الجيش العراقي يحكم سيطرته على المناطق الممتدة بين بغداد ومدينة بلد المالكي لـ "داعمي الإرهاب": إرهابيوكم سيفرون.. وأنظمتكم ستهتز
مع تواصل حملات التحشيد العسكري والتعبئة القصوى للبدء بتطهير محافظة الموصل من مسلحي ما يُسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” داعش، مازالت العمليات الأمنية للجيش العراقي مستمرة في عدة محافظات أخرى ضد إرهابيي التنظيم مكبّدة إياهم خسائر فادحة في العدة والعتاد، حيث أسفرت عمليات، أمس، عن القضاء على عشرات المسلحين من التنظيم واستعادة السيطرة على المدخل الشمالي لتكريت في صلاح الدين وديالى بعد معارك ضارية، وعلى المناطق الممتدة بين بغداد ومدينة بلد في محافظة صلاح الدين.
وتمكنت قوات تابعة لعمليات صلاح الدين من إحباط هجوم واسع النطاق شنه تنظيم داعش الإرهابي بهدف السيطرة على مصفى بيجي شمالي تكريت، وأكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أن القوات الأمنية تمكنت من قتل 40 إرهابياً وتدمير العجلات التي كانت تنقلهم وكانت محمّلة بالأفراد والأسلحة والتجهيزات والذخيرة، وأضاف: إن القوات الأمنية في قضاء تلعفر تمكنت من تحرير وتطهير أغلب المناطق بوقفة موحدة بين القوات الأمنية وأبناء العشائر، مشيراً إلى أن عمليات ملاحقة الدواعش ما زالت مستمرة ببعض المناطق والجيوب، وأعلن أن القوات الأمنية أحكمت سيطرتها بالكامل على منطقة البحيرات في محافظة بابل، فيما أشار إلى وجود تنسيق عال بين العشائر المنتفضة من عشائر القائم وعشائر الكرابلة والمجالس الساندة لها من أبناء العشائر.
وذكر بيان لجهاز مكافحة الإرهاب أن قوة من مكافحة الإرهاب قتلت الإرهابي أبو يمامة الدوسري السعودي الجنسية خلال التعرض الفاشل لمصفى بيجي، وتمكنت القوات الأمنية أيضاً من قتل القيادي في التنظيم الإرهابي أبو طلحة الليبي قرب ناحية الإسحاقي جنوبي صلاح الدين، وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العميد سعد معن في مؤتمر صحافي: إن الليبي من العناصر المجرمة المهمة في التنظيم الإرهابي وقتل بعد متابعة استخبارية.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني، أن قوات الأمن يساندها أبناء العشائر تصدّت لمحاولات الإرهابيين الفاشلة دخول قضاء تلعفر وكبدتهم خسائر فادحة، وقال قائد العمليات العسكرية في تلعفر اللواء محمد القريشي: إن القوات الأمنية جاهزة للدفاع عن القضاء وتطهير نينوى بشكل عام، مبيناً أنه تمّ وضع خطط دقيقة لتعزيز السيطرة على المناطق المحيطة بعد وصول التعزيزات الكاملة وبسط السيطرة هناك.
وفي شمالي تكريت، أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين عن مقتل ستة عناصر من تنظيم داعش وتدمير ست عجلات تابعة للتنظيم باشتباكات مسلحة مع القوات الأمنية شمالي المدينة، مبينة أن الأخيرة تمكنت من السيطرة على المدخل الشمالي الرئيسي للمدينة.
وفي محافظة ديالى، أعلنت قيادة عمليات دجلة عن قتل أربعة عناصر من تنظيم داعش بينهم شيشانيان اثنان باشتباك مسلح شمالي المدينة.
كما أفاد مصدر أمني مطلع أن القوات الأمنية تمكنت من قتل 250 عنصراً من داعش واستعادة السيطرة على ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة.
وتمكنت القوات الأمنية كذلك من قتل الإرهابي المدعو أبو دعاء المغربي متزعم ما يُسمى حركة أحرار العرب الإرهابية في منطقة حي الشهداء في الفلوجة غرب بغداد.
وأفاد فيه مصدر أمني بأن قوات الجيش تستعد لدخول مدينة الموصل وتحريرها من عناصر داعش، فيما كشف مصدر مطلع أن تنظيم داعش باشر الانسحاب بجميع تشكيلاته من شوارع المدينة، مبيناً أن جميع إرهابييه العرب غادروا المدينة.
يأتي ذلك في وقت، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في كلمة له، أن العراق سيواجه الإرهاب ويسقط المؤامرة التي تدعمها دول إقليمية، مخاطباً هذه الدول بالقول: إرهابيوكم سيفرون إلى بلدانكم وستهتز الكثير من الأنظمة وستجد نفسها بمواجهة عناصر إرهابية لا تعرف إلا القتل والسلب والنهب وعقول متخلفة وفتاوى تكفيرية يسندها علماء سوء لم يسمعوا أي كلام رفض من حكوماتهم، وأشار إلى أن من يرتكبون الجرائم بحق الشعب العراقي ويدمّرون بناه التحتية من جسور ومنشآت حيوية ومؤسسات ودوائر حكومية وبنوك ومصارف ما هم إلا قتلة ومأجورون مدعومون من قوى وأجندات خارجية، مشدداً في الوقت ذاته على أن العراق موحد بكل طوائفه في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث بادر الشعب العراقي إلى التطوع والانضمام إلى الجيش العراقي لمواجهة الإرهابيين وحماية بلده.
ولفت إلى أن الادعاء بأن الإرهابيين ما هم إلا ثوار من العشائر وأصحاب مطالب يمثل استمراراً لعملية تزييف الحقائق وإساءة جديدة للعشائر وأصحاب المطالب الحقيقية التي تحترمها الحكومة العراقية وعلى استعداد للاستجابة لها، متسائلاً: من الذي يقبل من أبناء العشائر العراقية بقتل 400 سجين و175 طالباً من طلاب الكلية العسكرية والقوى الجوية بدم بارد؟!، داعياً العشائر إلى إعلان براءتها من القتلة والمجرمين المرتبطين بأجندات مدعومة من قوى خارجية.
واعتبر أن تخندق بعض الأطراف العراقية على حساب المصلحة العليا وفر بيئة ملائمة لانتشار الإرهاب مدعوماً من قوى خارجية تستهدف استقرار العراق ووحدته الوطنية وعمليته السياسية، مبيناً أن الإرهابيين في تنظيم ما يُسمى دولة الإسلام في العراق والشام يحاولون خلق أجواء من التأزم والطائفية، وفي ظل ذلك برزت عصابات النهب والسلب والقتل وتصفية الحسابات، وندد بإعلام آل سعود ومشيخة قطر وإعلام بعض الدول العربية، الذين يدعمون الإرهابيين ويهاجمون الجيش العراقي، مضيفاً: إن العراق سيلقن الإرهابيين دروساً وضربات ويسحب من أيديهم وأيدي الذي يقفون خلفهم “تصوّراتهم الموهومة بأنهم يستطيعون إسقاط العملية السياسية والوحدة الوطنية والعراق كي يؤسسوا على أنقاضه دويلات وملوك طوائف وأمراء حرب”، وتابع: إن عملية الفصل ومحاسبة الضباط الذين لم يؤدوا واجبهم الشرعي والوطني ستستمر، وسنلاحق كل الذين يثبت أنهم تخلوا عن مواقعهم، وسيكون هناك جيش يؤمن بالعراق ووحدته ويرفض الطائفية والتسييس ويلتزم السيادة الوطنية ولا يساوم عليها، مؤكداً أنه ستتم محاسبة كل من يتسلّح من أي طرف باستثناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية.
وجدد المالكي التأكيد على أن ما يحصل في العراق هو مؤامرة ومخطط إقليمي مشؤوم عقدت له جلسات وصرفت عليه أموال ووضعت له مخططات وصممت له حرب إعلامية هائلة وتعاونت معه بعض القوى السياسية المحلية ووقفت خلفهم دول لا تريد للعراق الخير والقوة.