الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

عدسة ترسم لوحات فنية للبائعين

تستطيع المصورة الهولندية لويز هيرينك أن ترتقي بالشيء العادي إلى صور فنية مذهلة، وكأنها ترسم وتلون بالكاميرا، وهو ما حققته في سلسلة أعمالها حول الباعة الجائلين في هانوي.

ويشير موقع “ذا كولوسال” إلى أن لويز اضطرت للاستيقاظ في الرابعة فجراً لكي تلتقط بعدستها صور الباعة الجائلين وهم غالباً من عاملات مهاجرات، حيث يعبئن دراجاتهن بالزهور الطازجة والفاكهة، ويمشين أميالاً للترويج لبضاعتهن.

وعلى مدار السنوات الطوال التي عاشتها هيرينك في فيتنام فتنت بهؤلاء الباعة، وسعت لرسم بورتريهات فنية لهم بعدستها، ترصد جمال اللحظة، وتوثق المشهد المتناسق الملون والمتحرك، ولتحقيق ذلك استقرت هيرينك على جسور مختلفة حول هانوي، وكأنها تنصب كميناً بعدستها وتحلت بالصبر وهي تنتظر وتترقب مرور هؤلاء البائعين والبائعات أسفل الجسر.

تقول هيرينك: “قضيت ذات مرة 5 ساعات دون أن أتمكن من تصوير لقطة، استلهمت فكرة المشروع من شغفي بالنساء اللاتي يحملن بضائعهن، وليس لديهن أدنى فكرة عن مدى جمال دراجاتهن، أو أنهن يصنعن قطعاً فنية صغيرة كل يوم”.

وتحلم هيرينك أن يتوسع المشروع ويشتمل على 100 صورة تنشرها في كتاب للاحتفاء بجمال الباعة الجائلين المجتهدين، وتنوي أن تجمع الأموال اللازمة للعودة مرة أخرى إلى هانوي لتجري مقابلات مع العمال والباعة وتستكمل التقاط الصور اللازمة لنشر الكتاب، وهي تؤكد أنها لا تستهدف الربح أو جني الأموال ولكنها تسعى ببساطة إلى تحقيق حلمها الفني ونشر الجمال الذي يجسده هؤلاء البائعون دون قصد.

وتتذكر المصورة الهولندية أن عائلتها كانت تصفها بالمجنونة لأنها كانت في طفولتها تقضي ساعات طوال في التحديق في المناظر الطبيعية والمارة، وعندما بلغت السابعة عشرة اشترت أول كاميرا لها ولم تضيعها أبداً، كانت تعتبرها أثمن ممتلكاتها وتنام بجوارها في الفراش وتعتني بها كطفل صغير.