بحوث طرطوس تنتج “بندورة طبيعية” بالهواء ومن دون مبيدات وهرمونات

لطالما تناول المواطن البندورة مؤخراً بطعمات شتى أنواع المبيدات والمواد المساعدة للنمو من هرمونات وغيرها من تلك التي تفتك بالصحة عبر مختلف الأمراض المسرطنة، جراء استخدام هذه المواد بشكل بعيد عن الرقابة والمعايير الصحية الصارمة.
في حقول مركز بحوث طرطوس الزراعي ثمّة ما يوحي بأن عهداً جديداً قد ينهي الخضراوات المعدلة أو غير الطبيعية عبر ما قام به من تجربة ناجحة بكل المقاييس، جعلت المعنيين والمهتمين وربما بعض المزارعين يعملون على إعادة النظر بكل تجاربنا الزراعية السابقة وما يرافقها، حيث نظّم المركز يوماً حقلياً مع جولة على أرض الواقع في حقل زاهد جنوب طرطوس بحضور د. حسين الزعبي مدير عام الهيئة العامة للبحوث الزراعية وعدد من مدراء الجهات المعنية في الهيئة.
المهندس الزراعي محمد برهوم المشرف على تجربة الزراعة من دون تربة، تطرق إلى أهمية وخصوصية والنتائج الإيجابية لهذه الزراعة المعروفة بهذا الاسم أو بالزراعة المائية والفوائد المتعددة العائدة منها، وأهمها توفير كمية المياه بنسبة 50% عما يستخدم في الزراعة الشائعة وهو الأهم كونها لا تعتمد إطلاقاً على أي مادة كيميائية وإنما على المواد العضوية فقط كالتسميد .
ولفت برهوم إلى إمكانية زراعة هذه الأنواع من الخضراوات وأهمها البندورة ضمن أحواض لا يوجد فيها تربة، حيث تعتمد على الطف البركاني لتثبيت الشتلة ليس إلا.
وفي معرض رده على سؤال “البعث”، قال الدكتور منهل الزعبي مدير الموارد في الهيئة حول المدة الزمنية لتعميم هذه التجربة على المزارعين: إن هذا الأمر منوط بمديرية الزراعة والوحدات الإرشادية وتعاونها مع مراكز البحوث للاستفادة منها.
بدوره أكد مدير عام الهيئة أن الزراعة المائية أو ما يعرف من دون تربة ليست بديلة عن الزراعة داخل التربة، ولكن يمكن اعتبارها رديفة ومن خلالها يمكن أن تحل مشكلات تملح التربة أو الإصابات المرضية الموجودة في التربة، وبالتالي نؤمّن للنبات المحلول الغذائي والعناصر المعدنية وعملية الامتصاص الموجودة داخل التربة، والاستغناء عن كافة المبيدات وحصولنا على زراعة يمكن اعتبارها نظيفة.
يُذكر أن المركز يقوم بأبحاثه العلمية وتجاربه الزراعية، حيث استطاع إنتاج عدة زراعات أساسية ومهمّة، ومع ذلك ما زال ينتظر قيام الجهات المعنية بما يجب لكي تثمر جهوده كما هو واقع الحال بالنسبة لتجاربه العلمية الزراعية.
طرطوس- لؤي تفاحة