رياضةصحيفة البعث

هاجس استقالة أو إقالة المدربين يطارد دوري السلة

استقالة أو إقالة المدرب هاجس يطارد المدرب، ويزيد من أعبائه في مهنة المتاعب وحرق الأعصاب، ويبدو أن قضية “استقالة أو إقالة” المدربين قد انتقلت عدواها من كرة القدم إلى كرة السلة حتى باتت هذه الحالة إحدى أهم مساوئ وسلبيات الدوري الحالي.

وما إن تم إسدال الستار على مباريات دوري سلة السيدات، وقبل نهاية دوري الرجال، حتى رأينا تغييرات كثيرة بين معظم الأندية، وهذا يؤكد أن المدرب الوطني يعيش تحت ضغط النتائج والجماهير في آن واحد، إلى جانب ضغوطات المهنة نفسها، فأغلب أندية المحترفين حمّلت المدربين مسؤولية أسباب خسارة المباريات، وتراجع المستوى الفني لفرقها.

هناك عدة أسباب وراء تلك الاستقالات، وأغلبها غير مقنعة، وتعبّر عن فقدان الثقافة السلوية الاحترافية التي تسير عليها إدارات الأندية، إضافة إلى عدم توفر السيولة المالية والمبالغ الكبيرة التي تم من خلالها التعاقد مع المدربين قبل بداية الموسم.

الكثير من المدربين قدموا استقالاتهم بسبب عدم حصولهم على الرواتب لأكثر من عدة أشهر، في حين جاءت إقالة البعض لعدم اقتناع إدارات الأندية بما قدمه المدرب، على سبيل المثال، تقدم كل من مدرب سيدات الساحل بشار فاضل باستقالته من التدريب بسبب عدم حصوله على تعويضاته المالية من إدارة النادي، حسب ما ذكره لـ “البعث”، مشيراً إلى أن إدارة النادي لم تمنحه التعويضات (رواتبه) لفترة ستة أشهر، مع عدم تأمين سكن له في طرطوس، الأمر الذي أرهقه كثيراً، فقرر الابتعاد عن التدريب، الأمر نفسه انطبق على المدرب خالد أبو طوق الذي فضّل الابتعاد عن تدريب رجال الكرامة ليستلم بدلاً منه هيثم جميل (الذي قدم استقالته من عضوية اتحاد السلة)، وقبل الجميع تقدم مدرب الحرية جورج شكر باستقالته للأسباب نفسها التي تم ذكرها.

مدرب سيدات تشرين إبراهيم الحلبي قدم استقالته من قيادة الفريق دون ذكر الأسباب الحقيقية، إلا أن المعطيات أشارت إلى أن هذه الاستقالة تعود لسلسلة من التدخلات من قبل البعض في أمور وشؤون الفريق الفنية، الأمر الذي وجده المدرب انتقاصاً بحقه، مع العلم أنه قام بنقلة فنية كبيرة بالفريق، ونجح في تصدّر الدوري مناصفة مع الثورة، ليستلم المهمة بدلاً منه المدرب عدي خباز (الذي تمت إقالته من تدريب رجال الجيش)، ولم يختلف عليه الحال بالنسبة لنادي الثورة الذي أقال مدربه اللبناني علي مكي، رغم أن الفريق تصدّر دوري السيدات، لكن إدارة النادي رأت أن مستوى الفريق الفني هبط فسارعت لإقالة مكي، وأعادت المدرب عبد الله كمونة الذي قاد الفريق الموسم الماضي للتتويج بلقبي الدوري والكأس، وفضية بطولة الأندية العربية، أما آخر الإقالات فكانت عند إدارة نادي قاسيون التي أقالت مدرب السيدات هاني الخولي، حيث علمت “البعث” أن سبب الإقالة يأتي على خلفية خسارة الفريق لآخر مباراة بالدوري أمام تشرين، حيث حصلت بعض المشاكل خلال المباراة، إضافة لعدم عودته مع الفريق إلى دمشق وبقائه باللاذقية ليومين متتاليين تاركاً الفريق دون أية حصة تدريبية، ويبدو أن إدارة النادي في طريقها للتعاقد مع المدرب أيمن سليمان لقيادة الفريق بالدور نصف النهائي من الدوري، حيث سيواجه تشرين في ثلاث مواجهات.

عموماً، استفحال ظاهرة إقالة واستقالة المدربين من الأندية تعبّر عن الوضعية المتأزمة التي تتخبط بها كرة السلة السورية، وسواء كانت العبارة الاستقالات أو الإقالات (لا فرق)، والخاسر الوحيد هو سلتنا.

عماد درويش