أخبارصحيفة البعث

مدفيديف: تمسّك الولايات المتحدة وحلفائها بالعقلية الاستعمارية وصل إلى طريق مسدود

موسكو – تقارير:

ليس هناك أفق مطلقاً للعودة إلى العقلية الاستعمارية في عالم اليوم التواق إلى الحرية والانعتاق من هيمنة الغرب على الاقتصاد والسياسة وسائر مجالات الحياة، فالقضايا والتحدّيات التي يشهدها العالم حالياً بحاجة إلى مشاركة الجميع في الحل، وليس صحيحاً أن الاستعمار هو الوسيلة المثلى لحل قضايا التنمية.

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا يتمسّكون بعناد بآراء عفا عليها الزمن، وبالسياسة الاستعمارية الجديدة، ما يهدّد بإيصال الأمور إلى طريق مسدود.

ونقلت وكالة نوفوستي عن مدفيديف قوله في خطاب ألقاه في المؤتمر الدولي لحزب روسيا الموحّدة حول الأمن الدولي في سياق عدم الاستقرار الجيوسياسي: إن دولاً غربية وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة وعدد من شركائها الصغار لا تزال على الرغم من الواقع الحالي تتمسّك بآراء عفا عليها الزمن منذ وقت بعيد، وهي في الواقع الآراء والعقائد السياسية الاستعمارية الجديدة، وترفض في الوقت نفسه أخذ مواقف وإرادة الدول ذات السيادة بعين الاعتبار، وهو طريق مسدود يقود إلى فقدان العديد من القيم التقليدية وإلى عولمة قضايا التنمية الاقتصادية وانتهاك حقوق وحريات المواطنين.

وأضاف: إن إرساء الثقة بين الدول وضمان أمنها وضمان التنمية الثابتة لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق تعزيز النظام العالمي المتعدّد الأقطاب، مشدّداً في هذا الإطار على أن أي دولة لن يكون بإمكانها بمفردها التعاطي ومعالجة قضايا الإمدادات الغذائية والأمن الوبائي والمعلوماتي والاقتصادي، وهذا أمر واضح تماماً اليوم.

وشدّد مدفيديف على ضرورة مواجهة تهديدات الإرهاب ومحاولات التحريض على النزاعات العسكرية.

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التحالف الغربي بقيادة واشنطن يزعزع استقرار العلاقات الدولية في محاولة للحفاظ على هيمنته، بينما تتطلع روسيا ودول أخرى إلى تشكيل نظام عالمي عادل.

ونقلت نوفوستي عن لافروف قوله في رسالة وجّهها للمشاركين في ندوة دولية حول قضايا الأمن العالمي نظّمها حزب روسيا الموحّدة وتلاها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اليوم: “لا يزال الوضع في العالم متوتراً للغاية والسبب الرئيسي يتمثل في المحاولات المستمرة للتحالف الغربي الأمريكي لتفادي الخسارة النهائية لقيادته العالمية على أمل الاستمرار في حل مشكلات تنميته على حساب الأعضاء الآخرين للمجتمع الدولي”.

وأضاف لافروف: إن “المفهوم الاستعماري الجديد للنظام العالمي الذي يروّج له الأمريكيون وحلفاؤهم يتناقض مع مصالح معظم الدول التي تبدي الاهتمام بتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة ويضفي صفة الديمقراطية الحقيقية على العلاقات الدولية”.

وشدّد لافروف على أن “روسيا تنطلق بحزم من حقيقة أن العالم الذي تضمن فيه حرية حقيقية للنماذج السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة يوفر فرصاً أكثر بكثير للتنمية الديناميكية والازدهار”.

وفي شأن آخر، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المزاعم حول تدخل بلادها في الانتخابات الأمريكية لا أساس لها من الصحة.

ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في مقابلة تلفزيونية: “أعتقد أن الحديث عن هذا التدخل من الأمراض الفصلية لدى المسؤولين الأمريكيين الذين لا يملكون أي أدلّة عليه”، معتبرة أنه بات أمراً كلاسيكياً ولا جديد في الموضوع.

وأشارت زاخاروفا إلى أن ما يعطّل مجرى الحياة الأمريكية المعتاد الآن ليس روسيا بل الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتدخّل في مجرى الانتخابات، وبالتالي فهذه قضية سياسية داخلية ويجب أن يبدأ الديمقراطيون والجمهوريون أخيراً بالحديث عن مواضيع تهمّ الناخب الأمريكي، يجب عليهم التوقف عن التلميح والإشارة إلى العامل الخارجي في شخص روسيا.

من جهة ثانية، أكدت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا أن النظام المصرفي في بلادها صمد بشكل جيد في مواجهة الصدمات رغم تعرّضه لضربات العقوبات الغربية، مشيرة إلى أنه ما زال يحتفظ بإمكانية الإقراض وهامش أمان.

ونقلت سبوتنيك عن نابيولينا قولها خلال اجتماع مشترك للجان مجلس الدوما الروسي: إن “العقوبات الغربية غيّرت جغرافية الواردات والصادرات الروسية وكسرت الروابط الاقتصادية الخارجية القديمة وهي تتطلب ظهور روابط جديدة”، مؤكدة أن الاقتصاد يمرّ حالياً بفترة تحوّل هيكلي.

وأوضحت نابيولينا أنه وفقاً لتوقعات البنك المركزي فإن التضخم في روسيا سيبلغ ما بين 12 و13 بالمئة بنهاية العام الحالي، وبحلول نهاية العام المقبل سيتباطأ إلى ما بين 5 و7 بالمئة، وفي المستقبل سيعود إلى المستوى المستهدف وهو 4 بالمئة، مشدّدة على أن “الطريقة الرئيسية لحل مشكلات المدفوعات الاقتصادية الأجنبية هي تعزيز الثقة بالروبل، حيث نرى أنه عند التحوّل إلى العملات الوطنية يولي الشركاء اهتماماً باستقرار الروبل الذي يسهم بدوره في انخفاض التضخم”.