ثقافة

الحفاظ على الآثار مسؤولية الجميع

الحفاظ على الآثار والتراث ليس مسؤولية جهة واحدة بل هو عملية تشاركية تتطلب تعاون جميع الجهات الحكومية المختلفة مع المجتمع الأهلي. من هنا نظمت وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف ورشة عمل حملت عنوان “معايير الحفاظ والتسجيل الأثري” وقد افتتحت الورشة بكلمة وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح التي أكدت أن تنظيم هذه الورشة ودعوة جميع الجهات إليها أمر في غاية الأهمية لما لمعايير التسجيل والحفاظ على الآثار من أهمية في صون تراثنا ولكي تكون الورشة جامعة وتشاركية بين جميع الجهات الحكومية والأهلية وأضافت مشوح: الأثر ليس مجرد حجر بل تاريخ وعراقة وثقافة وتراث مادي ولامادي، ولابد أن نبتكر أساليب جديدة في إحيائه وترغيب الآخرين في صونه والحفاظ عليه وعلى الضوابط الناظمة لذلك، وفي هذا السياق تحدثت مشوح عن النص التشريعي الجديد الذي يخص ذلك، والذي عمل عليه الآثاريون والقانونيون بهدف حماية آثارنا. وأكدت أن هذا النص التشريعي سيتم إقراره قريباً بعد عرضه على الجهات المعنية، والباقي مسؤولية الجميع في بلورة المشروع وتقديم المقترحات لسد العيوب والثغرات فيه، وشددت مشوح على أهمية التعاون بين جميع الوزارات وقوى المجتمع الأهلي في سبيل إعلاء شأن الوطن وتراثه.
بدوره قدم نظير معوض مدير المباني والتوثيق الأثري مداخلة حملت عنوان “التسجيل الأثري في سورية لمحة تاريخية” تحدث خلالها عن تاريخ التجربة السورية في مجال التسجيل الأثري معتبراً أن سورية من أقدم بلدان العالم العربي في التسجيل والحفاظ على الآثار واستعرض التشريعات التي نظمت عملية التسجيل بدءاً من القانون العثماني عام 1884 مروراً بالقوانين اللاحقة. وأكد عوض أن التسجيل بدأ من تدمر مروراً بباقي الأماكن موضحاً أن تلك القوانين والمراسيم هي التي شكلت الأساس التشريعي للمحافظة على الآثار كما تطرق للمعايير المعتمدة في التسجيل.
أما أيمن سليمان مدير الشؤون القانونية في المديرية العامة للآثار والمتاحف فقد ركز في مداخلته على التشريع الجديد في مجال تسجيل وصون الآثار حيث أكد أن هناك سعياً حقيقياً  للتأسيس لثقافة حكومية لحماية التراث الأثري، وقد بدأ العمل على إنجاز القانون منذ 3 سنوات ضمن خطة واضحة من وزارة الثقافة وتم تشكيل فريق من المهندسين والآثاريين والخبراء من أجل ذلك واعتبر سليمان أن القانون يبقى حبراً على ورق إن لم يعزز بثقافة تطبيقه ودعمه بالإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتنفيذه.
كما قدمت م. لينا قطيفان رئيسة دائرة إدارة مواقع التراث العالمي والعلاقات الدولية مداخلة أكدت فيها أن منظمة اليونسكو تشجع على تحييد وصون التراث الثقافي في كل أنحاء العالم عندما يتسم بقيمة بشرية. وأوضحت أن سورية كانت من أوائل من وقّعوا على اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي. كذلك تحدثت عن معايير التسجيل وقدمت أمثلة عن المواقع الأثرية السورية التي سجلت وفق كل معيار، وأكدت على أهمية تسجيل المواقع الأثرية على لائحة التراث.

جلال نديم صالح