دراساتصحيفة البعث

تطوير البعث بالتبني وليس بالتمني!

يونس خلف 

من حق المرشح أن يشارك في سباق الوصول إلى أكبر عدد من الأصوات، ومن واجبه أن يصل أو يتواصل مع كل ناخب للتعريف بنفسه والإعلان عن ترشيحه، والتمني بأن يكون من بين خيارات الناخب، وأيضا من الطبيعي أن يبالغ في أفكاره وتصوراته وقدرته على تطوير الأداء وتحقيق التطلعات المأمولة من كل البعثيين فيما يتعلق بآليات العمل والأداء.

لكن الحد الأدنى الذي يجب أن يعرفه الناخب هو ما هي هذه الأفكار والرؤى، وكيف يمكن أن يبني الناخب خياره إذا لم يلمس مؤشرات على ذلك، وما هي العناوين الرئيسية لرؤية الرفيق الذي سيذهب إلى اللجنة المركزية.

حتى الآن نسمع ونرى حراكاً عاما لا يتجاوز التعارف وبناء علاقات جديدة لم تكن موجودة سابقاً، ويبدو السؤال المهم هنا: لماذا لم تكن مثل هذه العلاقات موجودة قبل الانتخابات ومن دون انتخابات؟ لماذا لا تكون ضمن آليات العمل لتبادل الآراء والتعرف على المبادرات الموجودة في مؤسسات حزبية معينة وغير موجودة في غيرها؟

قضايا كثيرة يمكن أن تجمع الرفاق من كل مكان وفي أي وقت ويكون مثل هذا الحراك ضمن منهجية وبرامج العمل الحزبي ولعلنا نستذكر هنا الحراك الفكري والسياسي والتنظيمي الذي جرى خلال المؤتمر القطري العاشر، واستكمال الكثير من القضايا والتوجهات والافكار التطويرية، وتجديد آلية خطاب الحزب وعلاقة الحزب بالسلطة. لاسيما أن ثمة من يرى أن المأمول من الحزب دور أكثر فاعلية على صعيد الوضع الداخلي، ولابد من العمل بشكل افضل أيضاً على الصعيد الحزبي والحكومي، وعلى صعيد المجتمع لمعالجة بعض القضايا، والإسهام في تجاوزها، وهذا يقودنا إلى سؤال يرتبط بنفس السياق وهو: إلى أي مدى يسهم الحزب في قضايا التنمية والادارة والمجتمع؟ وأيضاً أهمية النقد في تجديد الحياة الحزبية ضمن إطار تنظيمي وثقافي واجتماعي يحقق تطلعات الجميع.

خلاصة القول: إن هذا الحراك الانتخابي الإستثنائي في تاريخ الحزب حقق أهدافاً بالجملة بغض النظر عن النتائج، لكن المهم أن تترسخ حقائق لا بد منها لتقوية الحزب، وفي مقدمتها أن قواعد الحزب هي صاحبة المبادرة في كل عمل حزبي، وأن استعادة المبادئ بالتبني لا بالتمنّي وصولاً إلى إعادة بناء الحزب على أسس جديدة تتوافق مع متطلبات الواقع وتحولاته، حيث تتطلب المرحلة القادمة العمل الجاد لإجراء نقلة نوعية في الاتجاه الإيجابي للعمل الحزبي بعد أن أصابه الوهن، ابتداءً من البنية التنظيمية للحزب وصولاً للنظرية الفكرية التي شابها الكثير من المفاهيم الخاطئة خلال التاريخ النضالي للبعث، مروراً بتقييم واقعي وموضوعي للقيادات العاملة وللنهج الاقتصادي والثقافي المعتمد وإجراء عملية نقد علمي للممارسة العملية لتطبيق البرامج الواردة في المنهاج الحزبي.