اقتصاد

لهذا أدلت “زراعتنا” بصوتها.. رغم الحرب الكونية التي مرت على سورية لم نفتقد أي منتج زراعي الإصرار على الاستمرار بالعملية الإنتاجية وتأمين كافة المنتجات التي يحتاجها المواطن

لم يكن المشهد الانتخابي في وزارة الزراعة أمس مختلفاً عن نظرائه في باقي المراكز الانتخابية الأخرى، من جهة توافد المواطنين وموظفي الوزارة للإدلاء بأصواتهم، واختيار مرشحهم لرئاسة الجمهورية.
“البعث” كانت حاضرة في أوساط الناخبين، ولمست تطلعاتهم وآمالهم التي لم تخلُّ من ثقتهم بأن الفائز بهذه الانتخابات سيقود البلد إلى بر الأمان، ويحقّق الأمن والاستقرار لمن قضّت الحرب مضاجعهم، وعكرت صفو عيشهم، وثمّن حشد الناخبين هذه اللحظة التاريخية، المتوقع أن تكون مفصلية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أرقام مطمئنة وإصرار على الاستمرار
وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري قال: إن الاستحقاق الرئاسي بمثابة رسالة إلى العالم مفادها أن الشعب السوري هو صاحب القرار في تحديد مستقبل سورية الواعد وما يحمله من تقدم وازدهار وإعادة إعمار.
وأضاف القادري في تصريح خاص لـ”البعث” بعد أن أدلى بصوته: إن رؤيته للرئيس القادم تنبع من قناعته بأنه سيحقّق كل أماني الشعب السوري وتطلعاته لبناء سورية الحديثة، ويعيد إعمارها وتطوير الإنتاج، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى خلال هذه الفترة لتأمين مستلزمات الإنتاج للقطاع الزراعي، لتنفيذ الخطط الزراعية، وأن الأرقام التي تحقّقت مطمئنة وخاصة بالنسبة للمحاصيل الإستراتيجية، فخلال السنوات الثلاث من الظروف الاستثنائية التي مرّت على سورية لم نفتقد أي منتج زراعي، بل كان هناك فائض في العديد من المحاصيل زاد عن احتياج السوق المحلية وتم تصديره، معتبراً أن هذا مؤشر على أن العاملين بالقطاع الزراعي لديهم الإصرار على الاستمرار في العملية الإنتاجية وتأمين كافة المنتجات التي يحتاجها المواطن.
وبيّن القادري أن نسب تنفيذ الخطط بالنسبة للمحاصيل الإستراتيجية نسب مبشّرة، ويتمّ العمل لإيجاد أرضية لتسهيل عمليات التسويق، وقد خصصت الدولة لهذا الموسم (80) مليار ليرة لشراء الحبوب من الفلاحين، مع إعطاء مزايا وسعر تشجيعيين للفلاحين لضمان التسويق لهذا المحصول الإستراتيجي.
لأننا هزمنا مناجلهم
معاون وزير الزراعة الدكتور لؤي أصلان اعتبر الاستحقاق الرئاسي  تجسيداً حقيقياً لصحة وسلامة النهج الذي كانت تقوده سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وتعبيراً عن صحة المبدأ والهوية والثبات القوي لهذا البلد.
وأضاف في تصريح خاص لـ”البعث” بعد أن أدلى بصوته إنه تم اجتياز أصعب مراحل الأزمة، مقارناً المرحلة الماضية من سنوات الحرب، مع ما مرّ به العالم أثناء الحرب العالمية الثانية، التي شاركت فيها دول هائلة واستمرت لمدة خمس سنوات، إذ ظهرت المجاعات في هذه الدول منذ السنة الثانية والثالثة من عمر الحرب، مع أنها كانت دولاً استعمارية واحتكرت مناطق نفوذها بالعالم، ورغم ذلك لم تنجُ من المجاعة، أما في سورية فقد استطعنا من خلال سياسة حكيمة أن نصل إلى ما نحن عليه ونشعر بثقة وأمل بمستقبل سيكون أفضل.
لتعزيز الأمن الغذائي
مدير التخطيط والإحصاء في الوزارة الدكتور هيثم الأشقر اعتبر أن الاستحقاق الرئاسي نقلة نوعية ونقطة تحول أساسية في جميع المجالات الاقتصادية المختلفة ومنها الزراعي، خاصة وأن مرحلة ما بعد الاستحقاق تتماشى مع مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وتنفيذ الرؤى المستقبلية لتحقيق أهداف القطاع الزراعي، وتأمين الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية وتعزيز الأمن الغذائي للمواطن السوري وتشغيل القطاعات المرتبطة بالزراعة الصناعية منها والخدمية.
وأضاف الأشقر في تصريح خاص لـ”البعث”: إنه وعلى هذا الأساس بدأت الوزارة بحصر الأضرار التي تعرّض لها القطاع الزراعي، بغية وضع الأولويات لاستمرار عملية الإنتاج وتطويره على مراحل، وأن الوزارة على ثقة من الدعم الذي ستتلقاه من القيادة السياسية والحكومية كما تلقته سابقاً.
وأشار الأشقر إلى أن الوزارة ستعمل على تعزيز تنافسية المنتجات السورية لمساعدتها على اختراق الأسواق العالمية، وتعريف العالم على سورية وجودتها من خلال نكهات المنتج الزراعي السوري في تلك الأسواق.
صمودنا بإنتاجنا الزراعي
مدير التسويق الزراعي في الوزارة المهندس مهند الأصفر أكد أن الاستحقاق الرئاسي سيشكل نقلة نوعية للقطاع الزراعي، مشيراً في تصريح خاص لـ”البعث” إلى أن الإنتاج الزراعي كان جزءاً كبيراً من صمود سورية في المرحلة الماضية،، كون سورية هي بلد زراعي، وباقي القطاعات الأخرى مرتبطة به بشكل أو بآخر، إذ لا يوجد إنتاج صناعات غذائية ولا تصدير حقيقي بقيمة مضافة من دون الإنتاج الزراعي، لذلك توافدنا إلى صناديق الاقتراع، لنقول نعم لمن يعوّل عليه أن يحقق نقلة نوعية في قطاعنا الزراعي وقطاعاتنا الاقتصادية الأخرى.
دمشق– حسن النابلسي