الصفحة الاولىمن الاولى

مظاهرات الغضب تعمّ تركيا احتجاجاً على مقتل مئات العمال: "الجزّار أردوغان" يتحمّل المسؤولية.. وعليه الاستقالة فوراً

التهب الشارع التركي أمس بنار أشد من نار الانفجار الضخم الذي اندلع في منجم الفحم بمحافظة مانيسا غرب البلاد، صاباً جام غضبه على الإهمال الذي تبديه حكومة أردوغان تجاه أوضاع عمال المناجم وظروف العمل فيها، فالمأساة التي حلت على الشعب التركي وكانت حصيلتها الأولية 231  قتيلاً من عمال المنجم، جعلت ساحات تركيا تغص بالمظاهرات المنددة بإهمال حكومة أردوغان، كما عبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا عن غضبهم واحتجاجهم الشديدين بسبب هذه الكارثة وتعامل حكومة أردوغان المتقاعس حيالها.
وحمّلت أحزاب وفعاليات نقابية وصحفية تركية حكومة أردوغان مسؤولية الحادث، منتقدين رفض نواب الحزب الحاكم لاقتراحات تقدّمت بها في السابق أحزاب أخرى بخصوص أحوال المناجم والعمال فيها بحجة أن الدولة التركية قوية ولا حاجة لتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع.
وقال اوزكور اوزل النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض: إن حزبه قدم في وقت سابق مذكرة برلمانية بدعم من حزب الحركة القومية وحزب السلام والديمقراطية لبحث الوضع في مناجم الفحم في منطقة سوما ومدينة مانيسا التي وقع فيها حادث الانفجار إلا أن حكومة أردوغان رفضت هذه المذكرة قبل 20 يوماً، وأكد أن سبب حدوث الكوارث في مناجم الفحم يعود إلى إهمال الشركات المستثمرة واستخدام تكنولوجيا قديمة وتجاهل أمن العمال والعمل إضافة إلى تأجير الدولة مناجم الفحم للشركات الخاصة التي تهمل أمن العمال والعمل بهدف تحقيق الربح، وقال: إن نواب في مدينة مانيسا ملوا المشاركة في مراسم تشييع جثامين لعمال بسبب كوارث وحوادث مماثلة في مناجمهم، داعياً البرلمان التركي ومجلس رقابة الدولة إلى المبادرة من أجل إيجاد الحل للموضوع.
أما الشارع التركي فعبر عن غضبه بمظاهرات احتجاجية تنديداً بإهمال حكومة أردوغان أوضاع عمال المناجم وظروف العمل فيها، وعبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا عن غضبهم واحتجاجهم الشديدين، وفي مدينة أسكيشيهر تظاهر أهالي المدينة احتجاجاً وتنديداً بمقتل عمال المنجم وسط هتافات تحمل حكومة أردوغان مسؤولية مقتلهم، فيما تجمع طلاب جامعة هاجيت تبه بأنقرة أمام السكن الجامعي، داعين إلى مقاطعة المحاضرات في الجامعات.
كما دعت منظمات المجتمع الأهلي والنقابات العمالية والغرف المهنية التركية والمنظمات الطلابية لتنظيم مظاهرات ومسيرات احتجاجية في المدن التركية المختلفة للتنديد بالحادث، وأصدر فرع الحزب الشيوعي التركي في مدينة موغلا بياناً على خلفية الحادث أكد فيه أن “الخصخصة تعني الموت” محمّلاً حكومة أردوغان مسؤولية مقتل عمال مناجم الفحم، مؤكداً أن سبب مقتل العمال “يعود إلى طمع حكومة حزب العدالة والتنمية بالمال”.
وطالب مجلس الجبهة اليسارية في منطقة مالتبه في اسطنبول حكومة حزب العدالة والتنمية بالاستقالة، محمّلاً أردوغان وحكومته التي منحت الشركات الخاصة الحرية دون فرض الرقابة عليها مسؤولية الكارثة التي شهدتها تركيا، مشدداً أن الشعب التركي سيحاسب حكومة أردوغان على هذه الجريمة.
وانتقدت مواقع صحفية تركية ردة فعل أردوغان على هول هذه الكارثة، وقالت: إنه قابل كارثة  منجم الفحم غرب تركيا بالابتسام أمام الكاميرات في الوقت الذي ينتظر فيه مئات العمال المحتجزين في منجم الفحم إنقاذ حياتهم ما أثار غضب المواطنين الأتراك.