خطوات متسارعة لوضع سورية على اللائحة البيضاء للدول المانحة للشهادات البحرية رياح الاستثمار تهبّ على معاهد ودور تأهيل وتدريب كوادر النقل بشراكات دولية
تحاول وزارة النقل تركيز الاهتمام الفني واللوجستي لعملية صياغة هياكل إدارية وتنظيمية تنقلها من ضفة الترهّل إلى ضفة تطوير المهارات واستثمار العنصر البشري بالشكل المأمول، وتبدو الأولوية هنا وفق مؤشرات واضحة للاهتمام بالتعليم المهني والتقني من خلال إعادة هيكلة مديرية التدريب والتأهيل وتسميتها مديرية التعليم المهني والتقني لتصبح قادرة على متابعة وتنظيم عمل المعاهد والمدارس التابعة، والهدف كما تقول مصادر الوزارة المواءمة بين سوق العمل ومتطلبات المرحلة ما ينعكس إيجاباً على الدور المأمول لهذا القطاع في رفد الاقتصاد كمساهم بشكل فعال في خطط التنمية والبناء وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار.
فقدان حواضن
ولأن “النقل” نفسها فقدت بعض الحواضن التعليمية عندما كان المعهد التقاني للنقل البحري بطرطوس يتبع لها وأصبح تابعاً لوزارة التعليم العالي، تجري الوزارة وبناء على مطالبات طلابية دراسة إعادة هذا المعهد إلى النقل للإشراف عليه كما كان سابقاً، ولاسيما بعد أن تمت إعادة هيكلة مدرسة النقل البحري باللاذقية وفق المعايير والمتطلبات البحرية الدولية وبعد الخطوات المتسارعة لوضع سورية على اللائحة البيضاء للدول المانحة للشهادات البحرية.
وحسب المعطيات التي تقدّمها وزارة النقل فإن مديرية التدريب والتأهيل تقوم بإعداد العاملين في المجالات (الإدارية- المعلوماتية – الفنية اللغوية) ومساعدتهم على ممارسة أعمالهم والارتقاء بمستوى الأداء وتكوين أطر بشرية كفؤة لمواجهة المهام والأعباء الجديدة وإكساب العاملين المهارات والمعارف لتتلاءم مع تلك المهام والأعباء، كما تم إدراج مشروع التدريب والتأهيل في الاعتمادات الاستثمارية للخطة الخمسية العاشرة حيث تم تخصيص بند التدريب بنسبة 3% من الاعتمادات الجارية وهذه الكتلة النقدية المخصصة للتدريب تعتبر كافية لتنفيذ خطة التدريب.
دستة دورات
وبغية النهوض بالموارد البشرية وافت الوزارة هيئة التخطيط والتعاون الدولي بحاجتها من الدورات والنشاطات التدريبية في المجالات التقنية والفنية لتأمينها على نفقة الجانب الهندي من خلال برنامج التعاون السوري والهندي itec، وكذلك في مجال الإعمار والتعافي المبكر بالتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية للاستفادة من خبرتها في هذه المجالات بعد أن تمت إعادة هيكلة مديرية التدريب والتأهيل.
وبالنسبة لمدرستي النقل البري والجوي أنهت اللجان المختصة أعمالها من ناحية وضع دراسة لتطوير هاتين المدرستين وجعلهما أيضاً أنموذجيتين وإضافة اختصاصات جديدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل وتكون كفيلة بتأهيل كوادر قادرة على العمل بمستوى علمي ومهني.
مدارس نموذجية
من جهة أخرى يتم العمل حالياً بالتعاون مع وزارة التربية وغرفة الملاحة البحرية والجهات المعنية لإحداث مدرسة جديدة للنقل البحري بطرطوس ملبية لحاجات شركات المرافئ وخاصة العمل على الروافع وعمليات الشحن والتفريغ وخدمات العائمات البحرية /مناولة بضائع – تشغيل – كهرباء تحكم آلي…الخ/.
ويتم حالياً العمل على تطوير هذه المدارس وتحويلها إلى مدارس أنموذجية تخصصية تخدم قطاع النقل البري – الجوي –البحري بشكل فعلي، فتم بداية إعادة تطوير وتأهيل مدرسة النقل البحري باللاذقية، وقبول الطلاب في الصف الأول الثانوي بعلامات فاقت حدّ القبول في الثانويات العامة، وقد اشترطت الوزارة للدخول في مفاضلة القبول أن يكون الطالب حاصلاً على مجموع لا يقل عن 65% من العلامة العظمى في الشهادة الثانوية، وأن يحقق الطالب المقبول للدراسة فيها المعايير الصحية المعتمدة في الاتفاقية الدولية للتدريب والتأهيل البحري STCW والمعتمدة محلياً بقرار من المديرية العامة للموانئ، حيث يكون الصف الأول الثانوي عاماً للجميع.
دمشق – كنانة علي