دراساتصحيفة البعث

أزمة أمريكا أشبه بـ”سيرك سياسي”

هناء شروف

ما هي النتائج التي ستنتجها جلسات الاستماع الجارية في أحداث الشغب في مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني، وكيف ستؤثر على السياسة في الولايات المتحدة؟.

مهما كانت نتائج اللجنة، فإنها لن تتناول الأزمة السياسية التي تواجهها الولايات المتحدة، لأن التحقيق بحدّ ذاته ليس محاولة حقيقية من كلا الطرفين للوصول إلى جذور المشكلات الحقيقية في النظام الأمريكي بشكل عام.

وما يعزّز هذه الفرضية هو أنه مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية يأمل الحزب الديمقراطي في أن التحقيق في اقتحام مبنى الكابيتول يمكن استخدامه لتجريم الرئيس السابق دونالد ترامب، وبالتالي توجيه ضربة قوية للحزب الجمهوري. في المقابل، يرفض الجمهوريون التحقيق، وما زالوا يروّجون لمزاعم ترامب بأن الانتخابات قد سُرقت. لذلك، فإن التحقيق ليس سوى استمرار للصراع بين الحزبين، وبالتالي توسيع الانقسام السياسي في الولايات المتحدة.

وراء أحداث الشغب في الكابيتول يوجد استياء كثير من المواطنين الأمريكيين من النظام السياسي، لأنه بالدرجة الأولى لا يعالج مخاوفهم. كما أنه من خلال مهاجمة مبنى الكابيتول، أراد العديد من المشاركين في أعمال الشغب التنفيس عن غضبهم من الكيفية التي تمّ بها اختزال دولة كالولايات المتحدة إلى حالة صراع بين حزبين على السلطة!.

والأسوأ من ذلك هو تورّط وسائل الإعلام الأمريكية في التنافس بين الحزبين، وهو الأمر الذي يتجلّى في التقارير الصحفية لجلسات الاستماع في أحداث الشغب في 6 كانون الثاني، حيث إن وسائل الإعلام المؤيدة للحزب الديمقراطي متحمّسة لجلسات الاستماع، بينما وسائل الإعلام التي تقف خلف الحزب الجمهوري ترفضها وتراها “سيركاً سياسياً”. “فوكس نيوز”، على سبيل المثال، لا تبثّ الجلسات مباشرة، وبدلاً من ذلك تحاول إبطال تأثير جلسات الاستماع بالرسائل الإعلامية.

من هنا، مع تعمّق الانقسام السياسي في السياسة الأمريكية تجاوز الصراع بين الحزبين على السلطة الإحساس بالواجب الذي يجب على السياسيين الأمريكيين أن يضطلعوا به لخدمة الشعب. لقد فشلوا في إيلاء الاهتمام الكافي لحقوق ومصالح الشعب الأمريكي وللمشكلات الحقيقية التي يجب معالجتها من خلال الحكم الفعّال، ولجؤوا بدلاً من ذلك إلى نظريات مؤامرة تخويف القادة.

إن الفشل في الاستجابة لوباء كوفيد-19، والافتقار إلى السيطرة الفعالة على السلاح، والعنصرية المتجدّدة، وعجز الحكومة عن وقف التضخم المتصاعد، وإنعاش الاقتصاد، جميعها أمراض تؤكد فشل النظام السياسي في الولايات المتحدة في علاجها.