“في مهب الأفق” محاولة لرصد الأزمة السورية وتداعياتها
في مهب الأفق هي المجموعة القصصية الأولى للقاصة آمال شلهوب التي اختارت الأزمة السورية موضوعاً لمجموعتها، محاولة من خلال قصصها المتعددة أن ترصد بعمق معطيات وتداعيات الأزمة وأثرها على الناس، هذه المجموعة وضعت مؤخراً على طاولة النقد في مقر الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
في البداية اعتبرت الإعلامية فاتن دعبول أن الأزمة التي مرت بها سورية كانت تربة خصبة للكثير من الكتاب ليغوصوا في أحداثها ويفندوا في تفاصيلها، كل وفق رؤيته، والقاصة آمال شلهوب في مجموعتها “في مهب الأفق” ترصد تداعيات الأزمة وانعكاساتها على مناحي الحياة كافة، وخصوصاً ما يتعلق بالجرائم التي ارتكبت بحق الآمنين من الناس في عقر دارهم وتهجيرهم من بيوتهم حتى باتت الأسرة الواحدة مبعثرة مشتتة بين ديار لا يعرفونها وأناس لا يأنسونها وبين شهيد انضم إلى قافلة من سبقه إلى عالم الخلود، ناهيك عن تبعات تلك الأزمة على نفوس البشر. وترى دعبول أن المتتبع للمجموعة يجد أن الألم والحزن هو قاسمها المشترك على وطن هو الأغلى، فهي تنتقل من قصة لأخرى، تتجول معها تارة بين أنقاض ما خلّفه القتلة من دمار وخراب، وتارة مع أحلام باتت مؤجلة إلى حين، وتارة أخرى بين أرجاء هذا الوطن الذي يأبى إلا أن يظل شامخاً، هي صور ومشاعر خبرتها الكاتبة وبدت كأنها توثق لنا مرحلة عصيبة عاشتها البلاد بأسلوب هو أقرب لسرد الحكايات التي تشدنا إلى تفاصيلها التي نعيش أحداثها وتؤلمنا الجراح التي مازالت تنزف، وأشارت دعبول إلى أن المجموعة بحاجة إلى بعض التدقيق اللغوي لأن فيها بعض الأخطاء الإملائية. وفي الختام أكدت على الحس الأنثوي الشفاف الذي ترجمته الكاتبة في عباراتها المنتقاة بعناية فكانت تبحث عن المفردة المعبرة المناسبة وتسكب عليها من روحها لتصل إلى القارئ مع فيض من المشاعر.
لغة شعرية تميل إلى الرمز
بدوره اعتبر الناقد سليمان السلمان أن القاصة شلهوب تجيب في مجموعتها القصصية على أسئلة الحياة في صورة إبداع فكري يجتاز المدى، وتتصف قصصها بعمق الفكرة ضمن حدث موجز نسجته لغة شعرية تميل إلى الرمز غالباً، وهو متحد بفكر الأديبة وذاتيتها الخاصة وبطريقة تجريبية تمتاز باتحاد الحدث بفكرته في عمق فلسفي جمالي.
لم تجد اللغة المناسبة
أما رأي الشاعر خالد أبو خالد فقد كان مخالفاً لما طرحه السلمان فقد رأى أبو خالد أن القاصة لم تبذل جهداً في إيجاد اللغة المناسبة التي تكون حاملاً للقصة لأن اللغة هي الأساس، معتبراً أن في لغتها الكثير من الاتباعية والتقليد وليس فيها إضافة، لذلك طالبها أبو خالد كي تكتمل تجربتها بالطريقة المناسبة أن تؤكد على الحامل اللغوي، معتبراً أن القصة بحاجة إلى اللغة الشعرية التي تعتبر حاملاً مؤثراً وقوياً شريطة أن يتعامل معها القاص بحذر فلا تتحول قصته إلى قصيدة، وأكد أبو خالد أن الملاحظات التي ذكرت لا تنفي أننا أمام موهبة مهمة.
الغوص في عمق الأزمة
كما قدم الناقد عماد فياض رأياً نقدياً، معتبراً أن المجموعة تغوص بعمق في الأزمة السورية، مؤكداً أنه يتفق بالرأي مع النقاد الذين أجمعوا على التكثيف والرمز لدى القاصة، كذلك ضرورة أن تقرأ لنستطيع تفكيك هذه الرموز والكثافة.
جلال نديم صالح