محليات

ضبط حالتين فقط في خمس سنوات.. والبيروقراطية أبقت إحداهما مفتوحة

جامعة دمشق تصر على تبييض صفحة “الغش والتزوير الامتحاني” السوداء والشبكات تخترق المؤتمت
رغم محاولات رئاسة جامعة دمشق التأكيد في كل مرة، راجعنا مسؤوليها أن صفحة الغش والتزوير الامتحاني شبه بيضاء في ظل الكلام عن عدم تسجيل ضبوط خلال الخمس سنوات الماضية، ما عدا حالتين اثنتين، إلا أن ما تشهده أجواء الامتحانات وأروقة القاعات من ممارسات أبطالها الطلبة ومعهم المراقبون وفي حالات معروفة، وثمة أدلة كثيرة على أن التلاعب قائم وعلى قدم وساق بشهادات الطلبة المرتكبين أنفسهم وبالمتابعة التي تبدو واضحة للعيان عبر حركات واضحة وتغامز وإشارات متفق عليها بين الفاسدين.
في التقصي عن الغش الامتحاني الجامعي لا مكان للمعلومات والبيانات ومحاضر الضبوط، كل ما يمكن جمعه جمل مقتضبة من هذا الموظف أو ذاك، في الوقت الذي تحفل أوساط الطلبة بقصص وحكايا وصفقات يندى لها الجبين تدور كلها في فلك التحايل، وما شهدته جامعة حلب في الدورة الامتحانية السابقة أكبر دليل بضبط شبكة غش معقدة بوسائل تكنولوجية وتقنية متطورة؟!.

قبل ساعة
رغم  ظهور أجهزة للحدّ من حالات  الغش الامتحاني بين الطلاب، كما تقول إدارة الجامعة، إلا أنه من الصعوبة  ضبط تسريب الأجوبة من الأستاذ إلى الطالب ولاسيما أنه من المتعارف عليه أن اعتماد أسئلة الأتمتة تساهم في ضبط عملية تسريب الأسئلة وتكون أكثر دقة، ومع ذلك هناك إحدى الطالبات تحدثت لـ”البعث” عن قيام مدرس المادة بتسريب الأجوبة قبل الامتحان بساعة لأحد المقررات الامتحانية المؤتمتة في جامعة دمشق عن طريق أخذ الرموز للنموذجين للحصول على نسبة  النجاح فقط.
وهنا تأتي توضيحات أمين سر جامعة دمشق عباس صندوق لتؤكد أنه منذ خمسة أعوام لم يتمّ ضبط إلا حالتين فقط، ولم ترد هذا العام أي شكوى بخصوص تسريب الأسئلة، مع الإشارة إلى أن إحدى الحالتين  مازالت مستمرة بالتحقيق من أجل الإنصاف وتجنباً للظلم سواء للطالب أو الدكتور، علماً أن هذه الحالة للنموذج التقليدي، مؤكداً  أن الإجراءات التي تتخذ ضمن الأنظمة والقوانين، فالتحقيق يتمّ من قبل أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الحقوق أو من قبل الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.

الإعلام بالواقعة
أمين سر الجامعة قال إنه في حال لم ترد إلى إدارة الجامعة أي شكوى عن تسريب الأسئلة لا نستطيع المتابعة والتحقيق، ويجب على الطالب في حال وجود هكذا حالات إعلام الإدارة بذلك، لكي يتابع مجلس التأديب القضية ويحيلها للمختصين في القضاء الجزائي. وبيّن أن أكثر حالات الغش التي يتمّ ضبطها هي من قبل الطلاب من خلال التنسيق مع بعضهم بحيث يخرج الطالب بعد نصف ساعة من الامتحان ويحصل على نسخة من ورقة الأسئلة، علماً أنه ممنوع الاحتفاظ بها ليتمّ بعدها تسريب الأجوبة عن طريق سماعات البلوتوث.
ونفى صندوق حالات تسريب أسئلة الأتمتة، داعياً الطلاب في حال حصولها ولم تعلم إدارة الجامعة بها لكي تتم المتابعة والمعالجة، وهذا ما اعتبره البعض مؤشراً على التعتيم والتكتم وغض النظر الذي يمارسه جهاز المراقبة الذي يعتبره جميع الطلبة مخترقاً ومتواطئاً مع حالات فساد وتزوير كثيرة ومتشابكة!!.
قد يكون من المفارقة أن يكون مجلس التأديب خالياً من أضابير رسمية لواقعات متواصلة، ولا تتوقف بين أقطاب العملية الامتحانية، ولكن نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب الدكتور أمجد زينو يؤكد المؤكد ولا جديد بالقول إن حالات الغش عبارة عن إدخال الأجوبة على قصاصات ورقية صغيرة أو استخدام  الموبايل وسماعة البلوتوث أو انتحال الشخصية والإجراءات التي تتخذ في حال انتحال الشخصية والبلوتوث فصل نهائياً من الجامعة، بينما حالة النقل عن القصاصة الورقية يتمّ الفصل دورتين، علماً أنه توجد أجهزة إلكترونية للكشف على أدوات البلوتوث.
دمشق– فداء شاهين