دراساتصحيفة البعث

المخدرات الإلكترونية

ترجمة: هناء شروف

شن الإعلام الصيني هجوماً كبيراً على الألعاب الإلكترونية ووصفها بأنها مخدرات إلكترونية، حيث أظهر مقال نشرته صحيفة “إيكونوميك إنفورميشن ديلي” الحكومية التابعة لوكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن أن العديد من المراهقين أصبحوا مدمنين لألعاب الإنترنت وأنها أثرت عليهم سلباً. واستشهد المقال بلعبة “شرف الملوك” الشهيرة لشركة “تينسينت” قائلاً: إن الطلاب يلعبونها لمدة تصل إلى ثماني ساعات يومياً، وطالب المقال بفرض مزيد من القيود على قطاع الألعاب.

ونتيجة لذلك تراجعت أسهم اثنتين من كبرى شركات ألعاب الإنترنت في الصين، حيث سجلت أسهم شركتي “تينسينت” و”نيت إيز” تراجعاً بأكثر من 10 بالمئة في بداية تعاملات بورصة هونغ كونغ.

من ناحية أخرى أعلنت السلطات خلال الأشهر الأخيرة حزمة من الإجراءات الرامية إلى تشديد قبضتها على شركات التكنولوجيا والتعليم الخاص، ما جعل المستثمرون يشعرون بقلق متزايد إذ تعد “تينسينت” واحدة من الشركات الصينية التي تشهد تراجعاً حاداً في أسهمها هذا العام في ظلّ تشديد بكين القيود على قطاعي التكنولوجيا والتعليم في البلاد.

من جهتها أكدت شركة “تينسينت” إنها ستتبنى تدابير جديدة تهدف إلى الحد من وصول الأطفال إلى لعبة “شرف الملوك” والوقت الذي يقضونه في لعبها، مضيفة أيضاً أنها تعتزم تطبيق السياسة على كل ألعابها. وكانت الشركة قد قررت اعتماد تقنية التعرف على الوجه لمنع الأطفال من اللعب بين الساعة العاشرة ليلاً والثامنة صباحاً. وأعلنت أن التقنية الجديدة ستمنع التحايل على الحظر الحكومي المعتمد عام 2019 لوضع حد أقصى لما يمكنه أن ينفقه الشباب خلال اللعب، إذ يتعين على اللاعبين التسجيل عبر استخدام بطاقة هوية مرتبطة بقاعدة بيانات. لكن وردت تقارير عن استخدام الأطفال بطاقات تعريف أشخاص بالغين بدلاً من بطاقاتهم. لذلك أصبح في الوقت الحالي يتعين إجراء مسح على الوجه لمن يلعب لفترة زمنية معينة للتأكد من أنه بالغ.

وقد سبق وطرح اقتراح لاختبار عمر اللاعب عبر استخدام الكاميرات للتحقق من سن المستخدمين لمبيعات المنتجات التي تخص الراشدين على مواقع الإنترنت.

من جهة أخرى صنفت منظمة الصحة العالمية رسمياً إدمان الألعاب الإلكترونية على أنه مرض وغالباً ما تتهم ألعاب الفيديو بتأثيرها سلبياً على الشباب بما في ذلك التسبب بقصر النظر عند الأطفال.

لذلك قررت الصين وفي محاولة لمعالجة المشكلة أن تنال جميع الألعاب الجديدة الموافقة من قبل جهة تنظيمية قبل تداولها في الأسواق.