ثقافة

مشاركات درامية متعددة أندريه اسكاف: لن أترك سورية.. وأعيش حياتي كما يعيشها أيّ مواطن

يعبّر الفنان أندريه اسكاف في تصريح الخاص لـ “البعث” عن سعادته الكبيرة بعودة مسلسل “بقعة ضوء” في جزئه العاشر، مشيراً وهو أحد أبطاله الدائمين إلى أن لهذا المسلسل مكانة كبيرة في قلوب الناس والفنانين بشكل عام وفي قلبه بشكل خاص، فهو الذي يتيح له وللفنانين المشاركين به إمكانية تجسيد عدد كبير من الشخصيات المختلفة في مسلسل واحد كون العمل يعتمد على مبدأ اللوحات وتعدد الموضوعات.. وحول مشاركته في المسلسل يبين أنه يجسد عدداً من الشخصيات التي تدور في فلك ما يحدث اليوم في سورية، ولا يجد ذلك غريباً على “بقعة ضوء” الذي اعتاد حتى قبل الأزمة الحديث عن يوميات المواطن السوريّ اجتماعياً واقتصادياً من خلال وجهة نظر حيادية وضمن إطار كوميدي، وأحياناً جدّيّ، وبالتالي رأى أن الجزء العاشر سيكون غنياً بمضمونه وأفكاره.
وبعيداً عن “بقعة ضوء” يشير اسكاف إلى مشاركاته المتعددة لهذا العام في الدراما السورية، وهي في معظمها تنتمي للبيئة الشامية عبر أدوار وصفها بالقصيرة، ويأتي في مقدمتها مسلسل “الغربال” لناجي طعمي الذي يؤدي فيه شخصية سجين يُقتَل على يد الفرنسيين، ليبدو سعيداً بمشاركته في مسلسل “أبواب الريح” الذي يتناول فترة من الفترات التي عاشتها دمشق وهو تاريخي ينتمي للبيئة الشامية، ويجسد اسكاف فيه دور رضائي الذي ينتمي لمجتمع (الأغَوات) إلى جانب دوره في مسلسل “خان الدراويش” ومشاركته من خلال شخصية رئيس (الكراكون) دون أن ينسى التنويه بمشاركته في مسلسل “الجرة” مع فادي غازي.ولا يتوانى اسكاف عن الاعتراف بأنه ليس مع هذا العدد الكبير من أعمال البيئة الشامية  إلا أنه يرى أن التمويل هو الذي يلعب دوراً كبيراً في نوعية الأعمال الدرامية التي تُنتَج حالياً.. من هنا يدعو  لحلّ هذه الإشكالية عبر الدولة التي اعتادت أن تدعم الإنتاج الدراميّ ولم تقصّر في هذا المجال، إلا أن موضوع التسويق ما زال العقبة الكبرى أمام الإنتاج الدرامي السوري، وهذا لا يُحلّ -برأيه- إلا عبر انتشار المحطات التابعة للدولة بحيث تقوم بتسويق الأعمال المنتَجة دون الحاجة إلى تسويقها عبر محطات غير سورية والتي تقوم في كثير من الأحيان بالتأثير على شكل ومضمون العمل المنتَج، وهذا -كما يشير- يدفع العاملين في الدراما إلى تقديم أعمال ذات فكر حضاريّ حديث يذهب باتجاه سورية الحديثة لا إلى منطق الحارة الذي يحاول البعض ترسيخه، موضحاً بأنه ليس ضدّ الحارة بالعموم ولكنه ضدّ بعض أخلاقياتها كالخروج عن القانون ومواجهة الدولة.
كما لا ينفي اسكاف أن أعمالاً كثيرة تنتمي للبيئة الشامية قُدِّمت في السنوات الأخيرة وكانت مسلسلات جميلة أحبها الناس إلا أنه رأى أن تكرارها جعل موضوعاتها متشابهة، آسفاً لأن  بعضها قد عزز أفكاراً هي بالأصل نبيلة ولكنها وجِّهَت بطريقة خاطئة فأثّرت بشكل سلبي في سلوكيات الناس نتيجة حبّهم الكبير لها، ولذلك فإن المطلوب اليوم –برأيه- أن ينتبه الدراميون إلى خطورة هذا الأمر، رافضاً أن يتحمل الفنان مسؤولية ذلك لقبوله المشاركة في هذه النوعية من الأعمال، خاصة وأن الممثل في بعض الأحيان ليس لديه خيار أو بديل آخر، وبالتالي قد يضطر أحياناً للمشاركة في أعمال غير مقتنع بها.. من هنا يدعو اسكاف إلى تفعيل دور الجهات الرسمية والمعنية بالدراما في إنتاج أعمال خاصة بالتلفزيون السوري لاستقطاب الممثلين بدلاً من تركهم عرضة للمشاركة في هذه الأعمال، مؤكداً أن ما تقوم به مؤسسة الإنتاج التلفزيوني أمر جيد ولكنها بحاجة لزيادة عدد أعمالها لاحتواء كل الممثلين.
وحول تأثير الأزمة على الدراما والفنانين السوريين يبيّن اسكاف أن الأزمة أثّرت على الفنانين كما أثّرت على أيّ مواطن سوريّ، والمشكلة الأكبر أن عدداً كبيراً منهم أصبح خارج الوطن، أما هو فيؤكد أنه لن يترك سورية وهو يعيش فيها اليوم كما يعيش أيّ مواطن لأنه كان ومازال واحداً من الناس الذين يعيشون في سورية.
وعن مسلسلات الأزمة يبين أنه كان ضدّ بعض هذه المسلسلات، وخاصة تلك التي ذهبت إلى التطرف في المواقف، ويأسف لأن بعضها قام بتجييش الناس بدلاً من تهدئتهم، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه ليس ضدّ الأعمال التي حاولت أن ترصد هموم المواطن ومشاكله اليومية، مشيراً إلى نجاح مسلسل “وطن حاف” و”تحت سماء الوطن” في ذلك، مؤكداً على أن تقديم هذه الأعمال يجب أن يكون مدروساً من قبل أصحابها والمسؤولين عن الدراما في سورية لتقديم الفائدة المرجوّة منها عبر رسالة واضحة خالية من الإساءة إلى مجتمعنا ودولتنا.

أمينة عباس