مجلة البعث الأسبوعية

الأديب والناقد سامر إسماعيل: الشعر هو الذي خلق العالم ولم أكن يوماً خارج الشعر!!

“البعث الأسبوعية” ــ سلوى عباس

يحار المرء كيف يبدأ حواره مع الأديب والناقد سامر محمد إسماعيل، فهو ذاكرة تختزن الكثير من المعرفة والثقافة.. حقق حضوراً لافتاً ومتميزاً في حقل الإبداع، والكتابة بالنسبة إليه تمثل ذلك السحر الذي لا تنفد أسراره، فهي الملاذ الذي يلجأ إليه لمواجهة الحياة، كما تدل أعماله التي يتردد صداها بالكثير من الجوائز العربية والعالمية.

ينتمي الأديب سامر، كما يعرّف نفسه، لسورية الوجود الحضاري، وهو كما كثير من الأدباء بدايته مع الأدب كانت من الشعر.. أسأله إذا كانت فورة الحضور الفكري أو حالة البداية لفنون أخرى انخرط فيها ولم تلغ الشعر عنده، وما الرابط بين الفنون الأدبية التي يقدم من خلالها أفكاره ورؤاه، فيجيب صاحب “متسوّل الضوء وأطلس لأسمائك الحسنى”:

– تقول الأسطورة أنه عندما خلق الله العالم أول من خلق الشعراء كي يساعدوه في الخلق، وأنا انتمي لشريحة من الكتاب الشعراء الذين كانوا يكتبون أولاً الشعر ومن ثم كتبوا في كل شيء، وبالتالي أنا أنتمي لممدوح عدوان ومحمد الماغوط وهمنغواي وغابرييل غارسيا ماركيز، كل هؤلاء كتبوا الشعر وكتبوا في الصحافة الثقافية، ليس بمعنى تلك الصحافة اليومية وإنما المقال النقدي، وأعتبر نفسي امتداداً لهؤلاء جميعاً، وباعتقادي أن الشعراء هم من اخترعوا المسرح والدراما. وبالنسبة لي، عندما أعرف الشرط الفني لأي نوع كتابة فأنا أكتب به، وإذا لم أكن مطلعاً أو غير عارف بالشرط الفني لا أتجرأ على ذلك.

 

وفيما إذا كان الشعر حالة من التراكم الطفولي فيأتي الطفل محملاً بأسئلة الوجود التي يترجمها الشعر فيما بعد؟ يقول إسماعيل:

– الشعر سؤال دائم وهو الذي يطرح الأسئلة على الجميع، لا أتذكر يوماً أنني كنت خارج الشعر، أنا داخل هذا المعطى التأملي للوجود والكائنات والأشياء والبشر دائماً، والإنسان بطبيعته يأتي وحيداً ويذهب وحيداً، وهو عارٍ تماماً أمام وجوده. وهذه الحقيقة صعب استيعابها لكنها هي فعلاً هكذا، لذلك الشعر يقدم بالنسبة لي العزاء في فهم ما يحدث من حولي، وهو سلوك يومي وتعاطٍ مختلف مع الحياة ومع الموت ومع كل ولادة جديدة، كما أنه يفتح لي آفاقاً كثيرة، فالشعر لا يتوقف فقط على كتابة النص الشعري حتى وإن كان ذلك من أهم سمات الشاعر، وإنما يجب على الشاعر أن يحوّل هذا التفكير والتأمل بالوجود إلى نمط وسلوك حياة يومي، لأنه، باعتقادي، الأسطوري والشخصي متوازيان دائماً. ويضيف: أنا دائماً أفكر بالشخصيات الموجودة في الأساطير، وأتساءل هذه الشخصيات.. لماذا لا يكون لها يوميات مثلنا؟ وهذا، حقيقة، أراه ينطبق على كل إنسان، فأنا الشخص ذاته الذي يحمل أكياس الخضار إلى بيتي وأقف في انتظار المواصلات اليومية.. إلخ؛ وفي هذه اليوميات أصنع أسطورتي الشخصية بدون هذه الأبهة في النصوص أو الأدبيات الأسطورية الموجودة لدينا، سواء كانت أسطورة لها علاقة بالحضارة السورية أو بالحضارات ككل؛ وهذه اليوميات هي التي تصنع من الإنسان شاعراً، والتعالي عليها هو تعال على الناس والحياة وعلى الذات، فنحن محاطون بالشعر ونسبح في هذا الكون الشعري، وباعتقادي أن مواجهة الواقع والوجود يحتاج منا إلى وعي مختلف في قراءة ما يحدث.

 

مسرح يثير الأسئلة

أيضاً نقرأ حالة من الترميز في أعماله المسرحية أكثر مما نقرأها في أعماله الإبداعية الأخرى، وهذا يشير إلى قربه من المسرح أكثر. وعن الخشية من ألا يصل خطابه للجمهور بعموم شرائحه، وتحديداً في مسرحيته الأخيرة “كاستينغ” أكثر من “تصحيح ألوان”، يجيب:

– أعتقد أن النص إذا لم يكن متعدد المستويات أو متعدد القراءات يولد نصاً ميتاً، فالثراء والغنى الموجود في النص وفي العرض المسرحي، خصوصاً كما أراه يجب أن يكون على هذه الشاكلة، وأن يبتعد عن الخطابية والسطوح الباهتة للقراءة. وإذا لم يقدم الكاتب نصاً موشوري الأبعاد فأعتقد أنه لم يفعل شيئاً وأنه يحيلنا إلى قراءة واحدة، وهذه القراءة لا يختلف عليها أحد، لكن النص الذي يثير الأسئلة ويطرحها يجب أن يكون متعدد القراءات، وحمّال أوجه، وكل الأسماء المهمة في الكتابة المسرحية على امتداد العالم هم كتّاب حاولوا أن يعكسوا الواقع بشخصيات لا يمكن أن ننساها، فهاملت شكسبير هو شخصية حتى الآن تقدم فيها قراءات وقراءات، و”في انتظار غودو” لصموئيل بيكت حتى الآن هذه المسرحية تثير الأسئلة في كل العالم.. نحن في سورية لا ينقصنا أبداً أن نقدم هذه النوعية من النصوص، وتلك النوعية من الشخصيات الثرية، لكن للأسف تم عبر سنوات تلفزة المخيلة السورية عبر الرعي التلفزيوني الجائر لهذه المخيلة، فنقدم المسرحية المتلفزة بطريقة أو بأخرى دون أن نفرق بين البنية الزمنية لكل من السينما والمسرح والتلفزيون الذي يكاد أن يطغى على وعينا، لذلك اليوم عندما تقولين للجمهور الواسع أو لسواد الناس أن يأتوا إلى المسرح يستغربون من هذه الدعوة ويسألون هل هناك مسرح أو سينما في سورية، واعتقد أن هذه المسؤولية لاتقع على الناس لأنه عبر سنوات تم التعالي عليهم واحتقار الثقافة الشعبية والتغني بأعمال لاتمت بصلة للواقع السوري، وللأسف ثمة فهم وتصور للحالة الثقافية في سورية أبعدت الكثير من الناس عن الثقافة الحقيقية، أبداً لم يكن هناك صلة وصل أو مفاتيح لفهم طبيعة الجمهور الموجود، وكان هذا الجمهور يُنعت دائماً بعدم الفهم وهذه مصيبة أوصلتنا إلى مانحن عليه اليوم.

 

وعن طبيعة المتلقي الذي يتوجه إليه في أعماله والى أي مدى يشبه الجمهور الذي يتحدث عنه ويقول أنه كان في مرحلة سابقة هو السيد بكل الفنون التي رأيناها يوضح:

– “الجمهور كائن تاريخي وجغرافي” كما يقول رولان بارت، وهذا الجمهور يجب أن يحسب له حساب دائماً في كل ما نقدمه من فن، واليوم في سورية صعب جداً تحديد الخيار الفني، لأن الواقع تجاوز المخيلة بأشواط، وأصبحت المخيلة تركض وراء الواقع ولا تدركه، لذلك عندما أكتب أفكر بكل الشرائح ويجب أن نحقق دائماً ما كنا نسميه منذ زمان معادلة نقاد جمهور، هذه المعادلة التي اشتغل عليها الرحابنة في مسرحياتهم ونجحوا فيها، فمسرحياتهم لها أبعاد سياسية واجتماعية وتاريخية وراهنية ولذلك استمرت، ويمكن لأي شخص أن يحضرها ويتحدث ماذا فهم منها، وللأسف هذه التجربة تختفي اليوم لصالح الاستعراض والتفاهة، ولتلك العروض التقنية التي تقدمها الآلة، والإنسان في هذه العروض مجرد تفصيل.. لكن أين الدراما وأين القصة؟ أين الإنسان؟ هنا السؤال.

 

المثقف ودوره المجتمعي

في أعماله كلها قدم إسماعيل المثقف بشخصيات وحالات مختلفة.. ولكن إلى أي مدى مثقف اليوم يختلف أو يتشابه مع المثقف الذي طرحه عبر هذه الأعمال؟ وتحديداً في المسرح باعتباره يظهر الحالة بطريقة مختلفة.. يقول:

– المثقف الحقيقي بالنسبة لي، منذ الأزل وحتى اليوم والى أبد الآبدين، هو الفلاح والعامل، معلم المدرسة، أستاذ الجامعة، لكن للأسف اليوم تجدين أن الكثير من هذه القنوات وكأنها قنوات تجري في أنفاق تحت الأرض، فالجامعة غائبة، وأقسام علم الاجتماع في جامعاتنا لا أعرف إن كانت غائبة أم مغيبة، فليس هناك أي صوت لعالم اجتماع أو أستاذ بعلم الاجتماع أو طلاب علم الاجتماع في سورية التي حرثتها الحرب لمدة عشر سنوات، وهذا مخيف ومرعب، وكأن الموضوع كله “متروك” للتلفزيون والميديا، الذين لا يريدون أن يقدموا هؤلاء، مع أننا كنا سابقاً في الإذاعة والتلفزيون نستقبلهم، وأتذكر في مسلسل “صح النوم” هذا المسلسل البريء والفطري، وهو عمل بيئة شامية، قدم شخصية عالمة اجتماع جسدتها الفنانة صباح جزائري كمصلحة اجتماعية، وحتى شخصيتي أبو عنتر وغوار تعاونا معها ليؤسسوا دكان إصلاح اجتماعي ويغيروا اسم الحارة من حارة “كل مين أيدو الو” إلى حارة الإصلاح، هذا كان موجوداً في الوعي الجمعي السوري، واليوم علم النفس مغيّب، مع أن حجم الكوارث والأمراض النفسية في سورية لاتحصى. الجانب الإنساني من حياة الشرائح العلمية والفكرية مغيب لصالح تغييب دور حقيقي للنقابات، هذه النقابات لاتفعل شيء إلا شكلياً، فالصحفيون الآن ليس لديهم منابر يعبّرون عبرها عن أفكارهم ووجهات نظرهم مع أن الصحافة في سورية كان لها وقع كبير، لذلك تم توليد أنواع وموديلات جديدة من المثقفين التلفزيونيين الذين يظهرون على التلفزيون في أوقات معينة، هؤلاء اليوم هم من يصدرون لنا شكل الثقافة وشكل الفكر، وهؤلاء لانراهم لا في المسارح ولا في صالات السينما ولا في المعارض التشكيلية، إنهم فقط يظهرون على التلفزيون بربطات عنقهم ويقومون بتحليل الدم، من هذا الطرف أو ذاك، هؤلاء من يراد لهم اليوم أن يكونوا المثقفين وأنا تعرضت لهم في مسرحية “ليلي داخلي”.

 

سينما الواقع السوري

كذلك كتب الأديب سامر إسماعيل العديد من الأفلام السينمائية تناول فيها الحرب على سورية سواء التي تناولت بطولات الجيش العربي السوري كـ “وعد شرف ولآخر العمر”، أو فيلم “يحدث في غيابك” الذي تناول تداعيات الحرب على الذات المجتمعية وكذلك في “ماورد” من خلال البيئة الريفية التي وصلت إليها الحرب وقتلت الوردة، ولكن هل استطاع تقديم رؤية للواقع السوري من خلال هذه الأعمال؟ وما مدى رضاه عنها يجيب:

– معظم الأفلام الروائية الطويلة التي كتبتها لم أكن راضياً عن مستوى الإنتاج الموجود ولا عن الخيارات الفنية، لكن أنا احترم وجهة نظر المخرجين الذين حققوا تلك النصوص، والمؤسسة العامة للسينما مشغولة بغير السينما، فالسينما هي مجموعة من المراحل والفضاءات التي يمكن أن تقوم المؤسسة بإحيائها، فمثلاً لانستطيع أن نتكلم اليوم عن سينما في سورية ولدينا صالة سينما وحيدة في دمشق، إذ أن عشرات الصالات عُطلت وهناك أكثر من عشرين صالة مقفلة وطبعاً هذه المعضلة لم تحل ويبدو أنه يراد لها أن لا تحل وأن تبقى هذه الصالات مغلقة، وعندما نسأل يقولون لنا أصحاب الصالات لايريدون ترميمها لكن مسؤولية الدولة حل هذه المعضلة، لايمكن أن نصنع شعباً ونصيغ رأياً عاماً بدون سينما وهي إحدى وسائل الإعلام الجماهيري، وماينطبق على السينما ينطبق على المسرح، والأمر ذاته ينطبق على مكتبة الأسد بدمشق، هذه المكتبة يجب أن تلعب دوراً على مستوى المسرح والسينما والفنون كلها وعلى مستوى الكتابة أيضاً، فاليوم جميع شرائح الشباب الذين يكتبون يرمون بما يكتبون على حائط الفيسبوك وسواه دون أن يكون هناك أي رعاية لهم باستثناء بعض الكاتبات والكتاب الذين نعرف جميعاً أن معظمهم دخلاء على الكتابة، وللأسف الشديد أيضاً أن هناك مؤسسات ثقافية في سورية مهمة للغاية والدولة بذلت من أجلها مليارات، لكنها صروح إسمنتية فقط حتى الآن يُبعد المثقفون عن إدارتها وولاية هذه المراكز تابعة لمجالس الإدارة المحلية وليس لوزارة الثقافة، وهنا نناشد وزيرة الثقافة أن يكون هناك إستراتيجية جديدة وخطاب جديد للجيل الجديد لاجتذاب هؤلاء إلى هذه الأماكن، وهذا يحتاج إلى عشرات الدارسين للإدارة الثقافية الذين أوفدتهم الدولة للدراسة في الخارج ولم يوضعوا في أماكنهم الصحيحة.

 

دراما سورية غير تجارية

ويحدثنا عن تجربته الدرامية ومسلسله “ضيوف على الحب”، فيقول:

– لدي أكثر من مسلسل، أنا أصلاً كتبت للتلفزيون كمحاولة لإعادة تلك الصبغة السورية الصرفة التي لايوجد اليوم من الشركات من ينتج هكذا أعمال، ومؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني مع كل ملاحظاتنا عليها تبنت إإنتاج هذا العمل بإدارة المخرج المتميز فهد ميري في ظروف صعبة للغاية وكان معجزة أن يخرج هذا العمل للضوء، فقد حاولنا أن نحكي عن همومنا كسوريين بعد الحرب خارج مسطرة السوق ومتطلباته التجارية، لكن المؤسسة لم تقدم لنا ربع الميزانية المطلوبة، لذلك كان هناك خيارات بالممثلين غير التي كنا نحلم بها وكذلك في الإنتاج والديكور.. الخ، ولم تخدمنا الظروف حتى في أوقات العرض، فالمسلسلات الشامية تعرض في ذروة العرض على التلفزيون السوري والأعمال التي أنتجها التلفزيون وضعت في كعب قائمة العروض.

 

وعن تجربته في التمثيل يضيف:

– أنا مثلت في أكثر من عمل فقد كنت على علاقة مباشرة مع مخرجين سوريين كبار تعلمت منهم منذ أن كنت شاباً صغيراً، وكنت أواظب على حضور المسرحيات في صالات المسرح القومي وهناك تعرفت بالراحل الكبير ممدوح عدوان وجمعتني صداقة كبيرة معه، وكذلك مع الشعراء نزيه أبو عفش وجوزيف حرب وأدونيس، وهؤلاء جميعاً أثروا في حياتي على أكثر من مستوى وأغنوا خبراتي ونظرتي إلى الأشياء وكيف أقوم بصياغة عمل فني وأقرأ الواقع من خلال الفن، هي كانت مشاركات خجولة للتعرف عن قرب على العملية الفنية وهذا أفادني جداً، وقد مثلت مع الفنانة الراحلة مها الصالح مسرحية “خطبة لاذعة ضد رجل جالس” في المسرح القومي، إعداد الكاتب والناقد المسرحي جوان جان، وقمنا بالمشاركة بها في أكثر من مهرجان، وقدمنا عروضاً في المهرجانات الدولية وتعلمت الكثير من الفنانين مها الصالح وأسعد فضة.

 

وإلى أي مدى استفاد بكتابته لمسرحية “ليلي داخلي” من تجربته مع مها الصالح، وماالذي أثاره في هذا الإعداد؟ يقول:

– أكيد كان مفيد جداً، لكن بنفس الوقت كان إعداداً مختلفاً جداً، وأنا عندما قمت بعرض المسرحية في مهرجان المسرح العربي في الشارقة كان هناك ندوة فكرية لمناقشة العرض وتصدى لذلك الناقد الفلسطيني وليد أبو بكر ويستطيع كل من يرغب أن يتابع على اليوتيوب تلك الشهادة التي أدلى بها وأنا تفاجأت أنه كان مع ماركيز في باريس عندما كتب هذه المسرحية وقال حرفياً: “إن ماقدمه سامر إسماعيل في “ليلي داخلي” أهم مما كتبه ماركيز”، أنا عندما كتبته قمت بخيانة النص خيانة وظيفية فاقتبست النص اقتباساً حراً عن نص “خطبة لاذعة ضد رجل جالس”، لكن بعيداً تماماً عن المقترح الذي قدمته مها الصالح.

 

وفيما إذا أنصف النقد تجربته المتنوعة والمتعددة أم هي توقفت عند الانطباعات فقط، ولم يكن هناك هذا النقد الحقيقي الذي يعطيها حقها وينصفها بمعنى الكلمة، يتحدث:

– الحالة متباينة ففي سورية أقلام مهمة للغاية كتبت عن تجربتي، لكن المشكلة أن المنابر الموجودة في سورية هي منابر خجولة وتم تفريغها للأسف من الكتاب على مدى سنوات طويلة فهناك من يكتب بطريقة التغطيات المباشرة اليومية، وهناك من يفنّد العرض وأحداثه ولا يضع رأيه بما شاهد، لكن المقالات التي تأخذ طابعاً نقدياً حقيقياً تكتب خارج سورية خلال عروضنا في المهرجانات.