ثقافةصحيفة البعث

السويداء تكرّم الفنان ممدوح الأطرش

السويداء- رفعت الديك 

افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح معرضاً تكريمياً للفنان ممدوح الأطرش الذي استضافه قصر الثقافة في السويداء، وبيّنت الوزيرة مشوح أهمية أن يكرّم المرء بين أهله، خاصة في محافظة مثل محافظة السويداء لما تملكه من إبداع وحضور ثقافي، وما تحتويه من تميز يعكسه الإرث الفكري والتراثي.

ابن مضافة الجبل دخل قلوب الناس من خلال مسلسل “الخربة”، وتعرّفت عليه العامة من خلال صور الحياة على هذه البقعة من الأرض، واكتوى وجهه من شمس حقولها، وامتزج عرقه بعبير ترابها بطريقة ساخرة تحمل مضامين إنسانية وفكراً خلاقاً، كان جميل أبو قعقور المثقف الاشتراكي الثائر على العادات البالية إحدى أهم شخصيات الخربة الطريفة التي أغنت العقول، وأثرت في القلوب.

من خلال هذه الأحداث استطاع جميل أبو قعقور أن يعرّفنا على شخصية ممدوح الأطرش الإنسان المحب الذي عبّر عن سعادته لهذه اللفتة الكريمة من أبناء محافظته التي حرص أهلها على الحفاظ على تراثهم العريق لأنه يشكّل الإطار التاريخي الذي تنطلق منه الحضارة.

وقال الفنان كمي الحلبي صاحب اللوحات الثماني عشرة التي ضمها المعرض بأنه تكريم لفنان مبدع بلغة الفن والجمال، وببصمة خاصة عكستها ألوان المحبة، ودفء الخطوط المنسوجة في اللوحات التي حاول من خلالها الدخول إلى أعماق هذه الشخصية المبدعة والمحبة المعطاءة في هذه المحنة، ليكتشف أن الفنان ممدوح الأطرش مسكون بالوطن ومحبة إنسانه، وأنه على مدار أكثر من نصف قرن يعمل بجد وجهد من خلال أعماله الفنية بشغف وحب ليشكّل مسيرة حافلة من العطاءات والإنجازات، فشق طريقه في الحياة الثقافية على مساحة الوطن العربي.

بورتريه الفنان ممدوح الأطرش كانت اللوحة الأبرز، اعتمد فيه الفنان على اللونين الأبيض والأسود مع تدرج الرمادي بمزج جمالي متعايش وقالب واحد، كما تقول الدكتورة إقبال الصفدي التي أشارت إلى أن لوحات الفنان الحلبي تنوعت بين الواقعية والرمزية، وصولاً إلى الأعمال التجريبية، حيث عبّر عنها الفنان بأساليب متعددة، مبيّنة أنه استطاع دمج الألوان وطبقاتها التي وصلت إلى تسع طبقات للوصول إلى عمل يعكس النور بمضامين فلسفية وفكرية لرؤية الفنان العميقة.

وخلال الندوة المرافقة للمعرض تحدث الفنان أكرم رافع نصر عن دور الفن في بناء جسور المحبة، مؤكداً أن المعرض هو محاولة من الفنان لنشر رسالته بحروف إبداعية، وبثها للمجتمع بمفردات بصرية وفق منظومة منطقية للفنان وإحساسه عبر تشكيلات فنية متجانسة عكست الوفاء للفنان ممدوح الأطرش للدور الذي لعبه في إغناء الحياة الفنية والمسرحية السورية.

وقدمت بيان الشلي نبذة عن حياة الفنان الأطرش الذي حصل في نهاية ستينيات القرن الماضي على شهادة البكالوريوس في التمثيل والإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون، وفي عام 1970 كانت بداية مسيرته الفنية في عمل عربي مشترك بعنوان: “موزة وثلاثة سكاكين” بمشاركة: نجوى سالم، عماد حمدي، ميمي شكيب، أحمد نجم، لتتوالى أعماله في مصر ويقوم بإخراج مسرحية “حكمت المحكمة” لمحمود تيمور، و”المفجوع رغم أنفه” لتشيخوف.

وتابعت الشلي بأن الأطرش في عام 1974 قدم في دمشق مسرحية من إنتاجه لتشاركه مجموعة من النجوم العرب، من مصر: كمال الشناوي، زيزي البدراوي، عبد المحسن سليم، رشوان توفيق، وبعد استقراره بدمشق أسس المسرح الاستعراضي، حيث قدم عدداً من الأعمال أهمها مسرحية “عرس التحدي” عام 1977، كلمات حسين حمزة، لتعمل بإدارته في هذه المسرحية مجموعة من عمالقة الفن العربي مثل: وديع الصافي، وسميرة توفيق، ومحمود جبر، وغيرهم.

وعمل كممثل في العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية والأفلام السينمائية، وشارك في أفلام عالمية حصدت جوائز سينمائية من أهمها: فيلم “الاغتيال”، شاركته البطولة نجمة أوروبا الشرقية حينها كراجينيا سيبلوشكا، وفيلم روسي بعنوان: “حب ماني”.