أمسية شعرية وتكريم آخر للفائزين
غنوا للوطن الجريح، وضمدوا جراحه بالكلمات، وصاغوه قصائد عشق كان النصر عنوانها، فاستحقوا التكريم…. إنهم الشعراء الفائزون مؤخراً بجائزة الإبداع الشعري عن القصيدة الوطنية، وتم تكريمهم في مكتبة الأسد الوطنية، وقد ارتأت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أنهم يستحقون تكريماً آخر أقيم أمس في ثقافي الميدان عبر أمسية شعرية جمعتهم، وكان للبعث بعض اللقاءات معهم:
بداية توقفنا مع الشاعر كنان محمد، الذي اعتبر أن التكريم يمثل بالنسبة له دعماً معنوياً كبيراً.. وتابع: أتوجه بالشكر للدكتورة لبانة مشوح، لأنها كما وعدتنا لم تتركنا، وتابعت الاهتمام بنا ورعايتنا، وهذه الأمسية أكبر دليل.. ويرى محمد أن للشعر دوراً ومكانة هامة في هذه الازمة، وتمنى أن تستمر هذه الأمسيات، معتبراً أن الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة سيعطي للشعر دوره، خصوصاً أن الكثيرين ممن يدّعون الشعر قد اعتلوا منصته، وتمنى من وسائل الاعلام أن تأخذ دورها في هذا الموضوع، فما نلاحظه على بعض محطاتنا أنها تستمر بإعادة بعض الاغنيات المحددة فترة طويلة، وهناك قصائد لها الكثير من التأثير لا يتم الاهتمام بها.
التكريم لشهداء الوطن
أما د. جمال الدين الخضور فقد رأى أن التكريم هو تكريم للوطن ولشهداء الوطن، فلا يمكن لأي نص مهما كان رفيعاً أن يعلو الى المرتبة التي علت إليها دماء الشهداء، من هنا يبقى الشاعر مهما قدم مقصراً بالمقارنة مع ما بذله الشهداء والكادحون والمضحّون من هذا الشعب.. وعن تسمية القصيدة بـ”الوطنية” أكد الخضور أنها تسمية اشتراطية لا يتفق معها، لأن النص -كما يقول- يُقرأ في بعده العميق ما بعد الدلالة، فأحياناً نقرأ نصاً نراه غزلياً من حيث الشكل والتركيب، ولكنه قد يحمل المعاني المعرفية الأخرى، وقضايا لها علاقة بالوطن، وهناك القصائد التي تأخذ منحى آخر يجب أن تقرأ دائماً، بمعنى أن النص الإنساني هو نص وطني بالأساس، فأي شعور يعبر عن الحالة الوطنية بعلاقة هذا الإنسان بالزمان والمكان، وهما المكونان الأساسيان للهوية ولعلاقة المبدع بالوطن بكل عناصره.
بدوره قال الشاعر وائل سليمان أبو يزبك: هذه الأمسية تمثل دعوة أخرى للتكريم نشكر عليها وزارة الثقافة، ويسرنا أن نكون هنا اليوم لنشارك شعبنا حالة الفرح التي يعيشها بعد فوز الرئيس بشار الاسد بالانتخابات الرئاسية، وليس هناك أجمل من الأدب للتعبير عن أفراح الوطن وهمومه. وأضاف أبو يزبك: الأزمة أفرزت اتجاهين، الأول انكفأ عن الكتابة، والآخر أبدع وبقي مستمراً في الكتابة.. مؤكداً ضرورة أن يكون الشاعر ابن الحدث، ومتفاعلاً معه، ومؤثراً فيه، لأنه في النهاية يكتب عن هموم الناس، وللشاعر تأثير على الرأي العام.
وختام جولتنا كان مع الشاعر غدير فائز اسماعيل، الذي رأى في تكريمه اليوم إعادة إحياء لمشاعر الفخر التي شعر بها مع زملائه أثناء تكريمهم في مكتبة الأسد، وزيادة مشاعر الامتنان لهذا البلد الذي لا ينسى مبدعيه، والنقطة الأساسية في عملية التكريم اليوم -كما يقول اسماعيل- أن القصيدة ربما تخبو إن مر عليها الزمن، واليوم إعادة إطلاقها للجمهور مرة اخرى تعيد ألقها، كما تشكل حافزاً لدى الشاعر ليزيد إبداعه، ويستمر في هذا النهج، لأنه يعلم أن كلمته لن تذهب سدى.
جلال نديم صالح