إنجاز استراتيجي سيغير "قواعد اللعبة".. فك الحصار عن سجن حلب المركزي والمناطق المجاورة
سجلت سورية بالأمس إنجازاً استراتيجياً مزدوجاً على المستويين السياسي والعسكري، ولعله ليس من قبيل المصادفة أن يتزامن الفيتو الروسي الصيني المزدوج في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الفرنسي بإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، مع فك الحصار المزمن عن سجن حلب المركزي وما يؤشر إليه ذلك من مدلولات تتعدى مجرد الحيز الجغرافي المحدود لمحيط السجن، فثمة اعتبارات ذات بعد استراتيجي يفهمها الجميع لإنجاز الأمس على مستوى ضرب الإرهاب والمرتزقة وتنظيف سورية من آثار أخطر وأكبر مؤامرة تتعرض لها.
“كلنا للوطن، والوطن للجميع.. وإيماننا بعدالة قضيتنا التي ندافع عنها كان سر صمودنا لنحو 14 شهراً من الحصار” هذه أولى الكلمات التي رددها جنود جيشنا الميامين الذين دافعوا عن سجن حلب المركزي لأكثر من عام واستطاعوا بفضل صمودهم واستبسالهم في القتال أن يبددوا أحلام المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت طيلة فترة الحصار هجمات يومية على السجن وفي كل مرة كانت تعود على أعقابها تجر ذيول خيبتها وخيبة مموليها ومشغليها.
في مشهد قل نظيره، حيّا السجناء الجيش العربي السوري الذي خلصهم من شر مرتزقة أردوغان وآل سعود التي منعت دخول الطعام والشراب والأدوية لنزلاء السجن.
بالأمس استطاعت وحدات من أبطال جيشنا فك الطوق عن القوات المدافعة عن السجن وأحكمت سيطرتها على المناطق المجاورة له بعد أن كبدت العصابات الإرهابية خسائر فادحة في العديد والعتاد وبهذا الإنجاز حققت قواتنا المسلحة الباسلة انتصاراً استراتيجياً على مجموعات الغدر والإجرام فهي ضيقت الخناق على البؤر الإرهابية في ريف حلب وقطعت طرق الإمداد للإرهابيين في شمال المحافظة وهذا ما سيؤدي إلى إنجازات سريعة للجيش في القضاء على فلول المجموعات الإرهابية في تلك المنطقة.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أنجزت عملياتها بنجاح في محيط سجن حلب المركزي بعد أن فكت الطوق عن القوات المدافعة عنه واستعادت السيطرة على موقع كتيبة حفظ النظام شمال السجن وأحكمت سيطرتها على المناطق المجاورة مكبدة العصابات الإرهابية خسائر فادحة في القوى والوسائط. وأضافت القيادة في بيان لها: تأتي أهمية هذا الإنجاز لأنه يضيق الخناق على البؤر الارهابية في الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة حلب ويقطع طرق الإمداد التي كانت تستخدمها العصابات الإرهابية في التحرك من الريف الشمالي لحلب باتجاه المدينة كما يشكل ضربة قاصمة لتلك العصابات التي كانت تتخذ من الريف الشمالي منطلقاًً لاستهداف مدينة حلب وسكانها الآمنين ويكشف زيف الادعاءات والأكاذيب التي دأبت قنوات الفتنة والتضليل على ترويجها حول السيطرة على سجن حلب المركزي الذي سطر المدافعون عنه أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء.
واختتمت القيادة بيانها بتأكيد عزمها على مواصلة تنفيذ مهامها الوطنية وضرب العصابات الإرهابية بيد من حديد وإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب وكل شبر من أرض الوطن وتجديد العهد لأبناء شعبنا الأبي على أن يبقى جيشنا الباسل على قدر المسؤولية الوطنية ضامناً لعزة الوطن وكرامته أميناًً على ترابه ومستقبل أبنائه.
في غضون ذلك دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عربة مصفحة في الليرمون وعدداً من السيارات بما فيها من أسلحة وذخائر وإرهابيين في المسلمية وكفر حمرا وكفر داعل والسكري والجندول وعندان وشمال حندرات ومارع وحريتان وحيان ومعارة الأرتيق في ريف حلب، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات وأوكار الإرهابيين في محيط كويرس ورسم العبود والمدينة الصناعية وكفر صغير والشقيف وقبتان الجبل ودارة عزة واعزاز وكفر ناها والحيدرية والشويحنة وبستان القصر وجمعية الزهراء والشيخ سعيد وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين.
وفي ريف إدلب دمرت وحدة من بواسل جيشنا معملاً ومعدات لتصنيع الصواريخ وأوقعت من فيه من إرهابيين قتلى ومصابين بينهم خبراء متفجرات من جنسيات أجنبية وفجرت سيارتين مفخختين كانتا تجهزان بذات الموقع في معرة النعمان، ودمرت وحدة أخرى سيارة مفخخة قبل وصولها لإحدى النقاط العسكرية في كفر نجد، كما استهدفت تجمعاً للإرهابيين في قرية موزرة بجبل الزاوية وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين.
وفي ريف اللاذقية الشمالي استهدفت وحدة من الجيش تجمعات للإرهابيين في قرى مشتل كيخيا ومرج خوخة ووادي الأزرق بينهم جنسيات غير سورية وأوقعتهم قتلى ومصابين كما دمرت مستودعاً لصواريخ غراد و3 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة، واستهدفت وحدة أخرى تجمعات للإرهابيين في قرى الروضة والخضراء والدلبة والشجرة والصخرة وكسب وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين بعضهم من جنسيات غير سورية ودمرت لهم سيارة مركب عليها راجمة صواريخ ومدفعاً وسيارتين مزودتين بأسلحة ثقيلة.
وفي حمص وريفها استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في عين حسين الجنوبية والغنطو وكيسين ووادي الميرة وظهور الخنزير بريف القصير الجنوبي وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين، وفككت وحدات أخرى ثلاث عبوات ناسفة بقرية قرمس بالحولة تتراوح زنتها بين 50 و60 كلغ.
وفي درعا وريفها أحبطت وحدات من الجيش محاولة إرهابيين التسلل باتجاه إحدى النقاط العسكرية في محيط بلدة انخل بريف المحافظة وسيطرت على عدد من الأبنية بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين كانوا يتحصنون فيها، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات الإرهابيين شمال قرية الغارية وعلى طريق خربة بواريت الصنمين ومحيط قرية الجسري في منطقة اللجاة وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين ودمرت لهم سيارة بمن فيها. كما استهدفت تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في دوار بلدة عتمان ومنشرة الحجر غربي البلدة وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
من جهة أخرى سلم أربعة مسلحين من مدينة التل بريف دمشق ممن تورطوا بالأحداث الجارية أنفسهم وأسلحتهم أمس إلى الجهات المختصة. وتمت تسوية أوضاعهم بمساع من لجان المصالحة الوطنية بعد أن تعهدوا بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإخلال بسلامة وأمن الوطن.