الرفيق محمد جهاد اللحام عضو القيادة القطرية رئيس مجلس الشعب لـ "البعث": الكلمة للسوريين وحدهم قالوها في الخارج وسنقولها في الداخل
إرادة الــشــعـب مـصـدر كـــل شــرعـيـة ولاشــرعـيـة ســـواهـــا
سـوريـة بـحـاجـة إلـى صوت كل سوري شريف، وكل صوت يقتل إرهابياً ويبني بيتاً ويعـيد مـهـجّراً ويـغـرس زيـتـونـة
دمشق – البعث:
هي السلطة الأقرب إلى قلب المواطن، ذلك أنها صوته المعبّر عن همومه، وعينه التي يراقب بها أداء السلطة التنفيذية. ولا شك أن مجلس الشعب السوري، بالرغم من ظروف الأزمة القاسية، قد بذل جهوداً مضنية لتلبية تطلعات المواطنين، وكان له، بالإضافة إلى دوره التشريعي النشيط، دور سياسي جوهري في الصمود الوطني بوجه الإرهاب التكفيري الحاقد، دفع العديد من أعضائه ثمنه الباهظ، فكان منهم شهداء وجرحى ومخطوفون، وكان استمرار نواب الشعب في تحدي الإرهاب، وتجسيد الوطنية العربية السورية الرفيعة التي راكم السوريون تقاليدها الأصيلة عبر تاريخهم الوطني والقومي الكفاحي الحافل. كما برز دور المجلس في الإعداد للانتخابات الرئاسية التعددية التي تعتبر حدثاً نوعياً في الحياة الوطنية السورية، بما تعنيه من انتصار للدولة على المشروع المعادي، ومن إنجاز ديمقراطي مهم يؤسس لمرحلة الإعمار والبناء القادمة.
وعشية يوم الاقتراع الذي يتطلع له السوريون بكل لهفة قال الرفيق محمد جهاد اللحام عضو القيادة القطرية رئيس مجلس الشعب: إن إرادة الشعب هي مصدر كل شرعية، ولا شرعية سواها، وأضاف في حوار أجرته “البعث” معه أن الكلمة للسوريين وحدهم قالوها في الخارج وسنقولها في الداخل ولا يحق لأحد غير السوريين أن يتدخل في اختيار رئيس سورية.
وأوضح اللحام أن شفافية الانتخابات تأتي من الإشراف القضائي الكامل عليها، مشدداً على أهمية الوعي الشعبي في اختيار الرئيس الذي يحمي سورية ويضمن وحدتها. ورأى رئيس مجلس الشعب في التعاطي الإعلامي المتوازن مع المرشحين، وفي احترام حملاتهم الانتخابية، دليلاً على مستوى الوعي العام بالعملية الديمقراطية، مبيناً أن ذلك سيساعد بشكل كبير على تحقيق النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية. وقال اللحام: إن الانتخابات تسير بشكل جيد على مستوى التحضيرات اللوجستية العملانية من قبل الجهات المعنية، لتوفير أجواء مريحة للناخب، وتأمين وصوله إلى مراكز الاقتراع بيسر وسهولة، مؤكداً على أن سورية بحاجة إلى صوت كل سوري شريف، وأن كل صوت يقتل إرهابياً، ويبني بيتاً، ويعيد مهجّراً، ويغرس زيتونة وسنبلة قمح… هنا نص الحوار:< عشية الاستحقاق الرئاسي، كيف تنظرون إلى الاستعدادات الجارية له من النواحي القانونية والقضائية واللوجستية، وما هي أهم ضمانات الشفافية ونزاهة العملية الانتخابية؟
<< نحن في مجلس الشعب ومن خلال الجلسة التي حضرتها الحكومة منتصف الشهر الجاري، أكدنا على الجهات التنفيذية سواء في وزارة الداخلية أم وزارة العدل، ضرورة القيام بكل ما هو ممكن من إجراءات لوجستية عملانية، من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية في أجواء مريحة للناخب، وتأمين وصوله إلى مراكز الاقتراع بيسر وسهولة، وأن توفر له الأجواء المناسبة لاختيار مرشحه بملء إرادته وبكل حرية، حيث نضمن نزاهة العملية الانتخابية بكل مفاصلها، وقد أكدت الحكومة بكل فروعها التنفيذية المعنية بالعملية الانتخابية التزامها وسعيها إلى تحقيق ذلك، ونحن نتابع الإجراءات المتخذة مع السلطات التنفيذية وهي جيدة وتدعو إلى الاطمئنان، أما ما يتعلق بضمانات شفافية الانتخابات ونزاهتها، فهي تأتي من الرقابة القضائية والإشراف القضائي الكامل على هذه العملية من ألفها إلى يائها، إضافة إلى أن المحكمة الدستورية العليا وهي أعلى سلطة قضائية مستقلة هي الجهة صاحبة الصلاحية في البت في أية طعون قد يتقدم بها أي مرشح حول نتائج الانتخابات. والضمانة الثالثة هي وعي الشعب السوري للمرحلة التي يعيشها وأهمية أن يختار بوعي وإدراك رئيس البلاد الذي يرى فيه حامياً لسورية وضامناً لوحدتها.
وكما تلاحظون، في الحملات الانتخابية للمرشحين وتعاطي الإعلام السوري مع المرشحين بشكل متوازن واحترام الحملات الانتخابية للمرشحين دليل على مستوى الوعي من الجميع للعملية الديموقراطية، الأمر الذي سيساعد بشكل كبير على تحقيق النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية فلا يقبل الناخب أن يملي عليه أحد رأيه أو خياره، بل يختار بكل حرية وعن دراية ومعرفة.
< بماذا تردّون على من يشكك في شرعية الانتخابات في الخارج ويدعو إلى تأجيلها ويقول إنها تعطّل الحل السياسي؟
<< نقول لهؤلاء، على الرغم من أننا لا نكترث كثيراً لمواقفهم فهي باتت مكشوفة الأهداف، إن إجراء الانتخابات في أي بلد يخضع لنصوص الدستور وقانون الانتخابات وليس لأي أجندة خارجية، وهذا ما يحصل في سورية، وكل حملات التشكيك بشرعية الانتخابات، والاتهامات بأنها تعطل الحل السياسي إنما هي حملات سياسية تندرج في سياق الحرب العسكرية التي تشنّها تلك الدول الغربية عبر أدواتها الإرهابية من أجل تقويض دستورية مؤسسة الرئاسة وغيرها من المؤسسات السورية التي عملوا على مدى سنوات ثلاث من أجل إسقاطها وفشلوا.
ونؤكد لمن لا يعرف الشرعية وينتهك شرعية المؤسسات الدولية ويحاول انتهاك سيادة الدول، أن مشروعية الانتخابات الرئاسية في سورية تستند أولاً إلى الدستور، وإلى قانون الانتخابات، وثانياً إلى إرادة الشعب السوري وصوته الذي رأيناه يعبّر عنه بكل فخر واعتزاز في سفاراتنا في الخارج، فصوت الشعب وإرادته مصدر كل شرعية ولا شرعية سواها. ونقول لهم: إن الرئيس الذي تأتي شرعيته من الخارج تسحب هذه الشرعية في أي لحظة من الخارج الذي منحها، وهذا لم يحصل في تاريخ سورية ولن يحصل أبداً، فشعبنا لا يقبل رئيساً تمنحه الشرعية دول الاستعمار ودول الرجعية العربية، وهو لا يقبل إلا رئيساً وقائداً منحه هو الشرعية وفوّضه بإدارة شؤون البلاد لأنه ائتمنه على مستقبله وعلى كرامته.
< كيف تفسّرون الإقبال الكثيف من السوريين في الخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية؟
<< إن الشعب السوري الذي تأذى من الحرب الإرهابية المدعومة غربياً ومن بعض الأنظمة الرجعية العربية، يدرك تماماً أهمية هذا الاستحقاق الدستوري في التأسيس لمستقبل سورية الجديد، وفي تعطيل أدوات القتل والإجرام التي تفتك بالسوريين يومياً، ولذلك كان هذا الإقبال الكثيف الذي شكل تحدياً للتدخل الغربي السافر في شؤوننا الداخلية، ومحاولة عرقلة الانتخابات الرئاسية والتشويش عليها، من خلال منع بعض الدول السوريين في الخارج من ممارسة حقهم في الاقتراع وانتخاب رئيس الجمهورية. إن هذا المشهد يعكس الوطنية السورية في أبهى صورها فالمغتربون السوريون في الخارج ليسوا أقل وطنية ممن هم في الداخل، ومغتربونا دافعوا عن سورية بكل طاقاتهم وتحمّلوا المضايقات من بعض الدول التي يعيشون فيها بسبب التعبير عن دعمهم لبلدهم، وهذا الإقبال الكثيف والإرادة العالية لدى أبناء الجاليات يفسّر سبب منع تلك الدول إجراء الانتخابات في سفاراتنا لأنها تدرك إلى أي اتجاه تشير البوصلة الشعبية السورية.. لذلك كان هذا الإقبال بمنزلة الردّ الأقوى على من يحاولون التشكيك والتشويش على الانتخابات ويعملون على تعطيلها.. فالكلمة للسوريين وحدهم قالوها في الخارج وسنقولها في الداخل.. ولا يحق لأحد غير السوريين أن يتدخل في اختيار رئيس سورية.
< تخوض سورية انتخابات رئاسية تعدّدية. كيف تقيّمون هذه التجربة الجديدة، وكيف ترون موقع هذه الانتخابات في الديمقراطية الوطنية السورية كلها؟.
<< مما لا شك فيه أن الانتخابات الرئاسية هي أول انتخابات تعدّدية في سورية، وهي تجربة جديدة، لكنها تسير بشكل جيد سواء على مستوى التحضيرات والاستعدادات اللوجستية من الجهات المعنية بالعملية، أم على مستوى الفهم الشعبي لممارسة هذه التجربة الديموقراطية بوعي ومسؤولية وإحساس عالٍ بالوطنية. هذه التجربة ستسهم حتماً في تعميق الحالة الديموقراطية في البلاد تشريعاً وممارسة لكون تجربة الانتخابات البرلمانية موجودة منذ عقود، وهي تجربة رائدة على مستوى الوطن العربي، وتأتي الانتخابات الرئاسية لتعمّق العمل الديموقراطي في البلاد، وتعزز الممارسة الديموقراطية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وانتخابات البلديات وغيرها من الأطر الديموقراطية التي تنظم الوصول إليها الانتخابات، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على عمل المؤسسات وتعزيز الفكر المؤسساتي في الإدارات والوزارات وغيرها.
< الانتخابات التشريعية المقبلة استحقاق دستوري وطني لا يقل أهمية عن الانتخابات الرئاسية. كيف تنظرون إلى العلاقة بين الاستحقاقين؟
<< إن انتخابات الرئاسة تشكل اختياراً لرأس الدولة السورية وربان سفينتها، بينما تشكل انتخابات مجلس الشعب الأداة التي من خلالها يستطيع المواطن، أي الشعب، اختيار ممثليه إلى السلطة التشريعية من أجل مراقبة أداء السلطة التنفيذية ومحاسبتها على تقصيرها في تقديم الخدمات وإدارة العجلة الاقتصادية والثقافية والتجارية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق تشكل الانتخابات الرئاسية والتشريعية عملية ديموقراطية متكاملة في بناء مؤسسات الدولة السورية من جهة، وبناء المنظومة الوطنية التي تعبّر عن إرادة السوريين وتحوّلها إلى فعل وطني سياسي داخلياً وخارجياً.
< كيف تنظرون إلى علاقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية ولاسيما أن الدستور منح المجلس حق حجب الثقة عن الحكومة أو أحد الوزراء؟.
<< منذ بداية الدور التشريعي الأول لمجلس الشعب في 24/5/2012 تسير العلاقة مع السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة بشكل جيد وتعاون وثيق، لخدمة المواطنين وتأمين احتياجاتهم، سواء على مستوى سنّ التشريعات التي تضع الأرضية القانونية لعمل الحكومة وضبط خططها والتزامها بها، أم على مستوى مراقبة الأداء والاستماع إلى الحكومة مجتمعة وعلى مستوى وزارات بعينها حيال قضايا خدمية أو سياسية تشغل بال المواطنين، وقد لمسنا ونلمس بشكل يومي تجاوب السلطة التنفيذية مع ما يطرح في مجلس الشعب من قضايا وهموم تتعلق بحياة المواطنين، ونحن لا نقول إننا راضون كلياً عن أدائنا في المؤسسة التشريعية أو عن أداء السلطة التنفيذية، لكن في ظل الوضع الضاغط على الجميع أعتقد أننا نبذل جهوداً كبيرة ونعمل على بذل المزيد لتحقيق متطلبات شعبنا البطل الذي تحمّل كثيراً وصمد وقاوم في مواجهة الإرهابيين والتكفيريين وصبر على قطع المياه وسبل الحياة من غذاء ومأكل، ونحن بإذن الله مقبلون على أيام أفضل بهمّة سواعد بواسل جيشنا وتعاضد شعبنا ووقوفه خلف قيادته وجيشه ومواصلة الحكومة العمل لتلبية الاحتياجات في كل المناطق.
< هل ترون في تركيبة المجلس الحالية تجسيداً كافياً للتعددية السياسية التي نص عليها الدستور، وما هي حظوظ الأحزاب الناشئة في الوصول إلى المجلس مستقبلاً؟
<< إن التركيبة الحالية للمجلس جاءت بعد اعتماد الدستور الجديد، وهي تشكل مزيجاً كبيراً من الأحزاب المعروفة بتاريخها السياسي في سورية ومن المستقلين وبعض الأحزاب الجديدة والمعارضة، ولا يمكن أن نقول إن التركيبة الحالية تجسّد التعدّدية السياسية بشكل كافٍ، لأن التعددية السياسية كلمة واسعة تعني اعتماد مبدأ التعددية السياسية والحزبية وهي كانت موجودة سابقاً ولكن بشكل مختلف، واليوم مطلوب من أجل تعميق ممارسة التعددية السياسية، من الأحزاب الناشئة أن تُفعّل عملها السياسي والوصول إلى شرائح كبيرة في المجتمع كي تتمكن من الوصول إلى مجلس الشعب أو الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى.. وهي عملية تتطور باستمرار، لكنها عملية واعدة على مستوى العمل السياسي والوطني.
< هل من كلمة أخيرة ترغبون بتوجيهها للسوريين؟.
<< نتوجّه بالتحية والتقدير لكل مواطن سوري صبر وصمد، لكل جندي قاتل الإرهاب، لكل جريح دافع واستبسل، لكل شهيد بذل دمه فداء لسورية، لأسر الشهداء والجرحى، ونؤكد لهم أن كل ما قدّموه يزهر نصراً ويكتب فجراً للوطن كل الوطن، لأبنائه كل أبنائه..
نقول لهذا الشعب العظيم: عوّدتنا أن تكون أكبر من التحدّيات وأثبتّ فعلاً أن الشدائد امتحان الرجال، فما شاهدناه من إقبال جماهيري كثيف على ممارسة حق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في المغتربات يؤكد بشكل قاطع عمق الانتماء الوطني والإرادة الصلبة والرؤية السليمة التي سبقت في كثير من الأحيان الموقف الرسمي وكانت بوصلته التي لا تخطئ. وندعو جميع أبناء سورية لممارسة حقهم ودورهم في اختيار رئيسهم في الثالث من حزيران، لأن سورية بحاجة إلى صوت كل سوري شريف، وكل صوت يوضع في صناديق الاقتراع يواجه بندقية ويقتل إرهابياً، يبني بيتاً ويعيد مهجّراً، يغرس زيتونة وسنبلة قمح، يصنع قلماً ودفتراً.