صحيفة البعثمحليات

صار عنّا باكسي!!

 

لم يتفاعل الشارع السوري كما كان متوقعاً مع الدراجات الكهربائية  “الباكسي” ذات الثلاث عجلات، المعدة لنقل الركاب وخاصة في الأحياء ذات الشوارع أو الأزقة الضيقة، كما في مدينة دمشق القديمة، والأمر لم يتعدَّ حدود الإعجاب بشكلها ومحاولة التقاط صورة تذكارية بجانبها، منذ شوهدت بدمشق لأول مرة في الشهر الأول من هذا العام؟!

لا شك أن وجود وسائل نقل صديقة للبيئة أمر جيد، عملنا عليه بخجل خلال سنوات خلت، لكن لم نصل إلى نتيجة، رغم الخطورة المتزايدة للوضع البيئي، حيث وصلت نسب تلوث الهواء في مدننا الكبرى إلى درجة مخيفة جداً نتيجة ما تفرزه عوادم المركبات من سموم خطرة على الهواء والماء، وحتى جوف الأرض، وكثيراً ما أثار وأشار الإعلام الوطني إلى ذلك، لكنه لم يلقَ إلا الوعود الخلبية!

إن فكرة “الباكسي” ليست سيئة، بل على العكس مشجعة ويمكن دراستها، في ظل تكدّس السيارات الخاصة منها والعامة على امتداد شوارعنا، ولكن بشرط أن تتوفر فيها عوامل الأمان، وأن تخصص لها ممرات خاصة، وكذلك مواقف، حتى لا تساهم في زيادة حوادث السير والزحمة المرورية التي باتت مشكلة “عويصة” في شوارعنا في فترات الصباح وما بعد الظهر في ظل عدم التقيّد بأنظمة المرور، وكأنها باتت عبئاً على المارة وأصحاب المركبات!

بالمختصر، لا مكان للوافد الجديد – جميل الشكل- لشوارعنا إن لم نقم بتأهيل البنية المرورية اللازمة التي تحتاج إلى دراسات هندسية مرورية متطورة تتناسب مع تزايد عدد المركبات، فشوارعنا بالكأد تستوعب الأسطول الحالي من السيارات المتعددة الماركات والأحجام، سواء أثناء السير، أو التوقف، وهنا الطامة الكبرى، فالأرصفة تحولت إلى مواقف خاصة، وبعضها احتلته البسطات الكبيرة والصغيرة، عدا عن غياب ثقافة احترام أبسط قواعد المرور من قبل السائقين وحتى المشاة، فكيف “للباكسي أن تنافس التاكسي” في ظل هكذا واقع مروري؟!

لسنا ضد الفكرة، ولكنها تحتاج لمقومات نجاح داخل شوارع مدننا الرئيسية غير متوفرة الآن، ولعل المطبات والحفر الدائمة خير دليل!!

غسان فطوم

ghassanfatom@gmail.com