أخبارصحيفة البعث

لن تستطيع واشنطن التنصّل من “السيل الشمالي”

تقرير إخباري:

كثير من الروايات حول تفجيرات السيل الشمالي كان على الإعلام الغربي بتوجيه من الولايات المتحدة نشرها، وذلك لمنع توجيه أصابع الاتهام إلى المسؤولين الأمريكيين بالتورّط في هذا العمل الإرهابي، وخاصة أنهم أشاروا صراحة إلى رفضهم وجود مثل هذا التعاون بين روسيا وأوروبا، ولم يخفوا رغبتهم في التخلّص من هذا المشروع، وبالتالي تعدّ جميع الروايات اللاحقة لتفجير السيل الشمالي محاولة أمريكية بائسة للتغطية على جهود إطلاق تحقيق دولي مهني حول ملابسات هذا العمل، وربّما تكون الاستهدافات الأخيرة التي قام بها نظام كييف لكل من المحطة الكهرومائية ومحطة زابوروجيه محاولة عملية لتثبيت تورّط الجانب الأوكراني بحادثة السيل الشمالي، رغم أن جميع التقديرات أشارت إلى عجز النظام الأوكراني عن القيام بمثل هذه المهمّة لأنه لا يملك التكنولوجيا والأدوات اللازمة لذلك، فضلاً عن أن المنطقة المستهدفة منطقة نفوذ كاملة لحلف شمال الأطلسي الذي أجرى تدريباتٍ بحرية في منطقة الحادث، والأهم من ذلك أن الصحفي الاستقصائي الأمريكي سيمور هيرش أكد أن الاستخبارات الأمريكية ضالعة مباشرة بهذه التفجيرات بناء على معلومات مؤكّدة من مصدر خاص في البيت الأبيض.

وما قاله المستشار الوزاري بالسفارة الروسية لدى الولايات المتحدة أندري ليدينيف، يؤكد أن موسكو واثقة من أن واشنطن تسعى للتغطية على العقبات التي أقامتها لمنع إطلاق تحقيق دولي شفاف على منصّة مجلس الأمن الدولي بخصوص تفجيرات أنابيب السيل الشمالي.

ونقل موقع (آر تي) عن ليدينيف قوله في تصريح: “يتم تقديم معلومات سرية حصرية مفادها أن السلطات الأمريكية كانت على علم مسبّق بخطط أوكرانيا لتقويض أمن الطاقة الأوروبية من حلفاء معينين في أوروبا”، موضحاً أن “سبب كثرة النظريات والبيانات لمجتمع الاستخبارات المحلي الأمريكي هو محاولة التغطية على وعود وتهديدات المسؤولين الأمريكيين بوضع حدّ لخطوط الأنابيب المحلية”.

فالأمريكيون مستمرّون في “إخفاء العقبات التي أقاموها لمنع إطلاق تحقيق دولي شفاف دعت إليه روسيا والصين والبرازيل”، وهذا الأمر طبعاً لن تستسلم له روسيا التي أعلنت مراراً وتكراراً أنها مستمرة في البحث عن الفاعل الحقيقي، ومعاقبة مرتكبي الأعمال الإرهابية وعملائها ضد البنية التحتية الحيوية.

ومن هنا، يمكن القول: إن إعلان نظام كييف عن استهداف المنشآت الحيوية في زابوروجيه وخيرسون وخاركوف، وخاصة ما يتعلّق باستهداف المفاعلات والسدود ومخازن الأمونيا، إنما هو حاجة أمريكية لتحميل نظام كييف المسؤولية عن جميع الأعمال الإرهابية، وبالتالي إدخال استهداف أنابيب السيل الشمالي في السياق ذاته، وتبرئة واشنطن من الضلوع في تنفيذ عمل إرهابي أشار مسؤولوها صراحة إلى أنهم سيقومون به للتخلص من الرابط الأساسي الذي يربط روسيا بأوروبا اقتصادياً.

طلال ياسر الزعبي