السوريون ينتصرون بالكلمة.. وصناديق الاقتراع تحوّلت إلى “محجّة” أرسلت دروساً في “وطنية المصير”
تعدّدت الرؤى والآمال حول “خريطة طريق” التحوّل الدستوري، والهدف واحد نفض غبار الأزمة وإعادة البناء الشامل.
أضاف الناخب الوطني في يوم الزحف التاريخي إلى ممارسة حقه في اختيار مستقبله ومصير بلده سياسياً واقتصادياً، إنجازاً يسجّل في تاريخ التجارب الأكثر عظمة بعد مشاهد جحافل السوريين في الخارج من بيروت إلى عمّان إلى عشرات الدول في العالم، والنصر دائماً عبر الإدلاء بصوت المواطن الذي يواجه به الإرهاب مقاوماً بالكلمة التي تحدّد هوية الجمهورية الجديدة والمتجدّدة لمرحلة قادمة عنوانها العريض نفض غبار الأزمة وإعادة بناء القطاعات وترميم الحياة العامة بحجرها وبشرها وبناها، والأهم إنعاش الموارد وتدوير مكنات المعامل وورش الخدمات.
مراكز اقتراع وصناديق انتشرت بين وزارات الدولة ومؤسساتها وشركاتها والمدارس والجامعات والمعاهد والمشافي والمستوصفات والأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى ومراكز الإيواء وعلى المراكز الحدودية، والهدف واحد فتح المجال والفرصة بشكل مرن وسهل للمقترعين ليمارسوا شرف المشاركة في استحقاق وطني وقف المواطن فيه صلباً في وجه المراهنين على انهيار الدولة، وهذا ما ذهب مع ريح خيبتهم بقوة ردع الصمود الجماهيري وانتصارات الجيش العربي السوري.
في معركة الانتخابات الرئاسية التي دارت رحاها أمس ويدرك المواطن معانيها ويعرف أنها البوابة الوحيدة للخروج من رحم الأزمة، دائماً النية معقودة على مستقبل آمن ومستقر أولاً، وعلى العودة بالبلد إلى زمن الإنتاج والازدهار وقطف ثمار النصر القادم من الصناديق وليس من الإرهاب.
فريق مندوبي قسم المحليات ومراسلو صحيفة البعث في المحافظات عاشوا يوماً طويلاً ومتخماً بالمتابعة والرصد والتحرّي المزدحم على إيقاع المشاركات الشعبية الطويلة العريضة، وبالكلمة والصورة كان الاجتهاد على توثيق وأرشفة الحيز الأكبر من المساحات الجغرافية وتقصّي دوافع ومحرّضات التوجّه الكبير للمواطنين من كل حدب وصوب للإدلاء بالصوت الذي يصنع وطناً ويعبّر عن إرادة شعب لا يقبل بالحلول الجاهزة والقرارات التي تورّدها السفارات الأجنبية والمندوبون السامون.
في استطلاع التوجّهات والأفكار الغنية والمتنوعة التي تعبّر عن الاختلاف تحت سقف العلم والثوابت الوطنية والقومية في اختيار المرشح المناسب، يقف كل حسب قناعته التي تفاضل بين المرشحين بحرية التصويت المشهودة لبلد الديمقراطية “سورية الجميع”.
علي بلال قاسم