ذروة مضاعفــة وتقنيــن غيــر منصــف؟!
التقنين المسائي الذي تضاعفت مدته في بعض الأحياء التي تتجاور مع مناطق لاتنقطع عنها الكهرباء نهائياً، يكشف أن علاج نقص الكهرباء والاعتداء على الشبكة ومايتعرّض له هذا القطاع من ضغط لم يخرجه من إطار البرنامج المحدود النظرة بأن توفير الكهرباء يتمّ من خلال زيادة ساعات التقنين خاصة المسائية.
وفي مراجعة برامج حياة المواطن نعلم أن استخدام الكهرباء مساء يقتصر على الإنارة والكمبيوتر والتلفزيون، وزيادة ساعات التقنين تساهم في رفع ذروة الكهرباء المحدّد في كل منطقة خلال النهار ويتسبّب في أعطال بسبب الحمولات الزائدة، حيث يتمّ استخدام الكهرباء للأعمال المنزلية بوقت واحد في منطقة واحدة، فتزداد أعباء الأعطال من خلال ارتفاع رقم الاستجرار فوق الحدّ المسموح أضعافاً مضاعفة.
والمؤسفُ ذلك الغياب شبه التام للتنسيق بين الإدارات الخدمية، فتقطع الكهرباء مع ضخ المياه، وتعود أثناء قطعها ويتسبّب ذلك بصعوبة الحصول على المياه وملء خزانات الاستخدام المنزلي التي تعتمد على ضخ الكهرباء، فلماذا لاينظر إلى هذا الجانب بعين الاهتمام الفعلية ويتمّ وضع برامج تقنين وفق أسس مدروسة وأولويات تعني المؤسّسات والموطنين على حدّ سواء، لأن غياب التنسيق ينعكس على بنية المشاريع المتعلّقة بالخدمات الأساسية وأولها الماء والكهرباء، واستمرار التقنين في الوقت الذي تتوفر فيه الخدمات الأخرى ينعكس سلباً باستجرار كبير عند وصول التيار، وهكذا تكبر الأخطاء ويصبح للتقنين دور مختلف معاكس للهدف الذي تمّ وضعه من أجله.
دمشق – ابتسام المغربي