ثقافةصحيفة البعث

عبد السلام بيسة.. وداعاً

عند زيارة قرية “السمرا” المعروفة بـ “أم الطنافس الفوقا” في مسلسل “ضيعة ضايعة” للمخرج الليث حجو، وتحديداً عند زيارة بيت المختار “عبد السلام بيسة”، لا يمكن إلا أن تتخيله وكأنه يقف خلف ذلك البيت الحجري وينتظر “سلنغو- سليم فادي صبيح” ماسكاً بضع قطع من الحجر ليضربه ويبعده عن ابنته “عفوفة- رواد عليو”.

أما اليوم إن زرنا ذلك البيت نكون على يقين أن الطريق المفروشة بالحب والعشق لم تعد سالكة الآن أمام “سلنغو” وحده، بل أمام الجميع، فقد رحل زهير رمضان، لكن سليل الإقطاع عالق في الذاكرة، مع عدد من شخصياته الممزوجة بألوان كثيرة من الدراما والكوميديا الاجتماعية، وبصمة ستظل علاماتها واضحة ردحاً طويلاً.

وتوالت في الأمس عبارات النعي، ومقاطع من أدوار الراحل زهير رمضان الذي غادر عالمنا متأثراً بالتهاب الرئة بعد أن شكّل جزءاً من وجدان المكتبة الدرامية، فقد بدأ مشواره الفني بعد أن اكتشفه الفنان أيمن زيدان، وقدم أول أدواره من خلال مسرحية “حارة الشحادين” مع الفنان حسن دكاك، ثم تحول للدراما التلفزيونية والإذاعية، وشارك في عدة أدوار، كان من أشهرها دور “أبو جودت” رجل الشرطة الفاسد في مسلسل باب الحارة بجميع أجزائه، وكان يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، ويستغل أهل الحارة مقابل مكاسب مادية، والأهم من ذلك أنه امتاز بالجبن والخسة، وبعد أن أكد الممثل زهير رمضان لموقع “الفن” منذ فترة أنه وقّع مع الشركة المنتجة لمسلسل “باب الحارة” من أجل المشاركة في الجزأين الحادي عشر والثاني عشر في الموسمين المقبلين لرمضان 2021 و 2022، إلا أنه سيغيب عن العمل للمرة الأولى.

تاريخه

ولد زهير رمضان في مدينة اللاذقية عام 1960، تخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل عام 1983، كانت بداية مسيرته الفنية عام 1989 حين شارك بمسلسل “شجرة النارنج”، وفيلم “ليالي ابن آوى”، لتتوالى بعدها أعماله ما بين السينما والتلفزيون التي من أبرزها: “صباح الليل”، “حمام شامي”.

حقق نجاحاً كبيراً في فيلم “رسائل شفهية” عام 1991، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد، وانتخب نقيباً لفناني سورية عام 2014، وأعيد انتخابه في الموقع ذاته في كانون الثاني 2020، كما أصبح عضواً في مجلس الشعب في عام 2016.

وقد شُيّع اليوم جثمان نقيب الفنانين الراحل زهير رمضان من أمام مشفى الرازي بدمشق، وانطلق موكب التشييع بعد ذلك إلى مدينة اللاذقية ليوارى الثرى في مقبرة الأزهري.