130 ألف "جهادي" يقاتلون في صفوف "المعارضة"ضباط أمريكيون يدرّبون الإرهابيين في معسكرات سعودية.. و224 رحلة جوية تنقل المرتزقة والسلاح من ليبيا إلى سورية عبر تركيا
أطلق مسؤولو استخبارات أميركيون جرس الإنذار بشأن عودة بعض الإرهابيين الأميركيين، الذين قاتلوا في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية، إلى الولايات المتحدة والخطر الإرهابي الذي قد يشكلونه على بلدهم الأم، وذلك مع تصاعد التقارير التي تثبت تجاوز أعداد هؤلاء الإرهابيين التقديرات السابقة مع وجود أكثر من مئة إرهابي أميركي في سورية، فيما كشفت وكالة “بينتابوليس” للإحصاءات الأميركية عن تزايد أعداد القتلى العرب في سورية، وقالت: إن ما لا يقل عن 130 ألف “جهادي” يقاتلون في صفوف “المعارضة المسلحة”.
وقال مسؤولون كبار في الاستخبارات وأجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية: “إن المشكلة تكمن في وجود عدد كبير من “الجهاديين” الذين يملكون جوازات سفر غربية ويسافرون إلى سورية من أجل القتال”، ولم يتورع هؤلاء المسؤولون عن القول: إن جل ما يثير قلقهم هو عودة بعض هؤلاء مرة أخرى إلى الولايات المتحدة دون أن يتم اكتشافهم.
وبرر مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الأمريكية عدم قيام السلطات الأميركية بأي جهد لإيقاف هؤلاء من التوجه إلى سورية بالقول: إن “وكالة الأمن القومي لا تملك القدرة على تتبع آلاف من “الأشخاص الأشرار” لذلك نشعر بالقلق من تسرب هؤلاء الأشخاص من خلال الثغرات الأمنية”.
وفي السياق، قال آرون زيلين المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والذي يتابع عن كثب تدفق المسلحين الأجانب إلى سورية: “لقد رأينا في الماضي توجه أمريكيين إلى الخارج من أجل القتال في دول أجنبية وخضوع بعضهم إلى تدريبات من أجل العودة إلى الولايات المتحدة وتنفيذ هجمات فيها”، مشيراً إلى أن أحد الأمثلة على مثل هذه الحوادث فيصل شاهزاد الأمريكي من أصل باكستاني الذي سافر إلى معسكرات تدريب تابعة لحركة طالبان في باكستان ثم حاول تفجير قنبلة في ساحة تايمز سكوير عام 2010، لكنه فشل في محاولته تلك.
وتأتي المشكلة الدولية الخطيرة المتمثلة في عودة الإرهابيين الذين انضموا إلى صفوف “المجموعات المسلحة” في سورية إلى بلدانهم الأصلية وتهديدهم بشن هجمات إرهابية فيها كنتيجة مباشرة للتساهل الفاضح الذي أظهرته الحكومات الغربية، وعلى رأسها حكومة رجب طيب أردوغان والولايات المتحدة وغيرها في السيطرة على تدفق الإرهابيين إلى سورية، إضافة إلى غض النظر عن وجود منظمات وشبكات وتجمعات متطرفة تقوم بجمع الأموال والتبرعات لصالح “المتطرفين” وتجنيد المزيد من الشبان من أنحاء العالم للانضمام اليهم.
إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية متابعة أن أول مجموعة للإرهابيين الذين تمّ تدريبهم بإشراف ضباط أمريكيين وعرب في معسكر رسمي للحرس الوطني التابع لسلطات آل سعود قرب مدينة الحديثة شمال غرب السعودية وصلت قبل أسبوعين إلى جنوب سورية، وشددت على أن “الإرهابيين الجدد”، الذين قدر عددهم بنحو مئة، التحقوا بجماعة تابعة لما يسمى تنظيم “لواء اليرموك” الإرهابي، وأوضحت أنه لم تعد مناطق شمال الأردن وحدها مساحة لتدريب عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة المنتمية لما يسمى “المعارضة” والمدعومة من نظام آل سعود ووكالة الاستخبارات الأمريكية بل وفي السعودية أيضاً.
ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية وبعض أتباعها في المنطقة وعلى رأسهم حكام آل سعود يعملون على دعم الإرهابيين في سورية، من خلال إمدادهم بالسلاح وتأمين الدعم المالي والاستخباري، حيث تتزايد الأدلة الفاضحة لهذا التورط الأمريكي بدعم المسلحين التكفيريين في سورية، وكان آخرها ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن قيام مجموعة يقودها مسؤول رفيع سابق في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بوضع خطة من أجل إرسال أسلحة إلى المجموعات الإرهابية في سورية مصدرها شرق أوروبا وممولة من سلطات آل سعود.
في الأثناء، كشف العميد الطيار آدم صقر الجروشي رئيس أركان القوات الجوية الليبية السابق عن سيطرة جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة على مطار معيتيقة في طرابلس وإرسالهم السلاح والإرهابيين الى سورية، وقال الجروشي، الذي يشارك اللواء خليفة حفتر عملية عسكرية تستهدف المجموعات المسلحة المتطرفة في ليبيا: إن مطار معيتيقة محتل من تنظيمي الإخوان المسلمين والقاعدة الإرهابيين، حيث تمّ تسيير 224 رحلة جوية من معيتيقة إلى تركيا ثم إلى سورية تنقل الإرهابيين وتجلب السلاح والمرتزقة من كل الجنسيات.
وأضاف: أعلنها لكم صراحة إن هؤلاء الإرهابيين كانوا يمنعوننا نحن ضباط الجو من الدخول إلى القاعدة وهم من يسيطر على مخازن السلاح وقطع غيار الصواريخ والطائرات والسجون وكل شيء حتى السيارات التي كانت تأتي لسلاح الجو، كانوا يسطون عليها ورئاسة الأركان تتستر عليهم.
إلى ذلك، أوقف الجيش اللبناني 18 مسلحاً في بلدة عرسال شرق لبنان بعد أن دخلوا إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الأمن العام اللبناني تسلّم هؤلاء الموقوفين الذين دخلوا بواسطة “أختام مزورة”، مشيرة إلى أن الموقوفين سوريون، وكان الجيش اللبناني أوقف خلال الشهر الحالي عشرات المسلحين الذين حاولوا الدخول إلى عرسال خلسة للانضمام إلى مئات آخرين دخلوا المدينة سابقاً وتمركزوا فيها بعيداً عن حواجز الجيش اللبناني.