الصفحة الاولى

الأب فرانس يعمّد بدمائه تراب الوطن وينضم إلى قافلة شهداء رجال الدين

البعث – تقارير:
أضافت مجموعات الغدر والتكفير أمس جريمة جديدة  إلى سلسلة جرائمها بحق الشعب السوري، وبالتحديد رجال الدين، فاغتالت الأب فرانس فاندر لوخت اليسوعي بحي بستان الديوان في مدينة حمص القديمة، حيث أطلق إرهابيون النار على الأب فرانس في دير الآباء اليسوعيين في الحي المذكور ما أدى إلى استشهاده على الفور.
اغتيال الأب فرانس لم يكن الأول ولن يكون الأخير طالما هناك إرهابيون من أصحاب الفكر الوهابي التكفيري موجودون على أرض سورية الذين لا يريدون لصوت الحق أن يعلو ولا للحقيقة أن تكشف، وفي سبيل تنفيذ مخططاتهم التدميرية للإنسان والحجر لن يتوانوا بارتكاب أبشع المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية ولعل ما حدث في جامع الإيمان في دمشق من ارتكاب مجزرة شنيعة بحق طلاب العلم هو خير دليل على مدى حقد هذه المجموعات التكفيرية وإرهابها، فكلنا يذكر اغتيال شهيد المحراب العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي مع 52 من تلامذته والمصلين.
لقد شهدت سنوات الحرب الثلاث على سورية سلسلة طويلة من عمليات الاغتيال لعلماء الدين الإسلامي والمسيحي الذين استهدفتهم العصابات الإجرامية، بعدما فضحوا بخطبهم وقداديسهم وعظاتهم  ممارسات المنتمين زوراً للإسلام، والتي لا تمت لأي شريعة سماوية بصلة، فالدعوة إلى نبذ العنف والركون إلى الحوار، وقطع الطريق على المخطط الخارجي الساعي لتدمير سورية، بات يؤرقهم ودفعهم إلى اغتيال كل من يخالفهم في الرأي والحجة، والبداية كانت مع الأب باسيليوس نصار كاهن كنيسة مار إلياس الغيور في حماة،  تلاه الشيخ محمد أحمد عوف صادق إمام مسجد أنس بن مالك في دمشق، ثم الشيخ سيد ناصر العلوي إمام حسينية الحوزة العلوية في دمشق، ليلحق به الشيخ عبد القدور جبارة الذي قتل برصاص التكفيريين قرب مقام السيدة زينب في دمشق، وفي أول رمضان الماضي خطف إرهابيو جبهة النصرة الشيخ عبد اللطيف الشامي إمام مسجد آمنة بنت وهب في حلب وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح، وأعدم بطريقة بشعة، كما أقدم مسلحون في حي ركن الدين على اغتيال الشيخ حسن برتاوي خطيب جامع الإمام النووي، والشيخ عبد اللطيف الجميلي خطيب جامع صلاح الدين في الأشرفية بحلب، واغتيال الشيخ عدنان صعب إمام مسجد المحمدي في المزة بدمشق بتفجير عبوة ناسفة في سيارته أمام منزله بحي الزاهرة، وكذلك الأب فادي حداد كاهن كنيسة قطنا للروم الأرثوذكس، الذي اختطف من قبل ميليشيات القاعدة وهو كان يتوسط لدى المسلحين لإطلاق سراح مخطوفين فتم خطفه وقتله، الإرهاب الإخواني – السلفي وجد طريقه إلى الرقة أيضاً، حيث تم قتل الشيخ عبد الله صالح مدير أوقاف الرقة.. الأب فرانس عمّد بدمائه تراب الوطن وانضم إلى قافلة شهداء رجال الدين الذين سيبقون مشاعل نور تضيء الدرب ومنارة يهتدى بها لقادم الزمان.