أخبارصحيفة البعث

بابا جان وأوغلو يواصلان الهجوم على أردوغان وسياساته المدمّرة

لم يكن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ليتوقّع في أحسن الأحوال أن يقوم حلفاؤه السابقون بالهجوم عليه بهذه الطريقة، وخاصة أن هؤلاء لديهم الكثير من الملفات الحساسة التي تثقل كاهله، سواء خلال فترة تحالفهم معه أم بعد انشقاقهم عن حزب العدالة الإخواني الذي ترتبط به قضايا فساد كبيرة عابرة للحدود من العلاقة مع المافيات وعصابات الجريمة المنظمة إلى الدعم العلني للإرهاب في كل من سورية وليبيا والعراق.

فقد استنكر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض في تركيا علي باباجان الأعداد الضخمة للمواطنين الأتراك الذين وُجّهت إليهم تهمُ الإرهاب من نظام رجب طيب أردوغان منذ محاولة الانقلاب، مؤكداً أن اتهام أكثر من مليون ونصف المليون شخص بالإرهاب يعني أن الحكومة تقاتل مواطنيها.

ووفق إحصاءات وزارة عدل النظام التركي لعام 2020 فقد أصدرت النيابات 208833 حكماً في إطار المادة 314 من قانون العقوبات التركي الخاص بـ”التنظيمات المسلحة” وتم إجراء مليون و576566 تحقيقاً خلال الفترة بين عامي 2016 و2020.

ونقلت صحيفة توداي زمان عن باباجان قوله تعليقاً على البيانات: إن “التحقيق في الإرهاب ضد أكثر من مليون ونصف المليون مواطن هو وضع محرج ويدلّ على أن الحكومة تقاتل مواطنيها”، مشدّداً على وجوب توقف النظام التركي عن ترهيب الناس بالدعاوى ومراسيم الطوارئ.

بدوره أكد نائب رئيس الحزب مصطفى ينير أوغلو أن هذه الإحصائيات هي أوضح دليل على عدم قانونية الأغلبية العظمى من المحاكمات التي أعقبت محاولة الانقلاب في البلاد في عام 2016.

ودعا ينير أوغلو إلى إنهاء الفوضى في العدالة، موضحاً أن “محاكمات “الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح” قضت على مبادئ دولة القانون وتمّت بطريقة منافية تماماً لاجتهادات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن “المحكمة العليا في تركيا والمحكمة الدستورية لم تتمكّنا من وقف هذا الظلم بل أصبحتا أداة بيد النظام الذي يعتبر القانون عائقاً”.

وأضاف: “إن هذه المحاكمات أحدثت صدمات في المجتمع التركي سيمتدّ تأثيرها لسنوات طويلة وستنكشف أكثر خلال السنوات المقبلة”.

ومنذ محاولة الانقلاب أطلق نظام رجب طيب أردوغان حملة ضد معارضيه شملت كل القطاعات العامة وأدّت إلى اعتقال عشرات الآلاف وطرد أو إيقاف نحو 150 ألفاً من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وغيرهم عن العمل.

بدوره، شنّ أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل التركي المعارض، هجوماً على نظام رجب طيب أردوغان على خلفية الأوضاع التي تشهدها البلاد.

ونقلت صحيفة سوزجو المعارضة، الأحد، عن رئيس الوزراء الأسبق هجومه على أردوغان خلال مشاركته في مؤتمر لحزبه غربي البلاد.

ووجّه داود أوغلو في تصريحاته، رسالة شديدة اللهجة إلى أردوغان وحليفه دولت باهتشه لي، رئيس حزب الحركة القومية، المعارض.

وقال في كلمته إلى كل من أردوغان وحليفه: “يا باهتشه لي، لا يمكنك الهروب. أنت المسؤول الثاني عن النكبات التي نعيشها اليوم. أنت مسؤول عن الفاسدين. فلا يمكن لهما الهروب”.

وأضاف: “سيستمر الشعب في التساؤل عن مكان احتياطي البنك المركزي البالغ 128 مليار دولار. لا يمكنكم الهروب من هذا. لا يمكنكم أن تجعلوا الناس ينسون ما تفعله عصابات غسيل الأموال”.

وكان نواب حزب الشعب الجمهوري، قد تساءلوا عن عمليات بيع لـ128.3 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي، عبر بنوك الدولة التركية في عامي 2019 و2020، خلال فترة وزير الخزانة والمالية السابق براءت البيرق، وعن كيفية إدارة المبيعات.

وتلاحق المعارضة التركية أردوغان منذ أشهر لمعرفة مصير هذه الأموال التي تبخرت خلال 8 أشهر فقط.

داود أوغلو تابع قائلاً: “باهتشه لي يستحق درساً، وأريد أن أعطيه هذا الدرس، فهو يعتقد أن بقاء الدولة قاصر عليه، أنا آسف يا سيد باهتشه لي، إن بقاء الدولة يعود لأبناء هذا البلد، وليس حكراً على أحد”.

وزاد قائلاً: إن “شخصية باهتشه لي عبارة عن وجه عابس بارد، وكلماته مليئة بالكراهية، ويعتقد أن الكلمات القاسية هي السياسة”.

هجوم داود أوغلو على حليف أردوغان، جاء على خلفية تصريحات أدلى بها باهتشه لي مؤخراً وهاجمه فيها.

وفي سياق ردّه على ذلك استكمل داود أوغلو تصريحاته قائلاً لحليف الرئيس: “أنا لست رجب طيب أردوغان حتى تحدّد لي طريقي. لا يمكن لأحد أن يعطيني الأوامر”.