رياضةصحيفة البعث

بعد المباراة المعادة.. لقب الدوري الممتاز بين خبرة المدربين وثقافة الفوز

ناصر النجار
ربما الجميع كان متابعاً للمباراة المعادة بين أهلي حلب والوثبة أمس، هذه المباراة التي أحدثت مشكلة كبيرة وكانت جدلية وشغلت كل المراقبين والكرويين.
المباراة لم تكن سارة للوثبة وأنصاره، حيث تعرضوا لخسارة غير متوقعة ومفاجئة بثلاثة أهداف نظيفة بعد أن أخفقوا بمسك المباراة والسيطرة عليها، وكان أسعد الناس فرحاً منافسه تشرين الذي استعاد الصدارة، وأيضاً كان أنصار الأهلي سعداء برؤية فريقهم يتفوق وينتصر ويستعيد ألقه.
والحقيقة التي لا يمكن هضمها هي أن فرقنا لا تملك الثقافة الكروية المطلوبة، ولا تعرف ثقافة الفوز وكيفية الحصول عليه، لذلك نجد كل فرقنا ومنتخباتنا تفشل في تجاوز المباريات الصعبة والمهمة.
الحالة النفسية لفريق الوثبة لم تكن بخير، وعلى ما يبدو (كما قال مقربون من الفريق) أن لاعبيه تأثروا بالتطورات التي شهدتها المباراة المتوقفة، وقد شعروا أن الفوز سُرق منهم، وأنه لا يراد لفريق الوثبة أن يفوز بلقب الدوري!.
التحليل بهذا الشكل غير واقعي مطلقا، لأن الدوري لم ينته، وهناك العديد من المباريات المتبقية، لكن لاعبينا غير مؤسّسين على تحمّل الصدمات وكيفية التعامل بمثل هذه المواقف الصعبة.
الوثبة بدأ يفقد نفسه الطويل والمنافسة تحتاجه، ولم تكن مباراة الأهلي هي البداية، إنما كانت بمباراة المنافس المباشر تشرين في حمص.. المباراة المفترض أن تنتهي بفوز الوثبة، لكن المنافس فرض هويته وشخصيته، وأنهى المباراة بالتعادل مع شهادة المراقبين أن تشرين كان أفضل في المباراة.
هذا الحديث يقودنا إلى ضرورة معالجة الثغرات التي تعاني منها فرقنا، فسواء فاز بلقب الدوري الوثبة أم تشرين، فالموضوع عندنا سيان، لكن عندما نوجّه الملاحظات ونلفت النظر إلى الثغرات فهذا من أجل معالجة هذه النواقص وتجاوزها من أجل كرة قدم أقوى وأفضل.
في المباراة، اللاعبون الذين فرضوا أنفسهم على الجميع هم مجموعة اللاعبين الشبان الذي قدّمهم الأهلي كفواز بوادقجي وزكريا رمضان وغيرهما، وهذا الكلام يؤكد أن الاهتمام بمواهب النادي وشبابه يجب أن يكون ضمن أولويات إدارة الأندية، فما أوصل فريق أهلي حلب إلى الدرك الأسفل من الترتيب هو اعتماده على عواجيز كرة القدم من خارج النادي، وما ينجيه يتحقق بالاعتماد على أبناء النادي وخصوصاً مواهبه الذين بدؤوا بالتألق في المباريات التي يلعبونها.
وهذا الكلام لا يخصّ الأهلي وحده، بل يجب أن تنتهجه جميع الفرق لأنه الأسلم في بناء الكرة وتطويرها.
في المباراة المذكورة، فقد الوثبة فرصته للاستمرار بالصدارة، واكتفى حارسه حسين رحال بالصمود 1183 دقيقة، دون أن تهتز شباكه، لكنه تلقى ثلاثة أهداف بمباراة واحدة، وهو ما فاق الأهداف التي تلقاها في 19 مباراة هذا الموسم.
بكل الأحوال لم ينتهِ شيء، فالأمور ما زالت تحوم حول فريقين أحدهما سيفوز باللقب والثاني سينتظر موسماً آخر، وهذا الأمر رهن ما سيقدّمه الفريقان في المباريات السبع المتبقية لهذا الموسم.