أخبارصحيفة البعث

بن غفير يسير على خُطا شارون

تقرير إخباري:

يسير الصهيوني المتطرّف ايتمار بن غفير “وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي” على خُطا أرييل شارون عندما اقتحم المسجد الأقصى في 28 أيلول 2000، الأمر الذي أدّى إلى انطلاق الانتفاضة الشعبية الثانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي انسحب على أثرها جيش الاحتلال من قطاع غزة عام 2005.

وكان شارون حين أقدم على خطوته الاستفزازية يتزعّم حزب الليكود المعارض آنذاك، وجاء استفزازه لكسب أصوات المتطرّفين الدينيين والفوز برئاسة حكومة كيان الاحتلال، وهو الأمر الذي حصل فيما بعد، ولقمع الانتفاضة أطلق شارون يد جيشه وعصاباته لارتكاب أفظع المجازر وتدمير البنى والمرافق العامة والمنازل الفلسطينية.

واليوم يعود بن غفير، بعد فرض شروطه على زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الجديدة بنيامين نتنياهو وحصوله على ما تسمّى “وزارة الأمن القومي” فيها، لممارسة استفزازاته التي كان يمارسها سابقاً من اقتحام للأقصى وغيرها، كما يسعى أيضاً بفضل السلطات التي يمتلكها إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى ودعم المستوطنين المتطرّفين لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أملاكهم في الضفة الغربية المحتلة بشكل عام وفي القدس بشكل خاص.

وهو ما حذّر منه قادة الصهاينة ووسائل إعلامهم، وأثار تخوّفهم من اشتعال المنطقة وارتداد نتائج ذلك على كيان الاحتلال، واتهموا نتنياهو بعدم السيطرة على أفعال وزرائه، فقد قال عضو الكنيست المعارض أفيغدور ليبرمان: إنّ بن غفير لا يقيم وزناً لنتنياهو مثل كل عناصر الائتلاف المتطرّف الحاكم، وحركة حماس تعلم أن الأخير جبان.

من جانبه أشار عضو الكنيست غلعاد كريف إلى أن اقتحام الأقصى يثبت سلّم أولويات بن غفير، وهي “دفع عقيدة متطرّفة”.

وفي المقابل، أكّد حزب الليكود، أنّه بعد التشاور مع مسؤولي الاحتلال الأمنيين، لم يطلب نتنياهو من بن غفير عدم اقتحام الحرم القدسي، وبناءً عليه، فإن نتنياهو كان يرغب بحصول الاقتحام في محاولة للهروب من وضعه المأزوم داخلياً إلى الأمام، فالملاحقات القضائية بتهم الفساد ما زالت تلاحقه، والمعارضة التي تتهم حكومته بأنها الأكثر تطرّفاً في تاريخ الكيان تحاصره وتتهمه بالضعف مقابل إعطاء المتطرّفين الدينيين “الحريديم” صلاحياتٍ واسعة في الوزارات التي حصلوا عليها.

ورغم كل ذلك، لا يستطيع نتنياهو ولا بن غفير تحمّل تبعات انتفاضة فلسطينية جديدة، وهو ما اتضّح من خلال اقتصار الاقتحام على 13 دقيقة لا أكثر، وحصوله في ساعات الصباح الأولى بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال وعدم السماح للرجال دون الخمسين عاماً من دخول الأقصى في وقت الاقتحام. فالاقتحام كان لهدف دعائي لا أكثر ولا أقل، ونتنياهو يسعى إلى استغلاله لتلميع صورته الداخلية أمام المتطرفين الصهاينة، دون حصول مواجهة مع الشعب الفلسطيني، لن يقوى حتى أعتى المتطرّفين على تحمّل نتائجها، ولهم في شارون عبرة، فهو ذاته من وقّع على اتفاق الهدنة مع فصائل المقاومة وجرّ ذيول الخيبة وانسحب مهزوماً من قطاع غزة.

 

إبراهيم ياسين مرهج