ثقافة

في حفل توزيع جائزة الإبداع الشعريّ د. مشوح: سورية ستبقى لؤلؤة المشرق والمغرب الفائزون: الشــعراء يحـاربـون بالكلمــة والقـلـم

احتفاءً بمن كتبوا الوطن شعراً وحمّلوا كلماتهم بعضاً من حبهم له أعلنت وزارة الثقافة صباح أمس وعلى مدرج مكتبة الأسد الوطنية وبحضور وزيرة الثقافة د.لبانة مشوح أسماء الفائزين في جائزة الإبداع الشعريّ في مجال القصيدة الوطنية للعام 2014 فنال الجائزة الأولى من فئة الشعراء الشباب غدير فائز إسماعيل وذهبت الجائزة الثانية لـ كنان سميع محمد، في حين نال جمال الدين خضور الجائزة الأولى ووائل سليمان أبو يزبك الجائزة الثانية عن فئة الشعراء الكبار.
وفي كلمتها التي ألقتها د.لبانة مشوح توجهت بالحديث إلى الكوكبة النبيلة التي حمل كل مبدع فيها قيثارته ليعزف عليها أنغاماً تستنهض الهمم بقريحة تجود بعشقٍ لوطن باقٍ ما بقي الوجود، وبعاطفة تنبض ولا تنضب، مشيرة إلى أن لقاء اليوم هو احتفاء بأسماء أثبتت أنها كبيرة في عطائها، صادقة في تغنّيها بعشق تراب سورية، منوِّهة بجهود لجنة تقييم القصائد المشاركة في اختيار القصائد الفائزة والذي لم يكن بالأمر السهل، مؤكدة أن كل قصيدة شاركت في المسابقة جديرة بالفوز بما حملته من صدق مشاعر ونبل أحاسيس.  وختمت د.مشوح كلامها مؤكدة أن سورية ستبقى لؤلؤة المشرق والمغرب، وستخرج من هذه المحنة أصلب عوداً وأقوى شكيمة وأعلى جبهة بصمود أبنائها، وأن من راهن على سقوط سورية سيخيب فأله وسيولي الأدبار مشيّعاً بلعنة التاريخ لتبرهن يوم الثالث من حزيران أنها أقوى من جراحاتها ومن الوحوش التي تنشب مخالبها في جسدها الطاهر.
أما د.جهاد بكفلوني رئيس لجنة التقييم وفي تصريحه لـ “البعث” أشار إلى المعايير الموضوعية التي يجب أن تتوفر في القصيدة الفائزة في هذه المسابقة وفي مقدمتها أن تتناول سورية الوطن ومدى قناعة أبنائها بأن ما يجري فيها ليس إلا سحابة صيف، والتأكيد على أن إرادة أبناء الوطن ستبقى أقوى من إرادة الذين ظنوا أن سورية ستلقى حتفها سريعاً، أما على صعيد الشكل فبيّن أن المعايير كانت تتعلق بسلامة اللغة ومدى قدرة الشاعر فيها على الابتكار والتجديد، مشيراً إلى أن أعضاء اللجنة درسوا القصائد دون أسماء وتمّ تقييمها بعد مناقشات كثيرة، والقصائد الفائزة كانت هي الأجود برأيهم.
وختم بكفلوني تصريحه موجهاً التحية إلى وزارة الثقافة التي لم تتوقف عن تجديد شبابها من خلال إفساح المجال أمام المبدعين، مؤكداً أن الجائزة الأكبر في هذه المسابقة هي محبة الوطن التي تجلت في القصائد المشاركة والتي وإن رسخت في القلب فالجسد يكون بألف خير.
في حين أكد د.نزار بريك هنيدي وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم على أهمية المسابقة في تحفيز الشباب نحو الإبداع الشعريّ، ولاسيما في هذه المرحلة بإعادة تشجيعهم ودعم جهودهم الشعرية، مبيناً أن الجوائز تلعب دوراً مهماً في إضفاء الحيوية على الساحة الأدبية وفي تأكيد وجود حالة إبداعية متميزة واهتمام من قبل الدولة والمجتمع بهذا الفنّ.

الفائزون في المسابقة:
يستشهد الشاعر مع كل شهيد
وعلى هامش الحفل التقت “البعث” بالفائزين الأربعة في المسابقة وقد أكد جمال الدين خضور أن جائزة الإبداع الشعريّ بالمعنى العميق هي للشهداء والوطن الذي سيُكلَّل بالنصر بفضل الدماء الزكية التي أريقت على أرضه، مشيراً -وهو الحاصل على أربع جوائز سابقة- إلى أن مشاركته كانت عبارة عن مشاركة عاطفية أكثر منها نصية بالمعنى النقديّ، مبيناً أن الشاعر يستشهد مع كل شهيد ويحاول التعبير عن هذه الشهادة المتكررة الدائمة عبر نصّه، مبيناً أن قصيدته الفائزة حملت عنوان “يمَّمتُ دمي شكر بواباتها” وهي تتحدث عن دمشق وبواباتها السبع.
كما رأى كنان محمد أن وجود المسابقة كان بالنسبة له أهم من الجائزة وقد أثارت في نفسه السرور لأنها أكدت على أن أمتنا بخير وأن هناك أملاً بتطوير الشعر ودفعه للأمام، مبيناً أن الأزمة هي التي حركت في نفسه هذا النوع من الشعر.
كما توجه الشاعر غدير فائز إسماعيل بالشكر لوزارة الثقافة التي تؤكد يوماً بعد يوم اهتمامها بالأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص، منوهاً بأهمية هذه المسابقة في ظل الظروف الحالية للتأكيد على أن الجميع في سورية يريدون الحياة ولا شيء يحبط عزيمة أبنائها، مؤكداً أن الذي شجعه للمشاركة في المسابقة أن وزارة الثقافة هي التي دعت إليها، وهذا يعني أن جوائزها للوطن، وثانياً لأنها تتعلق بالقصيدة الوطنية التي عبّر من خلالها عن رؤيته الوطنية الصادقة.
في حين أشار وائل سليمان أبو يزبك إلى أن الشعر يبقى كلمة وموقفاً وسيفاً مقاتلاً ولاسيما في الظروف الحالية التي تمر بها سورية وأن الشعراء يحاربون بالكلمة والقلم كما يحارب جنودنا الأبطال بالسلاح.
يُذكَر أن وزيرة الثقافة د.لبانة مشوح سلّمت الجوائز للفائزين بحضور الرفيق أحمد الأحمد عضو الجبهة الوطنية التقدمية ود.حسين جمعة رئيس اتحاد الكتّاب العرب ولجنة التحكيم المؤلفة من د.جهاد بكفلوني ود.نزار بريك هنيدي ود.عاطف البطرس ود.غسان غنيم وحشد كبير من المهتمين.
أمينة عباس