صحيفة البعثمحليات

رعاية نحو 400 يتيم خارجياً و200 داخلياً لما بعد التعليم الثانوي في “سيد قريش”

دمشق – حياة عيسى

لطالما كانت المؤسّسات والجمعيات غير الحكومية المساعد الأول والداعم الأكبر لعمل الحكومة، ولاسيما في المجال الإنساني، وخاصة في كفالة “اليتيم” الذي يعتبر من أهم الشرائح المستحقة للرعاية والدعم في الفترة الراهنة التي شهدت ازدياداً كبيراً في أعدادهم نتيجة الحرب الوحشية التي عانينا منها لسنوات طويلة، والمثال الأكبر لتلك الدور والمؤسّسات “مؤسسة دار ميتم سيد قريش” لدعم اليتيم وكفالته لشريحة كبيرة من الأيتام لما بعد التعليم الثانوي.

رئيسُ مجلس إدارة مؤسّسة دار ميتم سيد قريش، برهان الدين الأشقر، بيّن في حديث لـ “البعث” أن المؤسّسة ترعى الطلاب الأيتام داخلياً وخارجياً، ونتيجة التوجيهات الصادرة وبناءً على ما تمّ اتخاذه من إجراءات حول حقوق الطفل يتمّ تعليم الأيتام في مدارس خارجية وتوزيعهم بين الطلاب في المجتمع، علماً أن الميتم يضمّ الأيتام من المرحلة الإعدادية حتى الثانوية، مع إمكانية استمرار تقديم المساعدة لهم في المرحلة الجامعية، رغم أن المؤسّسة تنتهي مسؤوليتها عن الطفل اليتيم ضمنها عند انتهاء المرحلة الثانوية، أي مع بلوغه الـ 18 عاماً، ولكن الميتم يساعد الطالب في إكمال الدراسة، كما تتمّ مساعدته في تأمين وظيفة معينة أو تعليمه مهنة في القطاع الخاص، وهناك حالات أيضاً تقوم العائلة أو الكفيل لليتيم بالتكفل بتربيته في المنزل، ويكون عمل المؤسسة التكفل مادياً به أي “كفالة خارجية”، وذلك بناء على توجيهات الحكومة، حيث بلغ عدد الأيتام المستفيدين من الكفالة الخارجية نحو 400 مستفيد وهناك 200 كفيل داخلي.

وتابع الأشقر: نحن الآن بصدد منح مبلغ مالي للكفيل الخارجي، أي بما يُعدّ “راتباً”، مع اشتراط تقديم وثائق رسمية عن ارتباطه بالمدرسة وشهادة وفاة أحد الوالدين والوصاية الشرعية ليتمّ إجراء دراسة اجتماعية لأخذ القرار في الكفالة إن كانت داخلية أم خارجية، ويتمّ متابعة اليتيم والصرف عليه، كما يتمّ الاجتماع بالطلاب بين الحين والآخر والموجهين للتعرف على السلبيات والإيجابيات، والعمل على تجاوز السلبيات وتقديم كلّ ما يلزم لمصلحة اليتيم، سواء داخل الدار أم خارجها.

كما تطرق الأشقر إلى البرامج التي تقدم في الميتم كمتابعة دراستهم من قبل مشرفين ومدرّسين من خلال قاعات التدريس، إضافة إلى إقامة محاضرات ولقاءات دورية في الفترات المسائية بالتزامن مع الفترة الترفيهية اليومية، وهناك طبيب يقوم بالإشراف على الطلاب وفحصهم وإجراء اللازم عند الضرورة.

يُشار إلى أن المؤسّسة تأسّست منذ عام 1880 وكانت أول مؤسّسة للأيتام في مدينة دمشق، تقوم بالتعليم العلمي والمهني لشريحة الأيتام، واُشْهرت رسمياً عام 1962، وشكلت من قبل موافقة رئاسة مجلس الوزراء وبقرار رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، تضمّ 8 أعضاء من المجتمع الأهلي العاملين في العمل الخيري و3 أعضاء رسميين من الوزارات (وزارة الأوقاف، التربية، الشؤون الاجتماعية والعمل) بهدف تربية الأيتام ورعايتهم.