ثقافة

بهاء الحلم

سلوى عباس
صباح الوطن الأغلى.. صباح القلوب المشرعة على الحلم تتنشق رائحة الياسمين الممزوجة بهيل الكبرياء والإرادة والصمود تنسجها أرواح من إباء، تتمطّى للشمس وتهمس للنوافذ المفتوحة على الحب والأمل حكاية ولعها وإيمانها بوطن متجذّر في الوجدان.. سورية الشامخة بعزة أبنائها وجيشها وقائدها.
صباحكن عزة وشموخ أمهات -رياحيننا الطاهرة- وأنتن تجسدن بصبركن على الفقد أمثولة للعطاء الذي تنسجنه راية من إرادة وصمود يعتز السوريون بها، تبهرني انطلاقتكن المرفرفة بأجنحة الوطن تدندن للسماء البعيدة أغنية وطن يتعالى على جراحه، فأعشق كل كلمة تتفوهن بها، وكل عبارة ترسمنها على حرير وطن هو سورية.. سورية التي علقت على سحابات الحزن معاطف أبنائها العابقة أرواحهم برائحة الأقحوان المندّى بدماء شهداء أبوا أن يخونوا الوطن فرحلوا وهم على يقين أن حلمهم سيزهر فرحاً يرتسم على وجوه أطفال أرقهم اليتمُ.. فشكراً لحزنكن ما أبهاه وأنتن تشاركن في إزهار هذا الحلم.
هكذا.. وكما طفولة الصبح تعلم الشمس كيف تغازل النهار لينشر إشراقتها على الكون، باكر السوريون الوقت أمس ليكونوا أمام وعدهم الحق –الاستحقاق- الذي يسطرون عبره كرامتهم وكرامة وطنهم، احتشدوا يعبرون عن حبهم لبلدهم بوسائل كثيرة لم تكن في الحسبان، جاؤوا يغمسون أصابعهم بدم وريدهم لينتخبوا وطناً، فتمتزج الدموع بالحزن والفرح في مشهد يجسده أبناء سورية الحياة، وهم يطوقون عنق الحلم لينسجوا لوطنهم وشاحاً من كبرياء وشموخ، فتقف الكلمات على حافة الورق يجتاحها العجز عن التعبير.
إليكم يا نسورنا المحلقين في أفق الروح تنسجون للوطن الذي تعاهدتم معه على الوفاء وشاح النصر ولملمة الجراح لتنهض سورية من حومة الموت قوية ومشرقة بإيمان أبنائها بها الذين ظلوا يحملون رايتها بيرقاً موسوماً بالحلم، لتجسّدوا أنتم هذا الحلم الذي لم تتوقفوا لحظة عن طرح أوراقه البنفسجية، وتنبت بطولاتكم شجرة من عبق الحياة.
سورية.. أنت السرّ الإلهي لكل سوري آمن بك، نبدأ صباحنا باسمك.. نترنم به ونعيش مع سحره فيصبح نداؤه بلسمنا ودواءنا، في كل زمان ومكان، وبدون الأمكنة والأزمنة، سنبقى معك إلى نهاية العمر.. نحن أبناؤك جئناك اليوم نستغفرك ونطلب منك أن تهبينا بعض قوّتك وكبريائك وتعيدي تكويننا وخلقنا زهوراً تليق بروحك واسمك.