نهاية صامتة لجاسوس معلن… "بندرآل سعود " يسقط بإيحاء أمريكي
البعث – تقارير:
انتهت مهمة رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان، أو أكبر جاسوس في منطقة الشرق الأوسط لأميركا بحسب ما وصفته صحيفة “ذا ديلي بست” الأمريكية أمس بعد أن أعطى راعي البيت الأبيض الإذن للملك السعودي بإعفائه من منصبه، وتعيين مساعده الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي خلفاً له.
“بندر” هو ابن الأمير سلطان بن عبد العزيز وكان من أبرز الوجوه السياسية في السعودية. والدته تدعى “خيزرانة”، هي امرأة إثيوبية سوداء اللون، لذا يعتبر بندر أميراً غير أصيل، لأن أباه قد تزوّج أمه بطريقة سريّة ناتجة عن علاقة غير شرعيّة دون زواج، وأنجبت بندراً الذي يصفه العامة بـ “ابن الحرام” وربما يتطابق هذا النعت تطابقاً لافتاً مع أفعاله وخصاله بالغة السوء.
والده سلطان الذي توفي عام 2011 نكر مراراً حقيقة نجله الذي يلقى معارضة واسعة من قبل أمراء السعودية لأنه من أم غير شرعية، وعلى إثر ذلك تأخر لسنوات حتى اعترف به وذلك قبيل مدة على موته نتيجة الضغوط، ما أدى لاستعار الخلاف بينه وبين معارضيه في العائلة الحاكمة الرافضة لإعطائه أي دور، ولكن نفوذه السياسي والأمني أدى لتثبيته في مكانه، خصوصاً الضغط الأمريكي، حيث يعتبر بندر فتى مدللاً أمريكياً في المملكة، وظل يُعامل على مدار جيل كامل على أساس أنه رجل الرياض في واشنطن، حيث بقي سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة أكثر من 20 عاماً، حتى إن البعض أطلق عليه لقب “بندر بن بوش” بسبب علاقته الوثيقة ببوش وأسرته، وتتداول وسائل الإعلام غالباً الصورة التي تجمعه ببوش، حيث الأخير جالس على أريكة، فيما الأمير السعودي يتكئ على حافتها العليا بطريقة توحي بما لا يمكن قبوله في العلاقات الدبلوماسية.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اهتمت بإقالة رئيس المخابرات السعودية المعزول باعتباره قائد جهود المملكة لتسليح وتمويل الإرهابيين في سورية، في مؤشرات جديدة لعودة السلاسة في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية عقب تفاقم التوترات بشأن بعض الأزمات الشائكة في المنطقة وعلى رأسها النووي الإيراني والأزمة السورية، وفقاً لمستشارين بالعائلة المالكة.
يذكر أن “بندر” كان مسؤولاً من قبل الأسرة المالكة في السعودية عن تقديم الدعم المالي والتسليحي لمجموعات الغدر والتكفير الوهابي التي ارتكبت أبشع الأعمال الإجرامية بحق الشعب السوري، لكن رغم بشاعة أفعالها استطاع السوريون إفشال مخططات آل سعود وربما تكون إقالة بندر مقدمة لسلسة طويلة من التغييرات في المملكة وذلك تنفيذاً لطلبات الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته للسعودية مؤخراً.