ثقافةصحيفة البعث

“طفولة وإبداع” تكرّم مبدعيها

تسعى المجتمعات باختلافها إلى تسخير ثرواتها المتنوّعة في سبيل الوصول إلى الازدهار والرفاه، وفي العصر الحديث توجّهت الأنظار إلى درّة ثمينة تكاد تفوق أهميتها ثروات الأرض مجتمعة، إذ أدركت الأمم أن الطفل هو الثروة الحقيقية للوطن، ومن ثم أمست تنمية قدراته الإبداعية اللبنة الأساسية لنمو أي مجتمع ورقيه. وتكتسب تنمية مواهب الطفل أهمية متزايدة في بلدنا، إذ تعمل وزارة الثقافة كل عام على إقامة ورعاية نشاطات لاكتشاف المواهب وتشجيعها في كل المجالات، من بينها احتفالية “طفولة وإبداع”، التي تُقام كل عام، وأقيمت هذه السنة لتكريم الفائزين في المسابقات الأدبية والفنية لأبناء الشهداء والأطفال ذوي الإعاقة والمسابقات السنوية لعام 2021.

وتحدثت معاون وزيرة الثقافة سناء الشوا عن أهمية الجهود التي تبذلها الوزارة لرعاية مواهب الطفل، فقالت: نوزع اليوم الجوائز على الفائزين في مسابقات الثقافة، وهذا نشاط سنوي يأتي ضمن استراتيجية وزارة الثقافة في تحفيز الإبداع واحتضانه واكتشاف المواهب، وهو واحد من جملة برامج أطلقتها الوزارة. واليوم نكرّم مجموعة من الأطفال الفائزين في المسابقات الموزعة ضمن فئات أبناء الشهداء والأطفال ذوي الإعاقة والمسابقات السنوية لعام 2021، وسنقيم السبت القادم الجزء الثاني من توزيع الجوائز والاحتفال بمن تبقى من الفائزين في المنطقة الساحلية في مديرية الثقافة في اللاذقية، مراعاة للظروف الصعبة الراهنة. اخترنا الفائزين من بين الأفضل عبر لجان مختصة شُكلت لهذه الغاية، ونحن نتوّج اليوم جهود سنة كاملة، فهذا النشاط يبدأ مع بداية السنة ويتوّج في بداية السنة التي تليها.

من جهتها، قالت مديرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة ملك ياسين: التكريم مهمّ لدى جميع الأعمار، فما بالك بالطفل. اعتدنا في وزارة الثقافة تكريم الأطفال الفائزين في المسابقات السنوية وأبناء الشهداء والأطفال ذوي الإعاقة، وجمعناهم في حفل تكريم واحد في دمشق، لكننا سنكرّم الأطفال في كل محافظة أيضاً تخفيفاً لأعباء السفر عليهم. تَقدَّم هذا العام عدد كبير من الأطفال بمشاركات في كل المجالات، لهذا عزمنا على إتاحة جوائز تشجيعية لتشمل نحو مئتي طفل من المحافظات كافة لإعطائهم دفعة إلى الأمام، وهذا ضمن هدف تكوين ثقافة الطفل. يتبع هذه المسابقات برامج لتنمية المواهب، إذ لدينا في كل المحافظات فرق تتابع الأطفال الموهوبين، كما أطلقنا هذا العام عدة مشاريع، من بينها تدريب كوادر شابة من أعمار فوق 18 سنة في الخط العربي والقصة وغيرها.

من جانبه قال الخطاط والفنان التشكيلي أكسم طلاع، وهو أحد أعضاء لجنة التقييم: تضع مديرية ثقافة الطفل في الوزارة عناوين يلتزم بها الطفل المشارك، سواء بالتصوير أم بالخط أو بالرسم أو بغيرها، ونراعي الفئة العمرية عند تقييم العمل، ومن أهم الشروط في الاختيار هي عدم تدخل الكبار في عمل الطفل، والأعمال التي نلاحظ فيها تدخلاً نستبعدها فوراً. ومن أهم الجوانب التي ننتبه لها هي امتلاك الطفل للموهبة، إذ أن هناك أطفالاً تعلموا الرسم، وهناك أيضاً أطفال موهوبون بالفطرة، وتتضح موهبتهم من خلال الخط والألوان والجرأة في التعبير والحرية الداخلية.

أما عضو اللجنة محمود سالم، وهو مصور ضوئي ومخرج أفلام وثائقية، فقد قال: إن كل ما يقدمه الطفل مميّز، لأنه يقدمه بعفوية لا تخضع لرقابة فكرية، وهذا يمدّنا بأشياء بهية جداً. كان معظم الفائزين ممن اتبعوا دورات ورشات التصوير الضوئي التي نظمتها مديرية ثقافة الطفل، وهناك فائزون من خارج الدورات طبعاً. وهذه المسابقات مهمة لأطفال سورية، لهذا رفعت الوزارة المبالغ المالية التي كانت رمزية سابقاً، ونتمنى أن تزيد نظراً لكلفة أدوات التصوير المرتفعة جداً.

وأعرب الأطفال الفائزون عن سعادة غامرة بوصول أعمالهم الإبداعية إلى منصة التكريم، مشيرين إلى أن هذا أشعل في أفئدتهم شعلة شغف تدفعهم للمضي في طريق الإبداع الذي يوصلهم إلى بروج العلاء.

علاء العطار