وسط صمت دولي متواطئ على جريمة النظام التركي باستخدام المياه كسلاح حرب. وتوقّفت محطة علوك عن العمل، في الـ25 من شهر حزيران الفائت، بعد قطع ميلشيات “قسد” التيار الكهربائي عن مدينتي رأس العين وتل أبيض، الخاضعتين لسيطرة الاحتلال التركي، فيما يقوم النظام التركي بتخفيض الوارد المائي من المحطة إلى أقل من 10%، بسرقة حصة سورية من مياه نهر الفرات، الأمر الذي أدى لانخفاض المنسوب في السد وتوقّف كل عنفات توليد الطاقة الكهربائية، وصولاً إلى سرقة وحجز مياه روافد نهر الخابور ما أدى إلى جفافه نهائياً وتوقف كل الأنشطة الزراعية على سرير النهر.