أخبارصحيفة البعث

موسكو ترفض قبول رد ستولتنبرغ وبوريل على رسالة لافروف: “نفخ في قربة مثقوبة”

قالت الخارجية الروسية إن موسكو، رفضت قبول رد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ ورئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل على رسالة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وأشارت الوزارة، إلى أن جواب الناتو والاتحاد الأوروبي، لم يتضمن أي رد فعل مفصل على موضوع عدم جواز تجزئة الأمن الذي طرحه لافروف، وفقط تم الاقتراح على روسيا الدخول في حوار حول تعزيز الأمن.

ونوهت الوزارة، بأن رسالة لافروف شددت بشكل خاص على أن موسكو كانت تنتظر الرد من كل دولة على حدة وبصفتها الوطنية – “لكن بدلا من ذلك، تلقينا الردود من ستولتنبرغ وبوريل، اللذين لم تتم مراسلتهما من الأساس”.

وتابعت الوزارة الروسية: “لا يمكن وصف مثل هذه الخطوة إلا بأنها مظهر من مظاهر قلة الأدب الدبلوماسي وعدم احترام طلبنا … في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تشارك الدول بصفتها الوطنية، وبهذه الصفة التزمت هذه الدول بعدم تعزيز أمنها على حساب أمن الآخرين. لذلك، لا يمكننا قبول الرد الجماعي”، الذي يذكر “بالنفخ في قربة مثقوبة”.

وشددت الوزارة، على أنها تنتظر الردود من الدول التي تراسلت معها بالذات.

في الأثناء، شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مستهل محادثاته مع نظيره البريطاني بن والاس، على أن موسكو ليست من يتحمل المسؤولية عن تفاقم الوضع الأمني في أوروبا.

قال شويغو، خلال استقباله والاس اليوم الجمعة: “الوضع السياسي العسكري في أوروبا يزداد توترا أكثر فأكثر ليس بسببنا إطلاقا. لا نفهم في بعض الأحوال سبب تصعيد هذه التوترات لكننا نرى أنها تتصاعد”.

وأعرب وزير الدفاع الروسي عن أمله في مناقشة “المسائل الملحة المتعلقة بخفض هذه التوترات” مع نظيره البريطاني، في أول لقاء من نوعه منذ عام 2013.

وأكد شويغو أنه يرغب خصوصا في مناقشة مبادرة الضمانات الأمنية التي تقدمت بها روسيا إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو في ديسمبر الماضي، مرجحا أن ترد موسكو قريبا على الوثائق التي تلقتها من الغرب ردا على اقتراحاتها.

واقترح شويغو على الغرب “الإسهام في خفض هذه التوترات والكف عن ضخ أسلحة إلى أوكرانيا”، مشيرا إلى أن صادرات الأسلحة إلى هذا البلد “تأتي علنا ومن جميع الأطراف”.

وتابع: “لا نفهم ما هو الهدف من وراء ذلك، وبودنا أيضا إدراك هدف إرسال بريطانيا قوات خاصة إلى أوكرانيا وكم من الوقت سيتسمر تواجدها هناك؟”.

وذكّر شويغو والاس في هذا الصدد بـ”التجربة المؤسفة لضخ أسلحة إلى بعض الدول”، مشيرا إلى أن حلف الناتو خلال انسحابه من أفغانستان العام الماضي خلف هناك أسلحة ومعدات عسكرية تصل قيمتها 80 مليار دولار تقريبا.

وحذر الوزير من أن هذه الأسلحة، منها صواريخ مضادة للدبابات والجو، تشكل اليوم دون أدنى شك خطرا، لاسيما في ظل ارتفاع عدد عناصر “داعش” في أفغانستان بضعفين في الآونة الأخيرة.

وتابع: “يصعب التنبؤ بالأطراف التي ستقع هذه الأسلحة في أيديها، ولا نريد أن يتحول هذا الموضوع إلى المقام الثاني، وكذلك ملف اللاجئين الأفغان وتهريب المخدرات من أفغانستان”.

وأقر شويغو بأن مستوى التعاون بين روسيا وبريطانيا تدهور بشكل حاد في السنوات الأخيرة ويقترب من نقطة الصفر، مضيفا، مبديا أسف موسكو بهذا الشأن.

وقال: “لا نرغب في ذلك، ولهذا السبب آمل في مناقشة الملفات الأكثر إلحاحا معكم دون المزيد من تأجيج التوترات ورفع درجة الحرارة في العلاقات بين روسيا ودول حلف الناتو وخصوصا بريطانيا نظرا لتجربة تعاوننا القتالي التاريخية”.

وأشار وزير الدفاع إلى أن الغرب في تصريحاته العلنية يركز أكثر فأكثر على المسائل التي “يمكن تسويتها بشكل هادئ ضمن الحوار بين جميع الدول ودون التهديد بفرض عقوبات”.

وقال شويغو إنه اطلع قبل اللقاء على تصريحات المسؤولين البريطانيين بهذا الشأن، معربا عن أسفه لأنها مليئة بتهديدات بفرض عقوبات.

وتابع: “لا أود أن يكون حوارنا اليوم امتدادا لمثل هذه التصريحات”.

ويأتي اجتماع شويغو ووالاس بعد يوم من استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو نظيرته البريطانية إليزابيث تراس.

ولم يتم إحراز أي تقدم يذكر في محادثاتهما، حيث أكد كلا الطرفين تمسكهما بمواقفهما السابقة إزاء التصعيد حول أوكرانيا، ووصف لافروف لقاءه مع تراس بأنه “بمثابة حوار العطشان”.

ويزعم الغرب أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف عسكري عند حدود أوكرانيا تمهيدا لغزو هذا البلد، مطالبا موسكو بسحب هذه القوات عن حدود أوكرانيا.

من جانبها، نفت روسيا مرارا وتكرارا وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا، مشددة على أن تحركات قواتها داخل حدودها لا تهدد أحدا وتندرج في الشأن الداخلي الروسي، وحملت الغرب المسؤولية عن تأجيج الهستيريا حول الموضوع.