بعد فشل الغرب في إسقاط الدولة السورية.. حراك سياسي واسع لإيجاد مخارج للأزمة اعتراف متأخر للإبراهيمي: الإرهابيون استخدموا "الكيماوي" في خان العسل قـافـلـة مـسـاعـدات تـصـل حـلـب.. وبرنـامـج زمني لتأمين احتياجات حمص
يعكس الحراك السياسي والدبلوماسي رفيع المستوى على الساحتين الإقليمية والدولية لإيجاد مخرجات للأزمة السورية أن ثمة قناعة بدأت تتشكل لدى معسكر المتآمرين على سورية بحتمية انتصار هذه الاخيرة في الحرب التي شنت عليها من جهات الدنيا الأربع، حيث رفعوا وتيرة فتح قنوات مع أصدقاء سورية الحقيقيين للملمة أوراقهم الإجرامية، قبل أن يخرج الإرهاب عن نطاق السيطرة..
وفي مؤتمر صحفي جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره التركي عبد الله غل قال روحاني: إن إيران وتركيا وسائر الدول يمكن أن تسهم في إيجاد حل لإنهاء الأزمات في المنطقة، فيما بادر نظام آل سعود إلى الاتصال مع روسيا لمناقشة الوضع في سورية، ما يعني أن النظام السعودي في طريقه إلى التسليم بالهزيمة بعد أن منيت عصاباته التكفيرية بضربات قاصمة على أيدي رجال جيشنا البواسل..
وكعادة المبعوثين الدوليين، الذين جاؤوا إلى سورية، واعترفوا بحقيقة ما يجري على الأرض، بعدما أدوا الدور المرسوم أميركياً، أقر الأخضر الإبراهيمي المستقيل من مهمته كمبعوث دولي إلى سورية أن المجموعات الإرهابية المسلحة هي المسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي في خان العسل بحلب.
وسط هذه الأجواء يواصل جيشنا الباسل مهمته الوطنية في ملاحقة فلول عصابات الغدر والتكفير الوهابي ونفذ أمس سلسلة عمليات دقيقة في عدة مناطق كبد خلالها المجموعات الإرهابية خسائر فادحة في العديد والعتاد.
وفي التفاصيل، دمرت وحدات من بواسل جيشنا كمية من الأسلحة والذخيرة محملة بسيارتين ومقتل من فيهما من إرهابيين، في حين تم القضاء على عشرة إرهابيين في المزارع باتجاه شركة تاميكو لصناعة الأدوية مما يسمى فيلق الرحمن ومن بين القتلى سعيد لكه وماهر المصري وحسن الأفندي كما تم تدمير أوكار للإرهابيين في وادي عين ترما في عمليات مركزة لوحدات من الجيش والقوات المسلحة.
وفي منطقة دوما تم تدمير وكر لمجموعة إرهابية مسلحة ومقتل عدد من أفرادها في مزارع كرم الرصاص مما يسمى كتائب شباب الهدى ومن بينهم كاسم النجار في الوقت الذي اشتبكت فيه وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة مع مجموعة إرهابية مسلحة عند دوار الثانوية في حرستا وقضت على اثنين من أفرادها هما أحمد حمزة وعلاء عبد المحسن.
إلى ذلك دكت وحدة من أبطال الجيش وكراً لإرهابيي ما يسمى فيلق الرحمن في محيط سوق المانطو في حي جوبر وأردت خمسة منهم قتلى في حين تم توجيه ضربات محددة ودقيقة لأوكار إرهابيين مما يسمى الجبهة الإسلامية في الجزيرتين 16 و17 في مدينة عدرا العمالية السكنية، كما دمرت نفقاً بطول 70 متراً جنوب شرق مقام السيدة سكينة في مدينة داريا وقضت على من بداخله من الإرهابيين بالتزامن مع ذلك تم تدمير وكر للإرهابيين في مقالع الرحيبة في الريف الشمالي الشرقي لدمشق ومقتل عدد منهم من بينهم بلال ضميرية ومحمد الرفاعي.
وضبطت وحدة من الجيش نفقاً بطول 300 متر وعمق 14 متراً في مدينة حرستا بريف دمشق أثناء ملاحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة مجهزاً بإنارة وتهوية وكاميرات مراقبة وفككت عدداً من العبوات الناسفة داخله.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات الجيش الإرهابيين وأوقعتهم بين قتيل ومصاب في الجندول ومارع وتل قراح وحريتان وحندرات والمنصورة وخان العسل ورسم العبود وجديدة وكويرس وهنانو، كما استهدفت وحدات من الجيش إرهابيين وقضت عليهم في تل رفعت وحيان ودارة عزة وتل جبين وبابيص والمدينة الصناعية والليرمون والمسلمية وضهرة عبد ربه والشيخ سعيد والراشدين والزهراء وقاضي عسكر وكرم ميسر والمرجة وبستان القصر وبستان الباشا.
وفي درعا وريفها أوقعت وحدات من جيشنا الباسل أعداداً من الإرهابيين بين قتيل ومصاب في تل أحمر شرقي والطرف الجنوبي الشرقي لبلدة عتمان وفي منطقة الكسارة على تقاطع زمرين سملين وفي حي البجابجة بدرعا البلد ودمرت سيارة فان تقل إرهابيين بمن فيها في قرية الدواية الكبيرة بريف درعا الغربي، واستهدفت وحدات أخرى رتل سيارات للإرهابيين على مشارف قرية الكرك ودمرت عدداً منها بمن فيها كما دمرت سيارة مزودة برشاش ثقيل في بلدة عتمان.
وفي ريف حمص استهدفت وحدات من الجيش مجموعات إرهابية في العامرية وعين حسين بتلبيسة وأوقعت قتلى ومصابين في حين أوقعت وحدة من الجيش أفراد مجموعة إرهابية قتلى ومصابين على المدخل الجنوبي لبلدة تل دو.
واستهدفت وحدات من الجيش تجمعات وأوكاراً للإرهابيين عند دوار شلهوب وشرق جامع المصطفى قرب الرستن وفي قرية مسعدة وجنوب قرية رحوم الشرقي وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين ودمرت أدوات إجرامهم.
وفي إطار أعمال التخريب واستهداف البنى التحتية الممنهج اعتدت مجموعات إرهابية مسلحة صباح أمس على معمل غاز دير الزور بعدد من قذائف الهاون ما أدى إلى تضرر بعض معدات وتجهيزات المعمل وتوقف العمل فيه بعد قيام الإرهابيين بطرد العمال من المعمل بقوة السلاح.
من جهة أخرى قام فرع الهلال الأحمر العربي السوري بحلب بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر الدولية بإدخال 7 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى ريف حلب الغربي لتوزيعها على الأسر المتضررة.
من جهته دعا محافظ حمص طلال البرازي إلى وضع برنامج زمني لتأمين احتياجات عمليات ترميم المنازل التي تحتاج لترميم بسيط بأحياء مدينة حمص القديمة واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتسهيل عودة المهجرين وتقديم الدعم لهذه الأحياء وفق إحصائيات لعدد العائلات المحتاجة، وأشار خلال اجتماعه مع لجنة الإغاثة الفرعية ومكاتب منظمات الأمم المتحدة العاملة بحمص إلى أهمية تأمين فرق مختصة لتقديم المساعدة في مجال تقييم حجم الأضرار والخطورة بالبيوت الآيلة للسقوط، مبيناً أن المحافظة قامت بتشكيل فرق ولجان فنية لهذا الموضوع.
في هذه الأثناء كشفت مصادر أمنية تونسية عن تمكن الوحدات المختصة من تفكيك شبكة لتجنيد وتسفير الشبان التونسيين للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية مكونة من ثلاثة أشخاص بمدينة منزل بورقيبة في ولاية بنزرت، وقالت المصادر: إن محققين تمكنوا من إيقاف أفراد الشبكة إثر معلومات حول تورطهم في تسفير شبان إلى ليبيا ومن ثم إلى سورية بعد تلقيهم تدريبات بمعسكرات تابعة لما يسمى “تنظيم أنصار الشريعة” المتطرف بمدينة صبراتة الليبية.
وفي السياق ذاته ألقت سلطات الأمن النمساوية القبض على شخص يقوم بتجنيد الشبان في بعض المقاطعات النمساوية لإرسالهم إلى سورية والانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة فيها.
سياسياً، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن “عدم الاستقرار في المنطقة لا يخدم مصالح أحد وأن بلاده وتركيا عقدتا العزم على التعاون في هذا المجال وبذل أقصى ما بوسعهما، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي عبد الله غل عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس: إن إيران وتركيا وسائر الدول يمكن أن تسهم في إيجاد حل لإنهاء الأزمات في المنطقة.
وبشأن الوضع في سورية ومصر اعتبر روحاني أنه من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن، وأن يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب والعنف.
يشار إلى أنه في الوقت الذي تؤكد فيه أنقرة حرصها ورغبتها في التعاون مع إيران لتحقيق الاستقرار في المنطقة تعمل حكومة أردوغان على دعم الإرهابيين في سورية وهي مسؤولة عن سفك دماء السوريين وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه جرى أمس بمبادرة من الجانب السعودي اتصال هاتفي بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره السعودي سعود الفيصل، وذكرت الخارجية الروسية أنه نوقش في سير الاتصال بعض المسائل الملحة المطروحة على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، وأعير اهتمام خاص لمهمة التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة في سورية وحالات الأزمات الأخرى في المنطقة.
وفي استفاقة متأخرة حمّل المبعوث العربي والدوليّ السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي المجموعات المسلحة مسؤولية شنّ هجوم بأسلحة كيميائية في خان العسل في مدينة حلب، والذي وقع في آذار 2014، وفي مقابلة لأسبوعية “دير شبيغل” الألمانية قال الإبراهيمي الذي استقال أخيراً: إن الكثير من الدول أساء تقدير الأزمة السورية حيث توقعوا انهيار الدولة السورية مثلما حدث مع بعض الدول الأخرى، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم جهود الحرب بدلاً من جهود السلام.