محليات

تراجع إنتاجنا الزراعي يجيب..!! هل حققت البحوث العلمية الزراعية الغاية المنشودة منها؟

تراجع إنتاجنا الزراعي خلال السنوات الخمس الماضية بشكل ملحوظ فمن خمسة ملايين طن من الحبوب إلى 1.3 مليون طن العام الماضي، ومن 1.2 مليون طن من الشوندر إلى 67 ألف طن هذا العام، ومن زراعة 175 ألف هكتار لمحصول القطن إلى إنتاج 700 ألف طن قطن إلى أدنى مستوى هذا العام، وقس على ذلك رغم كل ما قدم لهذا القطاع من دعم مادي ومعنوي لتحديث وسائل الري والتحول إلى الحديث منه ومحاولة رفع كفاءة المياه.
تراجع مقلق يدعو لطرح العديد من التساؤلات وفي مقدمتها: لماذا هذا التراجع في إنتاجنا الزراعي في الوقت الذي يعوّل عليه الكثير؟!.
في هذه الأثناء تطالعنا وزارة الزراعة من حين لآخر بأن بحوثها العلمية الزراعية قد استنبطت أصنافاً من البذار المقاوم لصدأ القمح وأن بعضها الآخر مقاوم للجفاف وللظروف الجوية والمناخية.
اسمع كلامك
وقد تمّ أيضاً استنباط صنف من بذار القمح تعطي العشرة دونمات منه 8 آلاف كغ، لتأتي النتائج والحقائق على الأرض لتدحض كل ذلك، فالعشرة دونمات هذا العام من القمح لم تعطِ أكثر من400 كغ في أحسن الأحوال، وأن محصول القمح مازال يصاب بمرض الصدأ وأن بذار الشوندر ما زلنا نستوردها من الخارج، وأن كل ما تتحفنا به وزارة الزراعة من هذا القبيل ما هو إلّا حديث مكرر لوزراء سابقين إذ سبق وتحدثت به وعنه البحوث العلمية الزراعية مراراً وتكراراً، ولم نلحظ على أرض الواقع الزراعي هذا الإنتاج الذي تتحدث عنه الوزارة، لأننا سمعنا نفس هذه التصريحات عن استنباط أصناف من البذار المقاومة للأمراض وذات المردودية العالية، وإذ بالإنتاج يأتي عكس كل ذلك.
تضارب الإنتاجية
وها هو مدير البحوث العلمية الزراعية في مركز الغاب يقول: إن إنتاج البقرة الشامية لدينا في محطة الجاموس البحثية لا يتعدى عن الـ 10 كغ من الحليب والرأس الواحد من البقر العكشي لا يتجاوز إنتاجه عن الـ 4- 5 كغ، في حين تعطي البقرة الواحدة من الأبقار لدى المؤسسة العامة للمباقر من 20-30 كغ من الحليب، فأين دور البحث العلمي؟.
دعم ولكن..
خلاصة القول يحظى البحث العلمي الزراعي بكل الاهتمام والدعم، لكن ما زالت نتائجه حتى الآن على أرضنا الزراعية دون المستوى المطلوب، فمرض الصدأ مازال يلاحق محصول القمح والشوندر يتزايد تراجع إنتاجيته ليبقى الشرط الثابت والأساسي في زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته مرهون بتوافر المناخ المناسب لهذه المحاصيل وتأمين ما يحتاجه من مياه ومستلزمات أخرى، أما البحث العلمي فيأتي تكملة لهذه الأشياء.
حماة – محمد فرحة