الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو: واشنطن تجر العالم إلى سباق تسلّح جديد

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا لم تخرق معاهدة إزالة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، بل تتمسك بالتزاماتها بدقة، وتنوي مواصلة ذلك، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى يأتي في إطار تنصّل إدارته من الالتزامات التي تفرضها عليها الاتفاقيات الدولية، واعتبر مصدر في الوزارة أن الدافع الأساسي لإعلان ترامب هذا هو “حلمه بعالم أحادي القطب”، وقال: إن الولايات المتحدة توجهت منذ زمن بعيد وبصورة متعمدة نحو خرق المعاهدة بتقويض أسسها. وأوضح المصدر أن إعلان ترامب يصب في نهج الولايات المتحدة نحو انسحابها من الاتفاقيات الدولية التي تفرض عليها التزامات متكافئة مع التزامات شركائها، الأمر الذي يضعف مفهوم “الاستثنائية” الأمريكية.
إلى ذلك عبّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن إدانة بلاده محاولات الابتزاز الأمريكية الهادفة للحصول على “تنازلات” من روسيا في مجال الاستقرار الاستراتيجي.
وقال: إننا ننظر بقلق وإدانة للمحاولات الأمريكية الجديدة للابتزاز، وقلنا مراراً: إنه ليس هناك أي أسس لدى الأمريكيين لاتهام روسيا بانتهاك هذه المعاهدة. وأضاف: لم تتمكن الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة من تأكيد اتهاماتها الملفقة بتقديم تفسيرات واضحة حول أسباب ذلك، معتبراً أن وجود المعاهدة حول إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى يعرقل النية الأمريكية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال العسكري. وأضاف ريابكوف: إذا واصل الأمريكيون الخروج من جانب واحد من الاتفاقات والآليات الدولية المختلفة، كما حصل في خطة العمل الشاملة المشتركة حول إيران وصولاً إلى الانسحاب من الاتحاد البريدي العالمي، فلن يبقى لنا سوى أن نتخذ تدابير ردية بما في ذلك تدابير ذات طابع عسكري تقني.. لكننا لا نريد أن نصل لذلك.
من جهة ثانية أشار ريابكوف إلى أن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون سيصل إلى موسكو، وسيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لافتاً إلى أن موسكو تنتظر شرحاً واضحاً موسعاً للخطوات الأمريكية التالية بشأن معاهدة الحد من الأسلحة النووية.
في سياق متصل أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف أن خطط الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى تندرج في إطار محاولات الابتزاز المستمرة التي تمارسها واشنطن ضد روسيا، وقال على صفحته في موقع فيسبوك: إن الولايات المتحدة تحاول تدمير نظام الاتفاقات المتعلقة بتوازن القوى النووية في العالم، وتسعى إلى تحقيق تفوق عسكري أحادي الجانب في مجال التسلح النووي والتقليدي لفرض ارادتها ومصالحها على العالم، وأوضح أن مساعي واشنطن لتدمير اتفاقات توازن القوى النووية بدأت عام 2002 بانسحابها من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، ولا تزال مستمرة حتى الآن عبر حلف شمال الاطلسي (ناتو).