اقتصاد

نقطة ساخنة أولى خطوات النجاح

نعتقد أن خطوة الحكومة بإقرار مشروع قانون تشكيل المجلس الوطني الأعلى للصناعة، يندرج في إطار تسديد الخطى الصناعية بالاتجاه الصحيح، بعد أن عانت الصناعة ما عانت عبر عقود خلت.
وقد اعترف وزير الصناعة على منبر إحدى الفعاليات الاقتصادية الأخيرة بسوء التخطيط في المجال الصناعي خلال الحقبة المنصرمة، إذ وقعت الصناعة السورية ضحية أخطاء الحكومات المتعاقبة، ولم تبد هذه الأخطاء واضحة وجلية بسبب الوضع الأمني المستقر السائد خلال أربعين عاماً مضت، حيث لم يتم مراعاة تواجد الموارد الطبيعية المحلية المتوفرة عند إنشاء المعامل، فكان هناك بعد جغرافي كبير بين مكان تواجد المعامل، وأماكن تواجد تلك الموارد، كان النقل يتم بسهولة ويسر، ولم تشكل مسألة البعد أية مشكلة باستثناء زيادة بعض التكاليف.
يعول الكثير على هذا المجلس الذي سيتولى وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات الصناعية وإعادة هيكلة القطاع الصناعي وتحديد نقاط القوة والضعف وإقرار الخارطة الاستثمارية الصناعية وتفعيل مبدأ التشاركية والتكاملية مع القطاع الخاص.
فصناعتنا الوطنية انحدرت إلى أدنى مستوى لها خلال الأزمة الراهنة وباتت بحاجة إلى ربان ماهر يستطيع قيادتها إلى بر الأمان، عبر التخطيط لإنشاء عناقيد صناعية بما تحمل من تكامل في الصناعة الواحدة من شأنه تخفيض كلف الإنتاج وتحسين النوعية واستقدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة، والأخذ بيد المشاريع الصناعية الصغيرة خاصة تلك العاملة في الظل التي بحاجة إلى تنظيم وارتقاء بمنتجاتها.
ولعل ما يدار في أروقة وزارة الصناعة حول المجلس ينبئ بتباشير كفيلة برفع سوية قطاعنا الصناعي، كون المجلس سيرعى شؤون الصناعة ويعنى بتحديد المشاريع ذات الأولوية والتي تندرج في الاستراتيجية الثابتة للصناعية والتي يعتبر إقرارها من أولويات عمل المجلس لتطوير واقع القطاع العام الصناعي على المدى المتوسط والطويل، مع الإشارة إلى أن هذه الاستراتيجية قابلة للتطوير والتعديل والتغيير وفق ما يراه الخبراء المشاركون بتدقيقها، وستعرض هذه الاستراتيجية على الحكومة بعد استكمال تدقيقها من كافة الجوانب.
نأمل أن يكون المجلس الوطني لصناعتنا بادرة خير، وتكفيراً عما لحق  بهذا القطاع من انتكاسات وارتكاسات حالت دون ارتقائها لمصافي الصناعات الإقليمية والعالمية، وعفى الله عما مضى عسى أن تحمل قادمات الأيام ما يعوض ما فات الصناعة والصناعيين، وإن غداً لناظره قريب.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com