صحيفة البعثمحافظات

واقع الثروة الحيوانية في حمص ينذر بخطر محدق

حمص – عادل الأحمد

لم يرَ مربو الثروة الحيوانية بحمص بصيص أمل يشجع على التفاؤل بالمستقبل من ناحية تحسين واقع الثروة الحيوانية، ولاسيما أن الوضع لا يسرّ الخاطر، حسب تأكيدات المربين الذين تضاعفت معاناتهم خلال الموسم الحالي بشكل خاص، وأضيفت أعباء أخرى إلى ما تكبدوه من قبل من خسائر نتيجة غياب المراعي في مناطق استقرار الثروة الغنمية في البادية (تدمر والسخنة والقريتين وجب الجراح)، حيث لم يتعدَ الهاطل المطري للموسم الحالي نسبة من 25-30% من الهاطل العام الذي هو بالأساس قليل.

وفي مواجهة هذه الظروف القاسية، ومع ارتفاع أسعار الأعلاف وأسعار مادة التبن، وشحّ ما يوزع من خلال المؤسّسة العامة للأعلاف، يضطر مربو الأغنام إلى البحث عن المراعي في المعمورة في محافظات حمص وحماة وطرطوس وحلب بحثاً عما يمكن أن يوفر الغذاء للأغنام.

ومن الطبيعي، في مثل هذه المعطيات، أن تنخفض أسعار الأغنام والماعز إلى مادون النصف عن الأعوام السابقة، لتضع أصحاب هذه الثروة أمام خيارات قاسية، إما الاستمرار فيما هم عليه أو التخلي عن وسيلة عيشهم بأسعار بخسة لا تكفي لتسديد الديون المترتبة والمتراكمة من سنوات سابقة.

رئيس الرابطة الفلاحية بالمخرم يوسف إسبر قال: إن وضع المراعي في ناحية جب الجراح لا يبشّر بالخير، والأعشاب ليست بذلك النمو الذي يساعد على استقرار الثروة الغنمية في هذه المنطقة التي تقع في منطقة شرق المخرم وأسعار الأعلاف مرتفعة جداً وخاصة في القطاع الخاص.

مدير الزراعة يونس حمدان أوضح أنه سيتمّ توزيع مقنن علفي استثنائي خاص للمناطق الشرقية لتخفيف معاناة المربين، ومساعدتهم على مواجهة ظروف غياب الغطاء النباتي المهمّ والضروري للأغنام من ناحية التغذية ومن الناحية الصحية.

ومع هذه الظروف السيئة للثروة الحيوانية يتساءل متابعون عن أسعار اللحوم في الأسواق التي وصلت إلى أرقام فلكية على الرغم من انخفاض سعر الذبيحة من المنتج، فهل كتب على المنتج أن يكون دائماً الخاسر الأكبر كي يتخلى عن مهنته التي تؤمّن له قوت عيشه؟؟!