اقتصادصحيفة البعث

“.. بأي ثمن..؟”

قسيم دحدل

تؤكد توقعات الخبراء الاقتصاديين، أنه وإذا ما استمرت أسعار النفط فوق عتبة الـ 80 دولا للبرميل، فإن الكساد والتضخم قادمان لا محالات، على أغلبية اقتصاديات العالم.

توقعات لاشك تشاؤمية جدا وفيها من المنعكسات الخطرة على الاقتصاديات القوية ما يثير الوازن من القلق، وخاصة لتلك التي تصدر السلع الرأسمالية، فكيف سيكون وقع هذا المتوقع على الاقتصاديات النامية وشبه الهشة، التي تعاني الكثير من مضاعفات الأوضاع الراهنة التي أفتعلها الغرب بعقوباته القاسية على روسيا، والتي كان أول المتأثرين برداتها..، نتيجة الأزمة الأوكرانية

في ظل هذا المشهد القاتم، نافذة من التفاؤل فتحها وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغين، حين شدد في تصريح له أمس، على أن استعداد روسيا لتصدير النفط ومنتجاته إلى الدول الصديقة بأي ثمن.

“بأي ثمن للدول الصديقة” عبارة والتي لم يوضح الوزير ماهيتها، نقول فيها ومن باب التحسب إنها قد تحمل وجهين في المعنى: إما أنه يعني إيصال النفط الروسي للأصدقاء بأية طريقة، أي ضمان استمرار إمدادات النفط للأصدقاء، وأما أنه يقصد بأي سعر، أو المعنيين معاً.

في كلتا الحالتين، سيكون أصدقاء روسيا وخاصة سورية، أمام فرصة مهمة جدا، يجب العمل سريعا على إعداد كل يلزم ويتطلب منها ويتوجب عليها فعله، للاستفادة والاستثمار في مخرجات ذلك ” القرار” الروسي، الذي يبدو الإصرار عليه، سلاح مواجهة فعال لتحويل العقوبات المتشابه على سورية وروسية، إلى فرص اقتصادية رافعة ومُعززة وداعمة، لتأمين متطلبات كسر الحصار وتفشيل العقوبات، وعكسها على فارضيها.

“بأي ثمن..”، قد تكون لحظة مفصلية، في إحداث تغيرات نوعية وتاريخية، في الصراع الاقتصادي بين الشرق والغرب، قد يؤدي إلى لقلب كل المعادلات والموازين، وبالتالي يؤسس لمرحلة انعتاق من محاولات الهيمنة الاستعمارية المحمومة التي انفضحت بأبشع أشكالها وأساليبها وغاياتها.

وعلى أمل تحقيق الانفراج في إمدادات الطاقة وخاصة النفطية من الصديقة والحليفة روسيا، حيث لا شك أنها ستكون لسورية شريان حياة لكل أوجه أنشطتنا وقطاعاتنا الاقتصادية والصناعية والتجاري والزراعية والتنموية..، سيكون رهاننا على انتصارنا الاقتصادي الأقسى  والأعظم كلفة وثمنا، بعد انتصارنا العسكري والسياسي.

Qassim1965@gmail.com