الصفحة الاولىثقافة

المثقفون والإعلاميون العرب من عاصمة المجد دمشق: الـرئيــس الأســــد رمزاً لعروبة الشرفاء وكرامة ماضيهم ومستقبلهم

ياسمين دمشق اليوم تغاوى بالأحمر، زنر خصر سيدة الزمان بأحمر المجد والكبرياء والخلود. ياسمين دمشق اليوم خلع أبيض عشقه، ليرتدي قرمزي الشهادة الأطهر والأنقى والأبهى، وهي تُعلي من ساحة الأمويين، صوت نبل الحق وعنوانه الأبهى. سورية قلب العروبة والكرامة النابض مادام الدهر.
من على كتف بردى الخالد وبظل قاسيون الرمز، احتضنت مكتبة الأسد بيقين رسوخها كصرح ثقافي خالد، ومعلم حضاري أصيل، من معالم عاصمة العروبة الأبدية، الندوة التي دعا إليها المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين، بعنوان “د. بشار الأسد قائد مقاوم ورمز وطني وقومي”، شارك فيها كل من المفكر العربي الوفي “د. يحيى أبو زكريا، والإعلامي الشهيد الحي حسين مرتضى، والشاعر والإعلامي غسان الشامي، والباحث والمحلل السياسي غالب قنديل” ، وأدار مفاصلها  الدكتور نبيل طعمة، بعد أن انفرجت أسارير مدرج مكتبة الأسد وهو يحتضن الحضور الشعبي والرسمي للسوريين الذين لبوا نداء قلوبهم أيضاً، محولين بمحبتهم تلك الندوة إلى كروم  محبة ووفاء لسوريتهم بشعبها الأغلى والأكرم والأعلى رفعة وسمو، وجيشها الأطهر من كل الصباحات، حامي ضحكة أطفالها بدمه الورد، وراسم طريق مستقبلها الندي، بيقينه أنه حامي الحمى وسياج الكرامة، وقائدها النبيل، رفيق قلوبهم ووجدانهم، ذلك الرجل الذي اختبروا بقربه ومعه ومنه، كيف يكون القائد أباً رؤوماً وابناً باراً ورجلاً قُد قلبه من جبال وينابيع وكروم وطنه، رجلاً لا ينحني إلا لخالقه وهو يحمل طفلة استشهد والدها، فوجدت في ابتسامته وبين يديه دفء الأب وعطفه، ورأت بنظرته شموساً آتية ستلون أيامها وكل السوريين بأقواس قزح النصر والأمل بأن قادم الأيام هو الأجمل وهو الأعز.
دقيقة صمت وقوفاً بالقلوب وخفقاتها تنبض بالعرفان  بالجميل، على أرواح شهدائنا البررة، ليهدر على وقع الفخر، نشيد الوطن ورجالاته العظام “حماة الديار عليكم سلام”.

لا أشعر بعروبتي إلا في دمشق
بدأت فعاليات الندوة مع المفكر د. يحيى أبو زكريا الذي تحدث بكلام صادق وعفوي وواضح لا لبس فيه ، توجه به إلى إخوته السوريين ليقول لهم: لولا صمودكم وتضحياتكم وأصالتكم لما بقي من العروبة إلا اسمها، حانياً هامته لشهداء سورية ولجيشها الباسل ولقائدها المقاوم “الفتى اليعربي” كما يحب أن يناديه، الزعيم العربي الوحيد الذي بقيت قضية فلسطين بوصلة قلبه ، في حين كان خصر “شاكيرا” مكسر أنفة “زعماء” المكر من العربان والمستعربين، ليؤكد “أبو زكريا” أن الاستحقاق الرئاسي الذي سيصنعه السوريون لا سواهم، سيوجه صفعة قوية لما يسمى “الشرعية الدولية” التي دأبت على نزع صفة الشرعية عن القيادة السورية، كاشفاً عن عرض قدمته بلاد العم سام، عن طريق أحد ثعالبها للرئيس الأسد، بأن يبقى رئيساً ولكن دون إجراء انتخابات، الأمر الذي رفضته القيادة السورية جملة وتفصيلاً، معلنة أن القرار في هذا الشأن هو قرار وطني خالص، وللشعب الكلمة الفيصل فيه. كما أخبر “ابن جزائر المليون شهيد”، أن للأزمة السورية رغم قسوتها، حسنة لا بد وأن تذكر، أنها كشفت معادن الرجال، ورسخت لدى أحفاد “صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش” أن أمة تقدس شهداءها وتنجب رجالاً بعنفوان رجال الجيش العربي السوري، وتحتمل وزر حرب لم يشهد مثلها التاريخ، كرمى لثبات ثالوثها المقدس “شعباً وجيشاً وقيادة” على مبادئه وقيمه بأنه حرٌ وحرٌ وحرُ.
وأنهى مؤسس جريدة البلاغ الجزائرية مداخلته بقوله: إن “بشار حافظ الأسد” هو الرجل الوطني الذي يلتف حوله كل السوريين وكل العرب الشرفاء، الذين يعتبرونه رمزاً لعروبتهم وكرامة ماضيهم ومستقبلهم.

مدين لدمشق بحب لا ينضب
ومع المحاور العديدة التي تضمنتها مداخلة الإعلامي “غسان الشامي”، إلا أنه ركز على الدور الخاص والضروري الذي يجب أن يضطلع به الإعلام، خصوصاً في زمن الحروب، مؤكداً أن الإعلام هو المكان الذي يجب أن يكون الأنقى والأنصع في المواجهة، معتبراً أنه من الواجب أيضاً إعادة تعريف مفهوم المقاومة ومن هو المقاوم، بعد أن صار أكلة الأكباد يسمون أنفسهم بالمقاومين، وكاشفاً عن قرار اتخذه الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، بعد إدراكهم لأهمية وخطورة الإعلام في الحروب، وهو إنشاء راديو أوروبا الحرة، الذي عمل ويعمل على شيطنة كل من يقف بوجه خططه ومشاريعه في العالم، والذي يفعّله الآن عبر أجهزة الإعلام التابعة له العربية منها والعبرية والعالمية، هو نفسه ما فعله مع الاتحاد السوفييتي عندما دأب على شيطنة قادته، كما يفعل مع “بوتين” والرئيس “الأسد” الآن في محاولة لتشويه صورتهما أمام العالم أجمع. وبين “الشامي” أننا في المنطقة العربية بحاجة لإعادة النظر بطريقة تعاطينا مع الإعلام، فهو السلاح الأمضى الآن.

سورية إرادة شعب وقائد فارس
وقدم الباحث والمحلل السياسي غالب قنديل مداخلة قيّمة عاد فيها إلى مطلع الألفية الثانية، عندما أقدمت أمريكا على احتلال العراق، وكيف تعاملت كل دول العالم مع هذا الاحتلال غير الشرعي، حتى روسيا والصين اللتين قررتا ألا تعترضا طريق الوحش الهائج، وتَغَيُر موقف فرنسا التي عارضت بداية الحرب على العراق، لتعود وتنحني عند أقدام “فيلادلفيا” المشمرة عن ساقيها لحرية وهمية، بينما شعلتها الأسمنتية منطفئة مذ صُنعت، إلا أن بلداً واحداً في العالم وقائداً لا يلين هو وشعبه وقفا ضد قاتلي “الهنود”، مذكرة بالصفعة المدوية التي وجهها الرئيس “الأسد” لـ “كولن باول”، عندما جاء إلى دمشق مهدداً بأن الجيش الأمريكي صار على الحدود الشرقية متوقعاً أن يرضخ السوريون لمطالب أمريكا بفك ارتباطها بإيران ووقف دعمها لحزب الله والمقاومة الفلسطينية، فجاءه الجواب من الرئيس الأسد: أنا ملتزم بقرار شعبي، وشعبي حر لا يرضخ لإرادة أحد. لينهي “قنديل” مشاركته بأن قادة العالم أجمع اعترفوا بثبات الرئيس الأسد وقدرته الواثقة على اتخاذ القرارات الإستراتيجية التي أثبتت الأيام مدى صوابيتها، اليوم والبارحة وغداً.

“الشهيد الحي” يتحدث
حقيقة من المشاركات التي جعلت الأكف لا تهدأ عن التصفيق، والقلوب لا تكل عن الخفقان بقوة، عندما تقدم الزميل الإعلامي المقاوم “حسين مرتضى” ليقدم التحية، كل التحية لشهداء سورية ولشعبها العظيم ولجيشها الجبّار بأنفته بعد أن خبره عن قرب بالكثير من المعارك التي خاضها، ومنها معركة القصير التي تصادف هذه الأيام الذكرى الأولى على مرورها، وإلى قائد هذا الجيش الذي وقف وإخوته السوريين في وجه كل من أراد الدمار والخراب لسورية، مبيناً أن النصر الذي صنعته سورية بسواعد أبنائها، وتصنعه كل يوم، هو نتيجة لصمود الشعب السوري والأساطير التي سطرها الجيش العربي السوري مع المقاومة والمقاومين الشرفاء، بإدارة وإشراف قائد يعرف تماماً كيف يدير هذه المعركة الحاسمة بتاريخ العالم أجمع وليس سورية فقط.
ويرى د. نبيل طعمة الذي أدار الندوة أن إنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية هو تجسيد لانتصار سورية على أعدائها.

استحقاق قومي وتاريخي
كما أكد الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الاعداد والثقافة والإعلام القطري أن ما يحدث على الأرض السورية هو معركة بين مشروعين أمريكي صهيوني متحالف مع قوى متأسلمة ومشرع عروبي له أدواته وبين ثقافتين ظلامية تكفيرية وثقافية تنويرية ولذلك فإن الكتاب والمفكرين والإعلاميين معنيون بهذه المعركة معتبرا أن السوريين ليسوا أمام استحقاق دستوري وطني فقط بل أمام استحقاق قومي وعروبي وتاريخي.

شعب حي يصون سيادته
بدوره أشار رئيس اتحاد الصحفيين إلياس مراد إلى أهمية الإعلام المقاوم ودوره الرئيسي في تحقيق الانتصار ومواجهة السياسات الغربية ومخططاتها الاستعمارية التي تريد ضرب المقاومة وداعميها مؤكدا أن السوريين مصممون على المضي نحو تحقيق الاستحقاق الدستوري ليوصلوا رسالة للعالم أجمع أن الشعب السوري شعب حي مقاوم يصون سيادته وكرامته الوطنية.
تخلل الندوة تكريم عدد من وسائل الإعلام الوطنية والعربية والإعلاميين العرب المقاومين الذين كان لهم دور بارز في تغطية الأحداث في سورية.
حضر الندوة عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي شعبان عزوز وحشد من الأدباء والمفكرين والإعلاميين وعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي.
تمام علي بركات