أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: حجم التدريبات بين روسيا وبيلاروس يتناسب مع طبيعة التهديد

حذّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف من أن تهديدات أمن روسيا وبيلاروس ازدادت خطورة مقارنة مع الفترات الماضية، الأمر الذي يفسّر حجم التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين.

وردّاً على سؤال عن سبب النطاق غير المسبوق لتدريبات عزيمة الاتحاد 2022 التي تجريها روسيا وبيلاروس، قال بيسكوف في حديث صحفي اليوم نقلته وكالة تاس: صحيح أن النطاق الحالي قد يكون أكبر من الماضي لكن الوضع أيضاً ازداد توتراً، مضيفاً: تواجه روسيا وبيلاروس تهديدات غير مسبوقة ويبدو أن كثافتها للأسف أكبر وأكثر خطورة مما كان عليه الأمر في الماضي.

ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لحضور التدريبات المشتركة بين روسيا وبيلاروس.

وبشأن موضوع عقد اللقاء الجديد ضمن إطار رباعية النورماندي حول أوكرانيا الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد بيسكوف أنه سيعقد، مشيراً إلى أن كل التوقعات الإيجابية المحتملة بهذا الشأن ترتبط بتطبيق بنود وثيقة مجموعة الإجراءات الموقعة في مينسك والهادفة إلى تسوية النزاع في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا.

وأوضح بيسكوف أن ديمتري كوزاك نائب رئيس ديوان الرئاسة الروسية مكلف بالعمل ضمن إطار تلك الرباعية على تحقيق تقدّم في هذا الاتجاه.

وكان ماكرون قال خلال زيارته إلى كييف أمس بعد محادثات أجراها مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: إن لقاء رباعية النورماندي روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا المعنية بتسوية النزاع في منطقة دونباس سيعقد في برلين في العاشر من الشهر الجاري على مستوى المستشارين السياسيين لهذه الدول.

وفي شأن آخر، انتقد المتحدث باسم الرئاسة الروسية تصريحات مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن الشراكة بين روسيا والصين تعدّ تحالفاً بين نظامين استبداديين.

ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم: لا نوافق على الإطلاق على أن الحديث يدور عن نظامين استبداديين ولا نظن أن من حق الاتحاد الأوروبي إطلاق مثل هذه الأوصاف على روسيا أو الصين.

وأضاف: نحن دولتان كبيرتان سياديتان لكل منهما نظام سياسي خاص بها ومؤسسات حكومية خاصة بها ونحترم أنظمة الدول الأخرى ونحتفظ بحقنا في أن نطلب الشيء نفسه في المقابل، ولا تنسجم مثل هذه التصريحات مع هذا المنطق.

وكان بوريل اعتبر أمس أن البيان المشترك الصادر مؤخراً عن روسيا والصين يمكن أن يشكّل أساساً لتحالف قوي بين نظامين استبداديين سيكون معادياً للديمقراطية على حدّ وصفه.

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين أنه لا توجد نية أو مؤشر على أن بلاده تريد غزو أوكرانيا كما تزعم الدول الغربية، مشيراً إلى أن الحملات الإعلامية الغربية تضخّم وتزيّف الواقع والحقائق.

ونقلت وكالة نوفوستي عن بانكين قوله اليوم في كلمة أمام نادي فالداي: “إن مزاعم الغرب تجاه روسيا بتصعيد الموقف حول أوكرانيا مرفوضة بشكل قاطع”، لافتاً إلى أن هذه التصريحات تستخدم كذريعة لوضع المزيد من معدات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية.

وفي سياق متصل أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في تصريح لقناة روسيا 24 التلفزيونية، أن روسيا لم تعلن عن أي خطط عدوانية ضد أوكرانيا.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق: إن روسيا لا تمثل تهديداً لأي طرف آخر ولا تسعى لإيجاد ذرائع لخلق صراع حول أوكرانيا، موضحاً أن الهستيريا حولها تهدف إلى التغطية على النهج الذي تتبعه كييف في انتهاك اتفاقات مينسك بشأن منطقة دونباس.

وفي سياق آخر انتقد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ردّ حلف الناتو على مقترحات موسكو حول الضمانات الأمنية.

وقال ريابكوف في تصريح له اليوم: إن ردّ ناتو يتضمن نسبة من الفظاظة والصياغة المثيرة للتساؤل وهو أكثر فوضى من الرد الأمريكي، لافتاً إلى أن موسكو لن تسمح بإغراقها بالكلام ويتم الآن التركيز على تحليل ردّ الفعل الغربي.

إلى ذلك، نصح السفير الروسي في لندن أندريه كيلين وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين ليز تروس وبن والاس بعدم تهديد روسيا بفرض عقوبات خلال زيارتهما المقبلة لموسكو.

وقال كيلين في مقابلة مع وكالة تاس الروسية: “إذا كانوا سيأتون إلى روسيا لتهديدنا بالعقوبات مرة أخرى فهذه مسألة غير مجدية.. ونحن لا نرى أي إشارات على أن بريطانيا حاولت تقديم شيء بنّاء في مناقشة المقترحات التي قدّمناها بشأن الضمانات الأمنية، وإذا طوّروا أفكاراً على غرار كيفية الردّ البنّاء على عروضنا فإن مثل هذه المحادثة تهمّنا بلا ش”.

وكان كيلين أعلن في وقت سابق أن الوزيرة البريطانية تروس من المفترض أن تزور موسكو في الـ10 من شباط.

وفي الآونة الأخيرة نشرت تروس عدداً من التصريحات الحادة حول روسيا على صفحتها على تويتر ردّدت فيها المزاعم الغربية حول نية موسكو “غزو أوكرانيا”.

وفي وقت لاحق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم عن عقد مباحثات روسية بريطانية في موسكو بشأن مبادرة الضمانات الأمنية.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها للصحفيين: إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيناقش غداً في موسكو مع وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس قضية تطوير ضمانات أمنية طويلة الأمد ومضمونة قانونياً لروسيا، إضافة إلى مناقشة حالة وآفاق العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة على جدول الأعمال الدولي والإقليمي مع التركيز على الأمن الأوروبي.

وأضافت زاخاروفا: من المقرر أن يلتقي لافروف الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير خارجية بولندا زبيغنيو راو في الـ15 من شباط لمناقشة النقاط الإشكالية في عمل بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأوكرانيا.

وكانت وزارة الخارجية الروسية تلقت مؤخراً رداً مكتوباً من الولايات المتحدة وحلف الناتو بشأن مقترحات تتعلق بالضمانات الأمنية وذلك عقب محادثات أمنية جرت بين روسيا وكل من أمريكا والناتو في جنيف وبروكسل الشهر الماضي.