الرفيق يوسف أحمد لـ«البعث»: ترشيح الرفيق القائد بشار الأسد دليل انتصار الدولة السورية > دور الـحـزب الـقيـادي مـطـلب شــعبي وتــاريخــي قـبـل أن يـكــون مطلبـاً حـزبيــاً > الجيش العربي السوري يقدم الدم بلا حساب دفاعاً عن سورية وحريتها ومستقبلها
دمشق- عمرالمقداد:
قال الرفيق يوسف أحمد عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التنظيم القطري: إن الرفيق الأمين القطري للحزب الرئيس بشار الأسد هو بكل المعاني والدلالات مرشح الحزب والشعب والجيش والوطن والأمة وكل شرفاء العالم. وأكد أحمد في حوار مع “البعث ” بمناسبة الاستحقاق الوطني أن ترشيح الرفيق القائد بشار الأسد يشكّل حالة تحدٍ وعبور نحو الانتصار، وهو تأكيد على استمرار عمل مؤسسات الدولة، لأنه بشخصه رمز الدولة السورية الوطنية.
وحول دور الحزب في إنجاز الاستحقاق قال الرفيق أحمد إن الحزب يعمل على تحضير سورية لدخول عالم جديد من خلال إقامة انتخابات تعددية مباشرة. وثمّن رئيس مكتب التنظيم تجربة الجبهة الوطنية التقدمية الرائدة، مؤكداً أن الحزب يعمل جاداً لبناء تجربة جديدة تستوعب جميع الأحزاب والحركات الوطنية في سورية، وموضحاً أن الديمقراطية عملة واحدة ذات وجهين سياسي واجتماعي وبغير الوجهين معاً تصبح عملة زائفة. وقال أحمد إن الجيش العربي السوري يملأ ساحات النضال كلها ببطولاته الباهرة، ويقدم الدم بلا حساب مدافعاً عن سورية وحريتها ووجودها ومستقبلها. فيما يلي نص الحوار:
< هلا تحدثتم لنا عن دور الحزب ومؤسساته في إنجاز الاستحقاق الوطني الذي يشكّل تجربة جديدة في الحياة السياسية السورية؟.
<< لقد كانت عودة حزب البعث العربي الاشتراكي إلى دوره القيادي في المجتمع العربي السوري، مطلباً شعبياً، وتاريخياً قبل أن يكون مطلباً حزبياً، ليقوم بهذا الدور الذي ظل هائماً طوال فترة الأزمة، حتى جاء الاجتماع الموسع للجنة المركزية في آب 2013 الذي أجرى الدراسة المطلوبة، والمعالجة التي أتت بقيادة قطرية جديدة درست الواقع القائم، وتعاملت مع معطياته، ومتغيراته، ونسجت خطة عملها من هموم، وأحلام البعثيين، وبدأت بتفجير الطاقات المكبوتة لدى الرفاق الذين سارعوا لتلبية نداء القيادة، وتمثّل روح التغيير الذي مثّلته.
بدأت القيادة، منذ يومها الأول، تواجه الظروف التي تعيشها سورية خلال الأزمة، وتتعامل بشكل ديناميكي مع الأحداث المتلاحقة. ولم تكن حركة القيادة مجرد ردود أفعال على الواقع الذي شكّلت في خضمه، ولم تكن في الوقت نفسه تملك نظرية جديدة تقاس حركة الأحداث في البلد على حدودها وزواياها، إنما كانت عملاً جاداً يتعامل مع الوضع الجديد، وظروفه، وآمال مناضلي البعث، وهذا كان منطلق نجاحها في عملها.
إن لحزب البعث العربي الاشتراكي محورين: محور عقائدي ينمو مع تصاعد الصراع، ويتسلح به ضد كل محاولات الردة، والثورة المضادة، ومحور عملي يعتمد على التجربة لاختبار النظرية، وإثرائها من خلال الممارسة النضالية، وللحزب بهذا المعنى تجربة غنية ذات خصوصية وطنية وقومية فريدة تقوم على:
أولاً- دور الجيش العربي السوري كطليعة ثورية، فهذا الجيش الذي انتفض واقفاً منذ اليوم الأول لهذه الحرب الكونية، يملأ ساحات النضال كلها ببطولات باهرة يدافع بشجاعة نادرة عن سورية، وعن حريتها، وعن وجودها، ومستقبلها، يقدم الدم بلا حساب، ويخترق الحواجز، والأسوار ليمارس دوره في صنع مستقبل سورية، وفي تشكيل هذا المستقبل وفق أماني وأهداف الحزب.
ثانياً- صيغة التحالف المتمثلة بالوحدة الوطنية.
ثالثاً- أسلوب محدد لتصفية التناقضات الاجتماعية يتمثل في حوار ديمقراطي بين جميع القوى الوطنية في سورية.
رابعاً- التحالف بين الثورة الوطنية، والثورة الاجتماعية.
خامساً- قومية الاشتراكية، واشتراكية القومية.
أما عن دور الحزب في إنجاز الاستحقاق الوطني، فقد عمل من خلال قيادته والمؤسسات الجديدة التي شكّلها من قيادات فروع، وشعب، وفرق، إلى تحضير سورية للدخول إلى عالم جديد من خلال إقامة انتخابات تعددية مباشرة، مؤسسة لمرحلة من التطور الحديث القائم على أساسين:
أولهما الأمانة في مراجعة مسيرة الماضي، وما صنعته، وأضافته رؤاها في عصرها وزمانها. وثانيهما بحث الضرورات المتغيرة التي لا تنفع فيها الرؤى السابقة، ثم مباشرة التجديد.
< كيف تنظرون في الحزب إلى ترشيح الرفيق الأمين القطري لمنصب رئيس الجمهورية؟ وهل ترون فيه مرشّح الحزب، أم مرشّح الوطن؟.
<< إننا في الحزب نعتبر أن ترشيح الرفيق الأمين القطري لمنصب رئيس الجمهورية، يحدد قوانين التغير والتطور في المجتمع السوري، ويجيب عن الأسئلة التي يطرحها واقع المنطقة الإقليمي، وانعكاساته الدولية.
إن ترشيح الرفيق القائد بشار الأسد يشكّل حالة تحدٍ وعبور نحو الانتصار، وهو تأكيد على استمرار عمل مؤسسات الدولة، لأنه بشخصه رمز الدولة السورية الوطنية التي تتعرض لعملية تدمير ممنهجة، وهو المستهدف الأساس من هذه الحرب الكونية.
– الرفيق الأسد هو الضمانة الحقيقية، والوحيدة للأمن والاستقرار في سورية، فدونه لن تبقى سورية التي نعرفها، ونعيشها، ونناضل من أجل أمنها، واستقرارها، ووحدتها.
– إن انتصار الرفيق القائد بشار الأسد في هذه المعركة الانتخابية هو رسم لخريطة جيوسياسية جديدة على ساحة المنطقة، تضيف للفكر الثوري في العالم، وتطرح أمام دوله أنموذجاً جديداً.
– إن ترشيح الرفيق القائد هو دليل انتصار للدولة السورية، فالمنتصر عادة هو الذي يترشّح لقيادة بلده.
– إن ترشيح الرفيق الأسد يعني أن التحالف الذي نسجه على المستوى الإقليمي، وعلى المستوى الدولي، يعيد التوازن إلى العلاقات الدولية في العالم، وبهذا تصبح سورية نقطة الارتكاز في النظام العالمي الجديد الذي هو في طور التشكّل.
– كذلك فإن ترشيح الرفيق الأسد هو تكريس للدور النضالي الهام للجيش العربي السوري الباسل، وتكريم لأرواح ودماء شهدائه الأبرار.
أما سؤالك: هل الرفيق الأسد مرشّح الحزب، أم مرشّح الوطن، فإننا ونحن نستقبل مرحلة دستورية جديدة تحمل في إهابها آمالاً عريضة بحجم نظام التقدم والكبرياء الذي صنع كل إنجازاته القائد المناضل بشار الأسد، الرجل الذي جسّد الكبرياء العربي في لحظة خاطفة من عمر التاريخ، الرجل الذي أضحت رموز معاركه أثمن منجزات النضال العربي.
لذلك يصبح ترشيحه استجابة لكل متطلبات النضال الوطنية والقومية والتعامل معها، وقبول تحدياتها، وصراعاتها، والتفاعل مع أحلامها وطموحاتها في مرحلة جديدة تتسع لطموحات كل الناس، ولمشاركة كل الناس في الوقت ذاته.
وحزب البعث العربي الاشتراكي عندما يقدم للوطن والأمة قائداً بهذا الحجم، إنما يستجيب لنداء البعث والأمة، ويمارس تقليداً عريقاً من تقاليده في انسجام تام مع التزامه الوطني، والقومي، والإنساني حيال سورية، ومستقبل أبنائها. وتأسيساً على كل هذا، فإن الرفيق الأمين القطري للحزب الرئيس بشار الأسد، وبكل المعاني، والدلالات هو مرشّح الحزب، والشعب، والجيش، والأمة، والوطن، وكل شرفاء العالم.
< كونكم عضو قيادة مركزية للجبهة الوطنية التقدمية، ما هي أبرز معالم التطور في علاقة الحزب بالأحزاب الوطنية، قديمها وجديدها؟ وكيف تنظرون إلى مستقبل الحياة الحزبية التعددية في سورية بعد الاستحقاق الوطني؟.
<< إن تجربة الجبهة الوطنية التقدمية تجربة رائدة في العمل السياسي، وكأي تجربة فإن لها من الخطأ ما ينتج عن هذا القدر الهائل من الإنجاز، ولها من الصواب ما كان وسيكون دائماً جديراً بتقدير التاريخ.
اليوم في سورية أحزاب جديدة غير منضوية في إطار الجبهة، ونحن في حزب البعث نعمل جادين لبناء تجربة جديدة تستوعب جميع الأحزاب والحركات الوطنية في سورية، تجربة فاعلة متفاعلة، فاختلاف التصورات يفيد في البحث عن الحقيقة، وهناك عوامل حاكمة في التطور الإنساني مهما تغيرت العصور، ومهما بلغ بعد وعمق تقلباتها، ونحن باستمرار بحاجة إلى صياغة رؤانا ومواقفنا في صيغ تحالف وطني يعود بالخير على جموع الشعب السوري.
الديمقراطية عملة واحدة ذات وجهين: سياسي، واجتماعي، وبغير الوجهين معاً تصبح عملة زائفة لا سعر لها ولا قوة، لذلك نحن إزاء منظومة من الأفكار، والوقائع، والتوجهات، هي في حقيقتها امتحان لرؤانا، واختبار لإرادتنا في التعامل مع مستجدات العمل السياسي في المجتمع السوري، والتفاعل مع ظروفه الإقليمية، والدولية، وهي في الوقت ذاته شكل من أشكال التحدي للفكر السياسي الذي تتطلب منه الأحداث تصوراً واضحاً، ورؤية شاملة، ومنطلقاً وطنياً جامعاً، يجعل مستقبل الحياة الحزبية التعددية في سورية في مستوى المرحلة الراهنة لمجرى الأحداث، وبما يحقق الأهداف المباشرة لهذه التجربة التي تستجيب لأقصى ما في توجهات الشعب السوري من آمال معقودة على هذه التجربة.
< ما هي الأهمية القومية للاستحقاق الوطني، لاسيما أن حزبنا حزب قومي يمتلك حضوراً مهماً على امتداد الجغرافيا العربية؟.
<< لقد تمكّن حزب البعث العربي الاشتراكي تاريخياً من تنبيه الشعب العربي إلى مكانته، ودوره وسط أمته، وقد تحدت تجربة الرئيس القائد بشار الأسد في الاستقلال الوطني، والتنمية الشاملة، ومصالح أوسع الجماهير، ودفاعه عن القضية العربية كحقيقة مركزية، مؤكدة اهتمامات الشارع العربي.
إن تقدير هذا الدور وإبقاءه ملهماً محفّزاً هو الذي دفع بالعرب الذين يشغلهم ويلح عليهم مستقبل الأمة إلى التعلّق بهذه التجربة الوطنية السورية التي استطاعت منفردة أن تقف في وجه أعتى عدوان تقوم به أمريكا، وإسرائيل، وحلفاؤهما من الرجعية العربية، مدعومين بأكثر من مئة دولة في العالم إلى التأثر بهذه التجربة بكل ما تعنيه في الضمير والوجدان العربي، وما يومىء، ويشير إليه من اهتمامات، ومطالب للعرب لتكون منها تذكرة حية متجسدة تعطي لمحة ضوء، أو ومضة رجاء تشير إلى يقظة الأمل، وصلابة العزم، وتواصل مسيرة الأجيال العربية على طريق المستقبل.
فانتصار هذه التجربة السورية في قدرتها على المجابهة العسكرية، وإصرارها على تطوير مؤسساتها، والانتقال بها إلى صيغة أكثر تطوراً في العمل السياسي، بما هو انعكاس لاستمرار إرادتها في تحدي كل استسلام أو إحباط، ولاستمرار مجابهة كل الصعاب والمحن، ولاستمرار التمسك ببناء بلدها بكل المقومات الريادية، وفي تميّزها عن كل ما هو قائم في الأرض العربية، يجعلها دائماً محط أنظار كل شرفاء العرب، ومحط أملهم، باعتبارها كوة يستشرقون منها ضوء شمس ملقى على مستقبلهم المأمول.