ثقافةصحيفة البعث

المشروع السّوري ـ الرّوسي يعيد الحياة إلى “أفقا” وقريباً يرمم قوس النّصر

برعاية الدّكتورة لبانة مشوح وزيرة الثّقافة وبالتعاون مع مكتبة الأسد الوطنية والمركز الثّقافي الرّوسي في دمشق، أقيمت اليوم في قاعة المحاضرات ندوةً حول المشروع المشترك السّوري ـ الرّوسي لإعادة ترميم مدينة تدمر الأثرية بشكلٍ عام ونهر أفقا بشكلٍ خاصّ والذي معه عادت الحياة إلى واحة تدمر والحياة بأكملها.

وفي عرضه للمشورع، قال رئيس البعثة السّورية ـ الرّوسية المشتركة الدّكتور تيمور كارموف إنّ المشروع هو تعاون بين وزارة الثّقافة السّورية ـ مديرية الآثار والمتاحف والفيلق الرّوسي الاستكشافي وهو عمل مهمّ تاريخياً وحضارياً وأوّل عمل ميداني، بدأ في شهر كانون الأوّل 2021 وانتهي في شهر شباط 2022 وشارك فيه خبراء من روسيا وسورية من مختلف المدن ، مضيفاً: مديرية الآثار والمتاحف قامت بوضع المخطط وحددت الأهداف ومن ثمّ وافق عليه الجانب الرّوسي، أيضاً كان هناك تعاون ومشاركة شعبية من أهالي المدينة الذين أيضاً كانوا يشاركون قبل الحرب بأعمال التّنقيب، مضيفاً: الإرهابيون عندما دخلوا المدينة رموا فيه الحجارة والقمامة وفي الوقت ذاته كانت المياه تتدفق، وهذا تطلّب منّا العمل على إزالة كلّ هذه الأوساخ والأتربة بدايةً ثمّ إعادة ضخّ المياه ..

وتابع كارموف: بحسب معلومات قدّمتها بعثات أثرية مختلفة ومنها الإيطالية فقد بدأ استخدام النبع منذ العهد الحجري وحتّى الآن وهو موجود في الجانب الجنوبي الغربي للمدينة وينبع من أحد كهوف الجبال.

بدورها، قالت معاون وزيرة الثّقافة المهندسة سناء الشّوا: نتحدث اليوم عن حصيلة تعاون بين الجانب الرّوسي والسّوري أثمر عن إعادة تدفّق المياه إلى نبع أفقا وأعاد الحياة إلى مدينة تدمر بشكلٍ كاملٍ، وما يميّز المشروع هو أنّه نُفّذ بأيدٍ الأهالي المحليين وبإشراف سوري وروسي.. التّعاون دائماً بين الجانبين الصّديقين على كل الجوانب العسكرية وغيرها، المشروع ليس الأوّل كما أنّه ليس الأخير، هناك مشروع لترميم قوس النّصر، نحاول استثمار كلّ مشاريعنا من خلال توطيد هذه العلاقة والصّداقة التّاريخية بين البلدين، مؤكّدة: إنّ العمل كان رديفاً لإنجازات الجيش العربي السّوري، ومستقبلاً هناك مشاريع قيد الدّراسة وسيتمّ العمل عليها، الحياة لم تتوقّف يوماً على الرّغم من أنّ الإرهاب خلّف ما خلّفه من دمار ممنهج وموجّه، لكن كل ماتمّ تدميره سيتمّ العمل على ترميمه وها نحن اليوم نعيد الحياة إلى تدمر..

ترافقت النّدوة بفيلم وثائقي أنجزته وزارة الثّقافة، ومعرضاً صور للمصّورة الرّوسية أليونيا زايتسفيا التي حدّثتنا عن تجربتها في تدمر، تقول: كنت أتّمنى دائماً أن أزور تدمر، لكنّي لم أستطيع ومن ثمّ بدأت الحرب، وعندما أتيت إليها أوّل مرّة كنت برفقة من زارها قبل الحرب وكانوا يبكون ممّا شاهدوه هناك، حينها عرفت كم خسرنا خلال الحرب، وشعرت حينها أنّه من واجبي أن أصوّر وأوثّق كيف صارت تدمر فكثير من الأشخاص لم يستطيعوا الذّهاب إلى تدمر وبما أنّ الفرصة أتتني كان من واجبي أن أصور وأطلع النّاس على هذه المدينة، مضيفةً: أتّمنى أن نستطيع تعمير ما نستيطع تعميره في تدمر وبأسرع وقت…

نجوى صليبه